كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

كتاب للإمام ابن ماجه:

سنن ابن ماجه

 

كتاب سنن ابن ماجه للحافظ إبى عبد الله محمد بن ماجه القزوينى، وماجه هو لقب والده، وهو إمام كبير متقن مقبول بالاتفاق، والكتاب بشرح السندى، وهو الإمام أبى الحسن الحيقى المعروف بالسندى، المتوفى 1138 هـ، ويقول السندى أن تعليقه يقتصر على ضبط اللفظ والغريب والإعراب، ويقول أن هذا الكتاب من الكتب الستة، اشتمل على شئون كثيرة انفرد بها، وقد جمع الإمام البوصيرى -المتوفى 840 هـ- معظمها فى كتاب مصباح الزجاجة، وقد أخذ منه السندى فى تعليقه، ونقل السيوطى فى حاشية الكتاب عن الرافعى أن الكتاب عرض على أبى زرعة الرازى فاستحسنه، وقال أنه لم يخطئ إلا فى ثلاثة أحاديث، وقال فيه أيضا فى حاشية النسائى أنه انفرد بإخراج أحاديث عن رجال متهمين بالكذب والوضع، وهناك حكاية عن ابن طاهر أن أبى زرعة نظر فيه وقال: لعله لا يكون فيه تمام 30 حديثا مما فيه ضعف، ولكن فى كتاب العلل لأبى الحاتم أن أبى زرعة حكم على أحاديث كثيرة منه أنها باطلة أو منكرة، ولكن غالب المتأخرين على أن سنن ابن ماجة هو سادس الصحاح الستة.

وقام المحقق بتخريج أحادبثه على الكتب الستة ورقمه تبعا للمعجم المفهرس وتحفة الأشراف.

رابط كتاب سنن ابن ماجه فى موقع التراث

 

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامة وادمنوا الاخذ من الأصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.

قال (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن أصاغرهم هلكوا)، وقال (إن هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال (إذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).

ويقول الإمام فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى :

ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه     مما رواه أماجد الأعلام

 والمجمع عليه عند السادة العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله  ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنة نبيه عليه افضل الصلاة وأزكى السلام, ومنذ بداية القرن الأول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب واراد فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقة واحداث التاريخ من بداية الرسالة المحمدية مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظة ومسندة بكل أمانة وصدق، ومن هؤلاء السادة العلماء الأجلاء ومع سيرته الطيبة كان

 

الإمام ابن ماجه

 

هو الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعى القزوينى، ولد بقزوين سنة تسع ومائتين من الهجرة.

نسبه وموطنه:

هو الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعى القَزْوِينِيُّ، وُلد بقزوين سنة تسعٍ ومائتين من الهجرة. قال ابن خَلِّكان: "ماجه بفتح الميم والجيم وبينهما ألف، وفى الآخر هاء ساكنة". قال القاضى أبو يعلى الخليلى: كان أبوه يزيد يعرف بماجه، وولاؤه لربيعة.

تربيته وحياته:

نشأ ابن ماجه فى جو علمى، ومن ثَمَّ شبَّ محبًّا للعلم الشرعى عمومًا، وعلم الحديث خصوصًا؛ فحفظ القرآن الكريم، وتردد على حلقات المحدثين التى امتلأت بها مساجد قزوين، حتى حصَّل قدرًا كبيرًا من الحديث.

وقد هاجر سنة ثلاثين ومائتين من الهجرة فى طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقى عليهم، فرحل إلى خراسان، والبصرة والكوفة، وبغداد ودمشق، ومكة والمدينة، ومصر، وغيرها من الأمصار، متعرفًا على العديد من مدارس الحديث النبوى الشريف؛ إذ أتاحت له هذه الفرصة أن يلتقى بعدد من الشيوخ فى كل قطر، وفى كل بلد ارتحل إليها.

شيوخه:

نظرًا لكثرة أسفاره ورحلاته، فكان له شيوخ فى كل قطر وكل مصر ذهب إليه، فكان من شيوخه على بن محمد الطنافسى الحافظ، وقد أكثر عنه، وإبراهيم بن المنذر الحزامى المُتوفَّى سنة ست وثلاثين ومائتين من الهجرة، وهو تلميذ البخارى، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجبارة بن المغلس، وهو من قدماء شيوخه، وعبد الله بن معاوية الجمحى، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وداود بن رشيد، وكذلك من محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار البصرى الملقب بالزمن، وأبى بكر بن أبى شيبة، وعلقمة بن عمرو الدارمى، وأزهر بن مروان، ومحمد بن بشار، وعمرو بن عثمان بن سعيد، وأبى حذافة السهمى، مصعب بن عبد الله الزبيرى، وخلق كثير، وقد ذكرهم فى سننه وتآليفه.

ثم بعد رحلة شاقة استغرقت أكثر من خمسة عشر عامًا عاد ابن ماجه إلى قزوين، واستقر بها، منصرفًا إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن طارت شهرته، وقصده الطلاب من كل مكان.

تلاميذه:

لم يكن ليقتصر النشاط العلمى لابن ماجه على التأليف فقط، بل تعداه إلى التعليم وإلقاء المحاضرات والدروس, وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده على بن سعيد بن عبد الله الغدانى، وإبراهيم بن دينار الجرشى الهمدانى، وأحمد بن إبراهيم القزوينى جَدّ الحافظ أبى يعلى الخليلي، وأبو الطيب أحمد بن روح البغدادى، وإسحاق بن محمد القزوينى، وجعفر بن إدريس، ومحمد بن عيسى الصفار، وأبو الحسن على بن إبراهيم بن سلمة القزوينى الحافظ، وابن سيبوية وسليمان بن يزيد القزوينى وغيرهم من مشاهير الرواة.

وسمع منه: الحافظ أبو طالب أحمد بن نصر.

مؤلفاته:

لم يخلد الزمان من كتبه غير كتابه (سنن ابن ماجه) أحد الصحاح الستة؛ فقد ضاعت مصنفاته مع ما ضاع من ذخائر تراثنا العظيم، فكان له تفسير للقرآن وصفه ابن كثير فى كتابه (البداية والنهاية) بأنه "تفسير حافل"، وله أيضًا كتاب فى التاريخ أرَّخ فيه من عصر الصحابة حتى عصره، وقال عنه ابن كثير بأنه "تاريخ كامل".

سنن ابن ماجه.. مكانته ومنهجه فيه

طبقت شهرة كتاب (سنن ابن ماجه) الآفاق، وبه عُرف ابن ماجه واشتهر، واحتل مكانته المعروفة بين كبار الحفاظ والمحدثين، وهو من أَجَلِّ كتبه وأعظمها وأبقاها على الزمان، وقد عُدَّ الكتاب رابع كتب السنن المعروفة، وهى سنن أبى داود والترمذى والنسائي وابن ماجه، ومتمم للكتب الستة التى تشمل إلى ما سبق صحيح البخارى ومسلم، وهى المراجع الأصول للسنة النبوية الشريفة وينابيعها.

وكان منهج ابن ماجه فى كتابه هذا هو أنه رتبه على كتب وأبواب، حيث يشتمل على مقدمة وسبعة وثلاثين كتابًا، وخمسمائة وألف باب، تضم أربعة آلاف وثلاثمائة وواحدًا وأربعين حديثًا، ومن هذه الأحاديث اثنان وثلاثة آلاف حديث اشترك معه فى تخريجها أصحاب الكتب الخمسة، وانفرد هو بتخريج تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف حديثٍ، وهى الزوائد على ما جاء فى الكتب الخمسة، من بينها ثمانٍ وعشرون وأربعمائة حديثًا صحيح الإسناد، وتسعة عشر ومائة حديثًا حسن الإسناد، وهذا ما أشار إليه ابن حجر بقوله: "إنه انفرد بأحاديث كثيرة صحيحة".

وقد أحسن ابن ماجه وأجاد حينما بدأه بباب اتباع سنة رسول الله ، وساق فيه الأحاديث الدالة على حجية السنة، ووجوب اتباعها والعمل بها.

السنن فى ميزان النقد:

وعن ابن ماجه قال: عرضت هذه "السنن" على أبى زرعة الرازى، فنظر فيه، وقال: أظن إن وقع هذا فى أيدى الناس تعطلت هذه الجوامع، أو أكثرها. ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا، مما فى إسناده ضعف، أو نحو ذا. قلت: قد كان ابن ماجه حافظا ناقدا صادقا، واسع العلم، وإنما غض من رتبة "سننه" الثلاثين حديثا التى عناها أبو زرعة.

قال الذهبى "سنن أبى عبد الله كتاب حسن لولا ما كَدَّرَهُ بأحاديث واهية ليست بالكثيرة". وقال الحافظ ابن حجر "كتابه فى السنن جامع جيد، كثير الأبواب والغرائب، وفيه أحاديث ضعيفة جدًّا حتى بلغنى أن السَّرِى كان يقول: مهما انفرد بخبر فيه هو ضعيف غالبًا. وليس الأمر فى ذلك على إطلاقه باستقرائى، وفى الجملة ففيه أحاديث منكرة، والله تعالى المستعان".

ومع ذلك قال أبو الحسن القطان: فى "السنن" ألف وخمسمائة باب، وجملة ما فيه أربعة آلاف حديث. وبالإسناد المذكور إلى ابن ماجه، قال: حدثنا إسماعيل بن حفص، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، عن النبى قال (إذا دخل الميت القبر، مثلت له الشمس عند غروبها، فيجلس يمسح عينيه، ويقول: دعونى أصلى)، أخرجه الضياء الحافظ فى "المختارة" عن موفق الدين بن قدامة.

شروح السنن:

ولقيمة هذا الكتاب ومكانته، فقد أولاه كبار الحفاظ والمحدثين عناية خاصة، فراحوا يسهبون فى شروحه ويضعون عليه من تعليقاتهم، ومن ذلك:

- (شرح سنن ابن ماجه) للحافظ علاء الدين مغلطاي، المُتوفَّى سنة اثنتين وستين وسبعمائة من الهجرة.

- (مصباح الزجاجة فى شرح سنن ابن ماجه) للجلال الدين السيوطي، المتوفَّى سنة إحدى عشرة وتسعمائة من الهجرة.

- (شرح سنن ابن ماجه) للمحدث محمد بن عبد الهادى السِّندي، المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة وألف من الهجرة.

وقد أفرد زوائد السنن العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن زين الدين البوصيرى فى كتابٍ وخرَّجها، وتكلم على أسانيدها بما يليق بحالها من صحة وحسن وضعف.

آراء العلماء فيه:

نال ابن ماجه إعجاب معاصريه وثقتهم؛ إذ كان معدودًا فى كبار الأئمة وفحول المحدثين، فقد قال عنه ابن خَلِّكان: "كان إمامًا فى الحديث، عارفًا بعلومه وجميع ما يتعلق به". وقال الذهبى عنه: "كان ابن ماجه حافظًا، ناقدًا، صادقًا، واسع العلم". وقال أبو يعلى الخليلى "هو ثقة كبير، متفق عليه، محتج به، له معرفة بالحديث، وحفظ، ارتحل إلى العراقين، ومكة والشام، ومصر والرى لكتب الحديث. وقال الحافظ محمد بن طاهر: رأيت لابن ماجه بمدينة قزوين "تاريخا" على الرجال والأمصار، إلى عصره"

وفاته:

بعد عمر حافل بالعطاء فى الحديث النبوى الشريف درايةً وروايةً، دارسًا ومدرسًا ومؤلفًا، تُوفِّى ابن ماجه (رحمه الله) يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان، سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين من الهجرة. وصلى عليه أخوه أبو بكر وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبو عبد الله وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد.

ع صلاح