فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ

 

وقف بنا جواد الكريم الجواد عند الكلام فى حقيقة عظمى هى أن أمر تسويده وتعظيمه وتبجيله وتوقيره ضرورة ينبنى عليها رضا المولى سبحانه وتعالى حتى أنها صارت من قبيل السنة، ولا أبالغ إن جزمت أنها ترتفع إلى درجة الواجب أو الفرض بموجب قواعد وأصول أهل الأصول، فالأوامر الواردة فى الحث والحض عليه،  والنواهى الواردة فى الزجر والنهى عن ارتكاب جريمة التنقيص من بعض قدره أو إيذائه تدل دلالة قوية على أن الأمر جد خطير، ويتضح ذلك جليا فى غيرة المولى على نبيه وحبيبه فى مواضع كثيرة، إحداها ما انتهينا إليه فى المقالة السابقة، وهى قوله تعالى ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِىَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ • إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ التحريم 3-4. وسنقف عند خبايا ما ساقه أهل التفسير وما أفاض به مشايخنا من السادة المحققين مما ورد فى حديث سيد المرسلين كل فى موضعه إن شاء الله

أولا : فتون فى حق جناب السيد المصون ...

ورد فى تفسير القرآن العظيم لابن كثير قوله رحمه الله: اختُلِف فى سبب نزول صدر هذه السورة .. عن زيد بن أسلم: أن رسول الله أصاب أم إبراهيم (أى السيدة مارية القبطية) فى بيت بعض نسائه، فقالت (أى صاحبة البيت): أى رسول الله، فى بيتى وعلى فراشى؟! فجعلها (أى السيدة مارية) عليه حرامًا، فقالت: أىْ رسول الله، كيف يَحْرُم عليك الحلال؟ فحلف لها بالله لا يصيبها. فأنزل الله ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ﴾؟ قال زيد: بن أسلم فقوله: أنت علىَّ حرام لغو. ورواه الطبرى أيضا فى تفسيره.

قلت: هذا أحد سرين كتمهما رسول الله واستأمن عليهما السيدة مارية ، فأفشتهما إلى صاحبتيها من أمهات المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة كما سيأتى بيانه وتفصيله كما يلى:

فعن عُبَيْد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب من المرأتان؟ قال: عائشة وحفصة. وكان بدء الحديث فى شأن أم إبراهيم القبطية، أصابها النبى فى بيت حفصة فى نوبتها فَوَجَدت حفصة (أى غضبت فى نفسها) فقالت: يا نبى الله، لقد جئتَ إلىَّ شيئا ما جئتَ إلى أحد من أزواجك، فى يومى، وفى دورى، وعلى فراشى. قال (ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها؟). قالت: بلى. فحَرَّمها وقال (لا تذكرى ذلك لأحد). فذكرته لعائشة، فأظهره الله عليه، فأنزل الله ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِى مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ الآيات فبلغنا أن رسول الله كفَّر عن يمينه، وأصاب جاريته.

قلت: فمن الفتون إفشاء سر سيدنا رسول الله حتى ولو لأقرب الأقربين من أهل بيته لأن سره هو فى الحقيقة سرٌّ إلهى ، لأنه لا يعقل أصلا أن يكون فى حياة سيدنا رسول الله شيء غير مولاه والدعوة إلى الله ، ولا يلتفت إلى من تنطع فقال ببشريته واستغرق فى ذلك حتى جعله واحدا من عموم الخلق حاشاه .

ومن الفتون أيضا مراجعة سيدنا رسول الله فى بعض شأن من شئونه التى تتسم بالخصوصية وذلك لانتفاء النقص فى حقه فيظن به الظن السيئ من صفات تلحق بعموم الناس وهو المعصوم المنزه عن كل نقص بفضل تكميل مولاه له وبراءته من كل ما يشين.

ثانيا: ظنون وأوهام ألحقت بكلام خير الأنام:

ورد فى تفسير القرطبى قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً أَيْ "وَاذْكُرْ إِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى حَفْصَةَ حَدِيثًا" يَعْنِى تَحْرِيمَ مَارِيَةَ عَلَى نَفْسِهِ وَاسْتِكْتَامِهِ إِيَّاهَا ذَلِكَ. وَقَالَ الْكَلْبِىُّ: أَسَرَّ إِلَيْهَا أَنَّ أَبَاكِ وَأَبَا عَائِشَةَ يَكُونَانِ خَلِيفَتَىَّ عَلَى أُمَّتِى مِنْ بَعْدِىض2، وَقَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَ: أَسَرَّ أَمْرَ الْخِلَافَةِ بَعْدَهُ إِلَى حَفْصَةَ فَذَكَرَتْهُ حَفْصَةُ.

قلت: ومن الظنون والأوهام التى أشاعها بعض الأدباء والمشتغلين باللغة والفنون والآداب ممن ذاع صيتهم وعمت شهرتهم الآفاق قولهم وزعمهم بأن رسول الله لم يستخلف أحدا من صحابته بزعم إثبات أنه كان يرسى مبدأ الشورى فى الإسلام، فيترتب على ذلك إلحاق الأذى بمقام سيدنا رسول الله واتخاذ هذا مستندا على أن مولاه قد ضن عليه بشيئ من إنبائه بمن يخلفه، وذلك مع هذا الكم الوافر من الأحاديث التى تضافرت فدلت على علمه بمن يخلفه ويخلف من يخلفه إلى يوم القيامة، وصدق الله إذ يقول ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا • إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا • لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْئٍ عَدَدًا﴾ الجن 26-28، وهذا الأثر الذى بين يدينا وما يليه غيض من فيض فى هذا الباب.    

رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ فِى سُنَنِهِ عَنِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً﴾  قَالَ: اطَّلَعَتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِىِّ مَعَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ (لَا تُخْبِرِى عَائِشَةَ) وَقَالَ لَهَا (إِنَّ أَبَاكِ وَأَبَاهَا سَيَمْلِكَانِ أَوْ سَيَلِيَانِ بَعْدِى فَلَا تُخْبِرِى عَائِشَةَ) قَالَ: فَانْطَلَقَتْ حَفْصَةُ فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ فَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، فَعَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ. قَالَ أَعْرَضَ عَنْ قَوْلِهِ (إِنَّ أَبَاكِ وَأَبَاهَا يَكُونَانِ بَعْدِى). كَرِهَ رَسُولُ اللهِ أَنْ يَنْشُرَ ذَلِكَ فِى النَّاسِ.

قلت: وهذا من شدة خفائه وأدبه مع مولاه سبحانه وتعالى، وكذلك لشدة رحمته بأمته فمنهم من لا يطيق هذه المعانى كإنبائه بالغيب وما إلى ذلك مما يمكن أن يستعصى على أصحاب العقول المرجوحة.

قال (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) أَىْ أَخْبَرَتْ بِهِ عَائِشَةَ لِمُصَافَاةٍ كَانَتْ بَيْنَهُمَا، وَكَانَتَا مُتَظَاهِرَتَيْنِ عَلَى نِسَاءِ النَّبِىِّ . (وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ) أَيْ أَطْلَعَهُ اللهُ عَلَى أَنَّهَا قَدْ نَبَّأَتْ بِهِ. وَمَعْنَى عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ عَرَّفَ حَفْصَةَ بَعْضَ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ مِنْ أَنَّهَا أَخْبَرَتْ عَائِشَةَ بِمَا نَهَاهَا عَنْ أَنْ تُخْبِرَهَا، وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ تَكَرُّمًا، قَالَهُ السُّدِّىُّ. وَقَالَ الْحَسَنُ: مَا اسْتَقْصَى كَرِيمٌ قَطُّ.

قلت: بمعنى أن يعلمه الله الكثير من الحقائق بطريق الوحى أو البصائر ولا يظهر من ذلك إلا اليسير الذى يفى بالحاجة وهو من الأدب الرفيع مع جناب ذات البارى سبحانه .

ثم قال القرطبى فى تفسيره: قَالَ اللهُ تَعَالَى عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِى أَخْبَرَهَا بِبَعْضِ مَا قَالَتْ لِعَائِشَةَ، وَهُوَ حَدِيثُ أُمِّ وَلَدِهِ وَلَمْ يُخْبِرْهَا بِبَعْضٍ وَهُوَ قَوْلُ حَفْصَةَ لِعَائِشَةَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ سَيَمْلِكَانِ بَعْدَهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَتَأْوِيلُ قَوْلِهِ ﴿عَرَفَ بَعْضَهُ﴾ بِالتَّخْفِيفِ، أَىْ غَضِبَ فِيهِ وَجَازَى عَلَيْهِ، وَهُوَ كَقَوْلِكَ لِمَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ: لا عرفن لَكَ مَا فَعَلْتَ، أَىْ لَأُجَازِيَنَّكَ عَلَيْهِ. وَجَازَاهَا النَّبِىُّ بِأَنْ طَلَّقَهَا طَلْقَةً وَاحِدَةً. فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ كَانَ فِى آلِ الْخَطَّابِ خَيْرٌ لَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ طَلَّقَكِ. فَأَمَرَهُ جِبْرِيلُ بِمُرَاجَعَتِهَا وَشَفَعَ فِيهَا. وَاعْتَزَلَ النَّبِىُّ نِسَاءَهُ شَهْرًا، وَقَعَدَ فِى مَشْرُبَةِ مَارِيَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ التَّحْرِيمِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ. وَقِيلَ: هَمَّ بِطَلَاقِهَا حَتَّى قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: (لَا تُطَلِّقُهَا فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَإِنَّهَا مِنْ نِسَائِكَ فِى الْجَنَّةِ) فَلَمْ يُطَلِّقْهَا. (فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ) أَيْ أَخْبَرَ حَفْصَةَ بِمَا أَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ. ﴿قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا﴾ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّى. فَظَنَّتْ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ (نَبَّأَنِىَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) أى الذى لا يخفى عليه شيئ.

ثالثا: لزوم محبة ما يحب الحبيب:

قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ﴾ يَعْنِى حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ، حَثَّهُمَا عَلَى التَّوْبَةِ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمَا مِنَ الْمَيْلِ إِلَى خِلَافِ مَحَبَّةِ رَسُولُ اللهِ ، ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ أَيْ زَاغَتْ وَمَالَتْ عَنِ الْحَقِّ. وَهُوَ أَنَّهُمَا أَحَبَّتَا مَا كَرِهَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اجْتِنَابِ جَارِيَتِهِ (أى السيدة مارية) وَاجْتِنَابِ الْعَسَلِ، وَكَانَ يُحِبُّ الْعَسَلَ وحببت إليه نساءه. قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مَالَتْ قُلُوبُهُمَا بِأَنْ سَرَّهُمَا أَنْ يَحْتَبِسَ عَنْ أُمِّ وَلَدِهِ، فَسَرَّهُمَا مَا كَرِهَهُ رَسُولِ اللهِ . وَقِيلَ: فَقَدْ مَالَتْ قُلُوبُكُمَا إِلَى التَّوْبَةِ. وَقَالَ: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما

قلت: جعل الله ميلهما وراحتهما إلى ما يكره الرسول ذنبا يستوجب التوية، لأن شأن المحب أن يحب كل ما يحب الحبيب، ويبغض كل ما يبغضه الحبيب، وصدق من قال:

وكن محب محبيه وناصره        والزم عداوة من أضحى يعاديه

قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ﴾ أَىْ تَتَظَاهَرَا وَتَتَعَاوَنَا عَلَى النَّبِىِّ بِالْمَعْصِيَةِ وَالْإِيذَاءِ. وَفِى صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَكَثْتُ سَنَةً وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ آيَةٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ هَيْبَةً لَهُ، حَتَّى خَرَجَ حَاجًّا فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ فَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَدَلَ إِلَى الْأَرَاكِ لِحَاجَةٍ لَهُ، فَوَقَفْتُ حَتَّى فَرَغَ، ثُمَّ سِرْتُ مَعَهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ من أَزْوَاجِهِ؟ فَقَالَ: تِلْكَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ. قَالَ فَقُلْتُ له: والله إن كنت لأريد أن سألك عَنْ هَذَا مُنْذُ سَنَةٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ هَيْبَةً لَكَ. قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ، مَا ظَنَنْتَ أَنَّ عِنْدِى مِنْ عِلْمٍ فَسَلْنِى عَنْهُ، فَإِنْ كُنْتُ أَعْلَمُهُ أَخْبَرْتُكَ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ﴿فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ﴾ أَىْ وَلِيُّهُ وَنَاصِرُهُ، فَلَا يَضُرُّهُ ذَلِكَ التظاهر منهما. ﴿وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ قَالَ عِكْرِمَةُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لِأَنَّهُمَا أَبَوَا عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، وَقَدْ كَانَا عَوْنًا لَهُ عَلَيْهِمَا. وَقِيلَ: صَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ . وَقِيلَ: خِيَارُ الْمُؤْمِنِينَ.

قلت: وهذه الأقوال كلها تامة صحيحة فى معناها، والخلاصة أن هؤلاء المذكورين جميعا يؤثرون محبة رسول الله على كل ما فى الوجود حتى ولو تعلق الأمر بفلذات الأكباد وحبات القلوب، فعُلم بذلك أن حب رسول الله كان أحبَّ إليهم من الماء البارد للظمآن فى قيظ الظهيرة فى صيف مكة أو المدينة.

ولنا وقفة أخرى مع جوانب فى هذه الآيات والأحاديث المتعلقة بها، فالكلام فى شأن جناب النبى الأعظم بحر لا ساحل له.

  د. إبراهيم الدسوقى

 

 
 

ومن أراد الاستزادة فليطلع على موقع النبى

أسرة التحرير