الذين يتبعون الرسول

 

﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِى الأُمِّى الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الأعراف 7: 157.

هذه الآية من الآيات التى مُدح بها رسول الله بتقرير أسبقيته، فالكلام فيها عن بنى إسرائيل اليهود أهل التوراة ثم يمتد ليشملهم بعد أن نزل عليهم الإنجيل فأصبحوا النصارى، فالله سبحانه يصف فى الآية السابقة لها صفة الناجين منهم فيقول: ﴿عَذَابِى أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْئٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾ الأعراف 7: 156، ثم يؤكد عليهم أن هؤلاء الناجون المؤمنون بآيات الله هم ﴿الذين يتبعون الرسول﴾ محمد ، صاحب الرسالة التى قال عنها : (بُعِثتُ إلى الناس كافَّة) صحيح الجامع والبزار والطبرانى وابن حبان والهيثمى، والرسول لابد أن يرسل إلى المتلقيين لرسالته، ولكنه فى الأصل "نبيا" منذ القدم، وجدوه ﴿مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ﴾، وذلك مصداق قوله عندما سُئل: متى وجبت لك النبوة؟ فقال: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين) أخرجه الإمام أحمد والحاكم، فوجوده كنبى سابق، وهى صفة اختص بها وحده، أى أن الحق سبحانه وتعالى يمدح المصطفى بدرجة "الرسالة" فهو خاتم الرسل، ودرجة النبوة التى هى درجة قائمة بذاتها وسابقة ولا تحتاج إلى من يرسل لهم، وفى نفس الوقت يشير إلى حقيقة أنه وجدوه ﴿مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ﴾، أما الأمى فمعناها المباشر: الذى لا يقرأ ولا يكتب فى إشارة إلى معجزة حيازته لعلوم الأولين والآخرين بدون ذلك، وهى أيضا إشارة إلى أميته للأنوار والعلوم، مثلما قال سبحانه عن أبيه إبراهيم ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا﴾ النحل 16: 120، بمعنى أنه فى ذاته جامع لكل، وفى إشارة إلى أميته وإمامته للأنوار والعلوم وكونه أصل لها، مصداقا لقوله عندما سأله سيدنا جابر : ما أول شيئ خلق يا رسول الله؟ فقال: (نور نبيك يا جابر) مصنف عبد الرازق، والبيهقى وصححه القطان، والقسطلانى، والزرقانى، وابن حجر الهيثمى، ولما كان الموطن هنا هو موطن تعظيم للرسول بأسبقية نوره والعلم به فى كتب السابقين؛ فكانت ﴿الأمى﴾ هنا من الأُمة ومن الإِمامة، فكانت الكلمات الثلاثة مدحا وتحديدا لمرتبته ﴿الرَّسُولَ النَّبِى الأُمِّى﴾، أما باقى الآية: ﴿يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ تدل على حقيقة أن شريعة الأنبياء مستمدة من شريعته ، وكما قال القاضى الإمام أبو بكر محمد ابن الطيب فى كتاب "الإنصاف للباقلانى": كل نبى من لدن آدم إلى آخر نبى ما منهم أحد يأخذ إلا من مشكاة خاتم النبيين, وإن تأخر وجود طينته, فإنه بحقيقته موجود, وهو قوله صل: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين). أخرجه الإمام أحمد والحاكم. وغيره من الأنبياء ما كان نبيا إلا حين بُعثَ. أهـ.

ولذلك فعندما يذكر الحق سبحانه ميثاق النبيين نجده سبحانه يقدم المصطفى عليهم جميعا فيقول: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ الأحزاب 33: 7، وما ذلك إلا لأسبقيته ووجوده فى كتبهم جميعا، بمعنى أن الله تعالى أخذ ميثاقهم بتصديق بعضهم بعضاً والإعلان بأن محمداً رسول الله، من تفسير الألوسى، فأثبت له الشرف والفضل على الجميع.

ويؤيد ذلك ما قاله الإمام تاج الدين السبكى في رسالته التى سماها "التعظيم والمِنَّةِ فى لتؤمننَّ به ولتنصرنَّه": قال الله تعالى: ﴿وإِذ أخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّنَ لَمَآ ءَاتَيتُكُم مِن كِتَابٍ وحِكمةٍ ثُمَّ جَآءكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُم لَتُؤمِنُنَّ بِه وَلَتَنصُرُنَّهُ﴾ أل عمران 2: 81، قال المفسرون: الرسول هنا هو نبينا محمد وأنه ما من نبى إلا أخذ الله تعالى عليه الميثاق (أى ما من نبى إلا ورضى وقبِلَ) أنه إن بُعِثَ محمد فى زمانه لتؤمنن به ولتنصرنه، ويوصى (أى كل نبى) أمَّته بذلك (أى بالإيمان بمحمد وبنصرته)، وفى ذلك من التنويه بفضل النبى وتعظيم قدره العلىّ ما لا يخفى، وفيه مع ذلك أنه على تقدير مجيئه فى زمانهم يكون مرسَلاً إليهم، فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة، ويكون قوله : (بُعِثتُ إلى الناس كافَّة) صحيح الجامع والبزار والطبرانى وابن حبان والهيثمى ، لا يختص به الناس من زمانه إلى يوم القيامة بل يتناول من قبلهم أيضاً، ويتبين بذلك معنى قوله : (كنتُ نبياً وآدم بين الروح والجسد). البخارى والحاكم والبيهقى. أهـ.

وويؤيد ذلك أيضا الآية التالية لها حيث يقول سبحانه آمرا نبيه : ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِى وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِى الْأُمِّى الَّذِى يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ الأعراف 7: 158، فالخطاب هنا للناس كافة. وإذن فالمصطفى رسولا نبيا أميا لكل الناس والأمم السابقة، وهو شاهدٌ عليهم هو وأمته : ﴿وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ الحج 22: 87، والناس هنا أيضا كما أشرنا فى مواضع سابقة هم الأمم السابقة.

 وكل هذا تأيدا لكونه موجدا عندهم فى كتبهم يأمرهم وينهاهم وقد أيد ذلك تفسير الإمام العلامة الرازى حيث قال: إنه تعالى وصف محمداً فى هذه الآية بصفات تسع:

الصفة الأولى: كونه رسولاً، وقد اختص هذا اللفظ بحسب العرف بمن أرسله الله إلى الخلق لتبليغ التكاليف. والصفة الثانية: كونه نبياً، وهو يدل على كونه رفيع القدر عند الله تعالى. والصفة الثالثة: كونه أمياً. قال الزجاج: معنى ﴿الأمى﴾ الذى هو على صفة أمة العرب. قال : (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) فالعرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرؤون والنبى كان كذلك، فلهذا السبب وصفه بكونه أمياً. قال أهل التحقيق وكونه أمياً بهذا التفسير كان من جملة معجزاته وبيانه من وجوه:

الأول: أنه كان يقرأ عليهم كتاب الله تعالى منظوماً مرة بعد أخرى من غير تبديل ألفاظه ولا تغيير كلماته والخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها فإنه لا بد وأن يزيد فيها وأن ينقص عنها بالقليل والكثير، ثم إنه مع أنه ما كان يكتب وما كان يقرأ يتلو كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير. فكان ذلك من المعجزات وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى﴾ الأعلى 87: 6. والثانى: أنه لو كان يحسن الخط والقراءة لصار متهماً فى أنه ربما طالع كتب الأولين فحصل هذه العلوم من تلك المطالعة فلما أتى بهذا القرآن العظيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلم ولا مطالعة، كان ذلك من المعجزات وهذا هو المراد من قوله: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كتاب وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارتاب المبطلون﴾ العنكبوت 29: 48، الثالث: أن تعلم الخط شيئ سهل فإن أقل الناس ذكاء وفطنة يتعلمون الخط بأدنى سعى، فعدم تعلمه يدل على نقصان عظيم فى الفهم، ثم إنه تعالى آتاه علوم الأولين والآخرين وأعطاه من العلوم والحقائق ما لم يصل إليه أحد من البشر، ومع تلك القوة العظيمة فى العقل والفهم جعله بحيث لم يتعلم الخط الذى يسهل تعلمه على أقل الخلق عقلاً وفهماً، فكان الجمع بين هاتين الحالتين المتضادتين جارياً مجرى الجمع بين الضدين وذلك من الأمور الخارقة للعادة وجار مجرى المعجزات. ونقول: وما حاجته لتعلم الخط والكتابة مع إحاطته بجمبع العلوم!

الصفة الرابعة: قوله تعالى: ﴿الذى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التوراة والإنجيل﴾ وهذا يدل على أن نعته وصحة نبوته مكتوب فى التوراة والإنجيل، لأن ذلك لو لم يكن مكتوباً لكان ذكر هذا الكلام من أعظم المنفرات لليهود والنصارى عن قبول قوله، لأن الإصرار على الكذب والبهتان من أعظم المنفِّرات، والعاقل لا يسعى فيما يوجب نقصان حاله، وينفر الناس عن قبول قوله: فلما قال ذلك دل هذا على أن ذلك النعت كان مذكوراً فى التوراة والإنجيل وذلك من أعظم الدلائل على صحة نبوته.

الصفة الخامسة: قوله: ﴿يَأْمُرُهُم بالمعروف﴾ قال الزجاج: يجوز أن يكون قوله: ﴿يَأْمُرُهُم بالمعروف﴾ استئنافاً، ويجوز أن يكون المعنى ﴿يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ﴾ أنه ﴿يَأْمُرُهُم بالمعروف﴾ وأقول مجامع الأمر بالمعروف محصورة فى قوله : (التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله) وذلك لأن الموجود إما واجب الوجود لذاته وإما ممكن الوجود لذاته...

الصفة السادسة: قوله: ﴿وينهاهم عَنِ المنكر﴾ والمراد منه أضداد الأمور المذكورة وهى عبادة الأوثان، والقول فى صفات الله بغير علم، والكفر بما أنزل الله على النبيين، وقطع الرحم، وعقوق الوالدين.

الصفة السابعة: قوله تعالى: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطيبات﴾ من الناس من قال: المراد بالطيبات الأشياء التى حكم الله بحلها وهذا بعيد لوجهين: الأول: أن على هذا التقدير تصير الآية ويحل لهم المحللات وهذ محض التكرير. الثانى: أن على هذا التقدير تخرج الآية عن الفائدة، لأنا لا ندرى أن الأشياء التى أحلها الله ما هى وكم هى؟ بل الواجب أن يكون المراد من الطيبات الأشياء المستطابة بحسب الطبع فالأصل فى المنافع الحل فكانت هذه الآية دالة على أن الأصل فى كل ما تستطيبه النفس ويستلذه الطبع هو الحلال إلا لدليل منفصل.

الصفة الثامنة: قوله تعالى: ﴿وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الخبئث﴾ قال عطاء عن ابن عباس : يريد الميتة والدم وما ذكر فى سورة المائدة إلى قوله: ﴿ذلكم فِسْقٌ﴾ وأقول: كل ما يستخبثه الطبع وتستقذره النفس كان تناوله سبباً للألم، والأصل فى المضار الحرمة، فكان مقتضاه أن كل ما يستخبثه الطبع فالأصل فيه الحرمة إلا لدليل منفصل...

الصفة التاسعة: قوله تعالى: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ والاغلال التى كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ - وهو لمن حضر زمانه ودخل فى دينه - وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: قرأ ابن عامر وحده (آصارهم) على الجمع، والباقون﴿إِصْرَهُمْ﴾ على الواحد...

المسألة الثانية: الإصر الثقل الذى يأصر صاحبه، أى يحبسه من الحراك لثقله، والمراد منه: أن شريعة موسىكانت شديدة. وقوله: ﴿والاغلال التى كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ المراد منه: الشدائد التى كانت فى عباداتهم كقطع أثر البول، وقتل النفس فى التوبة، وقطع الأعضاء الخاطئة، وتتبع العروق من اللحم وجعلها الله أغلالاً، لأن التحريم يمنع من الفعل، كما أن الغل يمنع عن الفعل، وقيل: كانت بنو إسرائيل إذا قامت إلى الصلاة لبسوا المسوح، وغلوا أيديهم إلى أعناقهم تواضعاً لله تعالى، فعلى هذا القول الأغلال غير مستعارة.

واعلم أن هذه الآية تدل على أن الأصل فى المضار أن لا تكون مشروعة، لأن كل ما كان ضرراً كان إصراً وغلاً، وظاهر هذا النص يقتضى عدم المشروعية، وهذا نظير لقوله : (لا ضرر ولا ضرار) فى الإسلام، ولقوله : (بعثت بالحنيفية السهلة السمحة) وهو أصل كبير فى الشريعة.

واعلم أنه لما وصف محمداً بهذه الصفات التسع. قال بعده: ﴿فالذين ءامَنُواْ بِهِ﴾ قال ابن عباس: يعنى من اليهود ﴿وَعَزَّرُوهُ﴾ يعنى وقروه. قال صاحب «الكشاف»: أصل التعزير المنع ومنه التعزير وهو الضرب، دون الحد، لأنه منع من معاودة القبيح. ثم قال تعالى: ﴿وَنَصَرُوهُ﴾ أى على عدوه ﴿واتبعوا النور الذى أُنزِلَ مَعَهُ﴾ وهو القرآن. وقيل الهدى والبيان والرسالة. وقيل الحق الذى بيانه فى القلوب كبيان النور...

ثم أنه تعالى لما ذكر هذه الصفات ﴿قَالَ أُوْلَئِكَ هُمُ المفلحون﴾ أى هم الفائزون بالمطلوب فى الدنيا والآخرة.

اعلم أنه تعالى لما قال: ﴿فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ ثم بين تعالى أن من شرط حصول الرحمة لأولئك المتقين، كونهم متبعين للرسول النبى الأمى، حقق فى هذه الآية رسالته إلى الخلق بالكلية. فقال فى الآية التالية لها: ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الناس إِنّى رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ وفى هذه الكلمة مسألتان:

المسألة الأولى: هذه الآية تدل على أن محمداً مبعوث إلى جميع الخلق... لأن قوله: ﴿أَيُّهَا الناس﴾ خطاب يتناول كل الناس. ثم قال: ﴿إِنّى رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ وهذا يقتضى كونه مبعوثاً إلى جميع الناس. وأيضاً فما يعلم بالتواتر من دينه، أنه كان يقول أنه مبعوث إلى كل العالمين...

وتمسك جمع من العلماء فى أن أحداً غيره ما كان مبعوثاً إلى كل الخلق لقوله : (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلى، أرسلت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً، ونصرت على عدوى بالرعب يرعب منى مسيرة شهر، وأطعمت الغنيمة دون من قبلى، وقيل لى سل تعطه فاختبأتها شفاعة لأمتى). أهـ.

ومن هنا نجد أن رسالته ونبوته وأميته للنور وللعلم والهدى على سائر الناس والأمم قد اتضحت فى هذه الآية المعجزة. فصلى الله عليك وسلم يا سيدى يا رسول الله.

سامر الليل

 
 

ومن أراد الاستزادة فليطلع على موقع النبى

أسرة التحرير