كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

من كتب الإمام البيهقى:

شعب الإيمان

 

كتاب (الجامع لشعب الإيمان) من كتب متون الحديث للحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى، والذى كان زاهدا ورعا شغوفا بالعلم والحفظ والتدقيق، وكان شافعى المذهب وكتب فى مناقب الإمام ابن حنبل، وهذا الكتاب يشكل جانبا هاما من أحاديث محور شعب الإيمان، وقد قام المحقق باستنساخ المخطوط الرئيسى ومقابلته على المخطوطين الآخرين وأثبت الفروق بينهم فى الحواشى.

 

رابط كتاب شعب الإيمان فى موقع التراث

 

دلائل النبوة

 

دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة للحافظ أبى بكر أحمد بن الحسين البيهقى، والذى كان زاهدا ورعا شغوفا بالعلم والحفظ والتدقيق، وكان شافعى المذهب وكتب فى مناقب الإمام ابن حنبل،وفيه يذكر المصنف أعلام نبوة المصطفى  والتى تبلغ ألفا، وقد تحرى المصنف معجزات النبى  بدءا من القرآن وتحرى ما جاء فيها من الكتاب والسنة الشريفة وما دل على تعظيم قدر المصطفى ورفع ذكره.

وقد طبع عن عشرة نسخ خطية وقام المحقق بتوثيق أصوله وتخريج حديثه والتعليق عليه.

رابط كتاب دلائل النبوة فى موقع التراث

 

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوه للكافه، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامه وادمنوا الاخذ من الاصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.

قال : (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن اكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن اصاغرهم هلكوا)، وقال : (ان هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال : (اذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).

ويقول السيد فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبد البرهانى :

ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه     مما رواه أماجد الأعلام

 والمجمع عليه عند الساده العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله  ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنه نبيه عليه افضل الصلاه وازكى السلام, ومنذ بدايه القرن الاول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب واراد فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقه واحداث التاريخ من بدايه الرساله المحمديه مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظه ومسنده بكل امانه وصدق، ومن هؤلاء الساده العلماء الاجلاء ومع سيرته الطيبه كان

الامام البيهقى

هو ابو بكر بن الحسين بن على بن عبد الله بن موس البيهقى الخرسانى، وبيهق مدينه كبيرة من نواحى نيسابور كثيرة البنيان والعمارة وقد اخرجت عدد لا يحصى من العلماء والفقهاء، وقد ولد بقرية خسرو جلد فى شعبان من عام 384 هـ، ولقى البيهقى عناية طيبة منذ طفولته، ويقول البيهقى بنفسه كتبت الحديث ولى من العمر خمسة عشر عاما، ويقول ابتدات فى طلب العلم اكتب اخبار سيدى رسول الله ، واجمع آثار الصحابة الذين كانوا اعلام الدين واسمعها ممن حملها واتعرف على احوال رواتها من حفاظها واجتهد فى تميز صحيحها من سقيمها.

تلقى الامام البيهقى علومه على يد أئمة أجلاء كل واحد منهم جبلا شامخا فى علمه وقد انعكس ذلك على مؤلفاته  فكانت صورة صادقة للتعبيرعما تنطوى عليه نفسه من حب للسنة وميول نحو الحق، وصنف التصانيف لنصرة مذهب الامام الشافعى حتى اشتهر عند سائر علماء عصره، فقال امام الحرمين قولته المشهوره عنه: (ما من شافعى المذهب الا وللشافعى عليه منة الا احمد البيهقى فان له على الشافعى منة). وقال الامام الذهبى ان البيهقى اول من جمع نصوص الشافعى، ورد الامام السبكى وان البيهقى آخر من جمع نصوصه.

وعن رأى الائمة والعلماء الأجلاء وما قالوا فى حقه من الصفات والتقدير:

قال أحدهم: كان أحد ائمة المسلمين والداعى الى حبل الله المتين، وقال آخر: كان فقيه جليل وحافظ كبير وزاهد ورع قانت لله وجبل من جبال العلم وقائما بنصرة المذهب اصولا وفروعا.

ولم تذكر كتب التراجم كيف بدأ البيهقى حياته العلمية، ولم تعطنا فكرة واضحة المعالم عن اسرته او طفولته وكيف نشأ، ولكنها لم تغفل اهتمامه وشغفه بالبحث والاطلاع الذى جاز به حدود قريته وانتقل الى العراق والعجم والحجاز فتلقى من علمائها الكثير وقد ربا عددهم على المائة.

واخذ علم الكلام على مذهب الامام الاشعرى، واخذ علم الحديث عل يد الشيخ ابى عبد الله الحاكم، واخذ علم الفقه على يد الشيخ ابى الفتح ناصر بن محمد العمرى، فقال العلماء عنه لقد اخذ علم الحديث والفقه فاصبح أوحد زمانه وفارس ميدانه.

ومن شيوخه الاجلاء: الحافظ الكبير ابو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابورى (351/405) وشيخ الاشراف محمد بن الحسين العلوى الحسينى النيسابورى، وشيخ الصوفية الحافظ العالم الزاهد أبو عبد الرحمن السلمى المشهور محمدبن الحسينبن موسى الاذدى النيسابورى (303/412) والشيخ ابى اسحاق الطوسى، ومن كبار الصوفية ابو محمد عبد اللهبن يوسف بن احمد الاصبهانى، وشيخ الشافعية الفقيه المدقق والمحقق النحوى والمفسر عبد الله بن يوسف.

فكتب رحمه الله الحديث وحفظه وتفقه وبرع فيه وأخذ فى الاصول ثم صنف والف ما يقرب من الف كتاب مما لم يسبقه اليه احد، وكان رحمه الله من العلماء العاملين الذين يقتدون بالمصطفى ، ويسيرون على نهجه وعلى سيرة الصحابة ، وقد تأسى بزهد النبى والصحابة فسار على منوالهم فكان زاهدا متقللا من الدنيا كثير العبادة والورع ومراقبة الله فى كل كبيرة وصغيرة.

ومع مصنفاته ومؤلفاته التى تربوا على الالف كتاب نورد بعضا منها وكلمة مختصرة عما تحويه من كنوز العلوم:

كتاب السنن الكبرى: وهو من اهم مؤلفاته وشهد له الامام السبكى بقوله ما صنف فى علم الحديث مثله تهذيبا وترتيبا وجودة، فكان موسوعة كبرى فى الحديث وقد رتبه على ابواب الفقه.

كتاب السنن والآثار: هذا الكتاب لا يستغنى عنه فقيه شافعى والحق يقال لا غنى لشافعى او غيره عنه لما جمع فيه من احكام يستدل عليها فى الكتاب والسنة، ويوازن فيه بين اقوال الفقهاء ويذكر ادلتهم ويبين الصحيح منها والضعيف، وهو من موسوعات الفقه المقارن قل ان تجد مثله، وقد بين ان الامام الشافعى لم يصدر بابا برواية مجهولة ولم يبن حكما على حديث معلول.

كتاب الاسماء والصفات: هذا الكتاب لا يعرف له مثيل كما يقول الامام السبكى، فقد جمع الامام البيهقى اسماء الله تعالى وادلتها فى الكتاب والسنة والاجماع وقد بداه بالثناء على الله ثم ذكر اسماء الله تعالى وربط معانى تلك الاسماء بخمسة ابواب وقال هناك اسماء غير تلك الاسماء لله.

كتاب دلائل النبوة ومعرفة احوال صاحب الشريعة: وتكلم فيه عن مولد النبى وعن نشاته وشرف اصوله ووفاة والده ووالدته وجده وتكلم عن صفاته الخلقية والخلقية وزهده فى الدنيا وسيرة حياته حتى مماته.

كتاب الاعتقاد: يقول الامام السبكى "اقسم ما له من نظير" وهو يدور حول العقائد وما يجب على العبد معرفته والإقرار به، وتحدث فيه عن كثير من المفارق التى تحتاج إلى هدى مثل أسماء وصفات الذات، وأسماء الصفات، وصفات الأوصاف، والاستواء على العرش، وغيرها.

كتاب شعب الايمان: وهو كتاب كبير يقع فى ستة مجلدات وتكلم فيه عن شعب الايمان المشار اليها فى حديث النبى الايمان بضعة وسبعون شعبة أفضلها لا اله الا الله وأدناها إماطة الاذى من الطريق، والحياء من الايمان، ولم يجمع تلك الشعب ليتكلم فيها وانما اورد كلامه مفصلا ومستوفيا ادلتها وشارحا لها ومؤيدا بجميع الاسانيد.

كتاب مناقب الشافعى: اجمع ما كتب فى مناقب الشافعى فتكلم عن نسبه الشريف لا سيما نسبه الهاشمى ثم مولده ونشأته وتعلمه وتعليمه وتصرفه فى العلم وتصانيفه واعتراف علماء دهره بفضله.

كتاب الدعوات الكبرى: جمع فيه ما ورد من اخبار الادعية التى دعا بها سيدنا رسول الله او علمها لاحد من اصحابه.

كتاب اثبات عذاب القبر وسؤال الملكين: وقد اورد فيه الادلة الشرعية من الكتاب والسنة واقوال السلف الصالح لاثبات عذاب القبر وسؤال الملكين وقد بين ان ذلك جائز عقلا  كما جاز شرعا.

وفى مجال الزهد والورع الف ما يقرب من ثلاث وستون كتابا. وغير هذه الكتب الكثير والكثير مما لا يتسع له المجال والمقال.

وتوفى فى العاشر من جمادى الاولى من عام 458 هـ، عن عمر 74 عاما ودفن فى مدينة بيهق.

 

ع صلاح