سيد الشهداء

 

بالأمس القريب عاودتنا ذكرى إستشهاد سيد الشهداء وأعظمهم عند الله، سيد شباب أهل الجنة بنص حديث رسول الله ونحن اليوم فى هذا العدد لا نتعرض لهذا الحدث الجلل من حيث الموضوع فإنه يهيج مشاعر الأسى والحزن ولكنا نتحدث عن زيارة مولانا الأمام الحسين وما تحويه من معانٍ وآداب، مودة قربى رسول الله كما تعلمنا من الإمام فخر الدين فله قصيدة من نظمه الفريد تعرض لهذا الأمر ومطلعها:

ماذا تقول إذا قصدت رحابه         ماذا تقول وفى حشاك ضرام  (24/1)

البيت الأول من القصيدة الرابعة والعشرين من ديوان شراب الوصل، وقبل أن نبدء فى شرح ما فهمناه من هذه القصيدة نوجه نظر الأحباب إلى شئ هام عرضه المولى تبارك وتعالى لنا فى كتابه الكريم فقال سبحانه ﴿وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِى رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾الفتح 48: 25، من التفاسير لابن كثير وابن عجيبة والطبرى والقشيرى وغيرهم فهمنا أن الله عز وجل بمِنَّتهِ كف أيدى المؤمنين عن الكافرين والسبب ﴿وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ﴾ موجودون ومختلطون مع الكفار قد أخفوا إيمانهم خوفاً منهم على أنفسهم، وكان كف أيدى المسلمين عن مقدرة فكان فى استطاعتهم إبادتهم وأما الكفار فكفوا أيديهم رعباً وخوفاً.

فانظر يا أخى المؤمن كيف نجا الكفار من العذاب الأليم باختلاطهم ببعض المؤمنين الذين لم يعلن عن إيمانهم بعد، فكيف بالأولياء الراسخون فى الولاية ماذا يفعل المولى من أجلهم؟

هل سمعت الحديث القدسى {إِنَّ للهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِى الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ: مَا يَقُولُ عِبَادِى؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِى؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لا وَاللهِ مَا رَأَوْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِى، قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِى؟ قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِنْ النَّارِ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً، قَالَ: فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّى قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ: يَقُولُ: مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمْ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ} أخرجه البخارى فى صحيحه من حديث جرير عن الأعمش، فانظر ياأخى فهذا حال من يجلس مع الذاكرين وليس منهم فمابالنا بمن يجلس مع أكابر الأولياء وها نحن أمام سبط رسول الله وريحانته وسيد الشهداء الذين حالهم كما ذكر المولى تبارك وتعالى لنا أنهم ليسوا بأموات بل عند ربهم يرزقون، وفى آية أخرى نهانا عن أن نقول عليهم أموات: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ البقرة 2: 154، وانظر إلى هذه اللفتة من المولى تعالى ﴿لا تشعرون﴾ أى أنهم موجودون معنا ولكن الشعور هو الغائب فلم يقل ولكن لا تعلمون وبالمنطق لا يصح أن أقول لك هناك فلان بينك وبينه آلاف الأميال وأنت لا تشعر أو تحس به لأنه خارج نطاق الحواس وطالما أنهم عند ربهم فالعندية للتشريف والمكانة لا المكان، وعندما يسمع الإنسان بسمع الله فهل يعذر عليه سماع أحد كان فى المشرق أو فى المغرب؟!! وكذلك يرى بنور الله فالذى عنده علم من الكتاب قال ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ النمل 27: 40، وقد حدث ذلك وهو فى الشام (فلسطين) والعرش فى اليمن (سبأ) فلولا أنه يراه لما استطاع المجئ به.

فانظر بعد هذا كله، نحن أمام ذكر استشهاد من؟ سيد الشهداء وابن رسول الله القائل فيه (حسين منى وأنا من حسين) وفى ذلك قال أهل التصوف والصالحين حسين منى أى ابن ابنتى، وأنا من حسين كيف؟ قالوا: أى اطلبنى من باب الحسين أى لا دخول علىّ إلا من باب الإمام الحسين، لهذا كله وأكثر منه بكثير شرع الإمام فخر الدين فى تعليم أبنائه كيف تكون زيارة هذا العظيم من عظماء أهل البيت.

وإذا تحدثنا عن العظمة فقد أخبرنا عنها تبارك وتعالى قائلاً ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ الحج 22: 32، وما هى الشعيرة المذكورة فى الآية يقول سبحانه ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ﴾ الحج 22: 36، انظر يا أخى جعل الله تعالى لنا شيئاً نعظمه حتى نحظى بتقوى الله، فكانت (البدن التى تذبح) من الأشياء الواجب تعظيمها حتى ننال التقوى فى قلوبنا، فكيف بنا ونحن الآن أمام أعظم ذِبح ... أعظم ذبيح عرفه التاريخ ... أعظم فداء ... ذهب لإعلاء كلمة الحق ... فهل هناك قربى أعظم من هذه القربى تستحق التعظيم لتقوى قلوبنا، فتقوى بها فيلين لها الحديد.

يقول الحق تبارك وتعالى ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ النور 24: 35، أليس هو من أكابر هذه الشجرة التى قال عنها المصطفى : (مثلى وآل بيتى كشجرة أنا أصلها وفاطمة فرعها وعلىُّ لقاحها والحسن والحسين ثمارها وبقية المؤمنون أوراقها).

وإذا كان الدخول على مجالس العلماء له نظام آداب، فكان الدخول على أهل بيت رسول أولى بهذا النظام وهذه الآداب ولهذا الأمر أراد الإمام فخر الدين أن ينبهنا بهذه القصيدة ويعرفنا فيها آداب زيارة مولانا الإمام الحسين : فقال فى الشطر الأول من هذه القصيدة: "ماذا تقول إذا قصدت رحابه" فطالعنا بسؤال ليجيبنا عليه لأننا ربما نقول ما ينفعنا، ولكن الإمام يعرف ما هو أنفع لنا، ويعرف ما نحتاجه أكثر منا، فهو يبصرنا بما نقول إذا قصدنا رحابه أى اتجهنا إلى رحابه وقصدنا زيارته والرحاب جمع رَحبَةُ وهى الساحة.

وجاء الشطر الثانى بسؤال أيضاً: "ماذا تقول وفى حشاك ضرام" والحشا: مادون الحجاب مما فى البطن كل من الكبد والطحال والكرش وما تبع ذلك حشىً كُّلهُ والإشارة هنا إلى ما بداخل الإنسان من الحب والشوق لأن الضرام هو: النار المشتعلة وهى حرارة الشوق.

ويوضح لنا الإمام فى بيت آخر مخاطباً حضرة المصطفى :

أضرمت فى حشا محبك نار       نعمت النار بل ونعم الوقود  (81/8)

نعمت هذه المحبة ونعم الوقود الذى نتقرب به سيراً إلى الله تعالى ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ آل عمران 3: 31، أى فأحبونى حباً شديداً حتى تستطيعوا اتباعى وهذا ما يؤدى ويؤكد حب الله.

وفى بيت آخر يقول لمن أراد أن يجاب فى دعواه:

إذا لم يكن فيك الضرام فإنما        تكون خلياً من ضروب الإجارة  (1/353)

فكلما ازداد الشوق والحب يزداد القرب إلى المولى تبارك وتعالى،

ويعود الإمام ليؤكد على أن الغائب هنا هو الشعور كما أوضحنا أعلاه بالآية 154 من سورة البقرة، فيستكمل ويقول:

ماذا تقول وأنت أنت ومن هو       أنى تراه وقد عــلاه لثام  (24/2)

طالما ان البصيرة ليست موجودة فإنك لا تستطيع ان تراه، فإن عليه غطاء الشريعة الذى لا يكشف إلا بالمشاهدة، وهذه تحتاج إلى البصيرة وهى لا تأتى إلا بالمجاهدة، فجاهد تشاهد كما يقول أصحاب البصائر من القوم، وهذا كله تحفيز وتشجيع لنا من الإمام لنداوم على الذكر حتى نصل إلى المشاهدة بالقلوب والأرواح وليس بعين البصر ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ الحج 22: 46, ويقول الإمام أيضا:

ما دمت فى أنت التى أنت السوى     كان السوى إذ ذاك أصل الإدانة  (1/355)

فهو يشرح لنا أنت أنت التى قالها، فمعناها أنك أنت لا زلت ترى نفسك وأنانيتك وصفاتك التى لم تتغير لأنك لست ذاكرا، فلو كنت ذاكرا لأخرجك الله من ظلمتك إلى نوره عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ الأحزاب 33: 43، أى إلى نوره عز وجل وهو القائل أيضا: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ • يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ المائدة 5: 15، ثم يقول سبحانه: ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ النور 24: 35، وهذا مثال من الله عز وجل يفيد أن القلوب مصابيح تضاء بالذكر بنور الاسم (الله) فيعم النور فى أرض البدن فتكون سمعه وبصره ولسانه سبحانه عما يصفون، وعندها تكون أنت لست سوى وإنما أنت الآن حق لأنك قد تحققت بنور الحق. أما السوى عند أهل الله فهو الغير وهو مذموم عندهم ويقول فيه الإمام فخر الدين:

فإنى صوام عن الغير والسوى           بنورى نار والشياطين غلت   (1/263)

ويقول أيضا:

يهاجر عندى من إلى الله وجهه      ومات مريد الغير من غير وجهة   (1/282)

فتكون أصل الإدانة فى البيت (1/355) هى الغير والسوى، أى الباطل الذى هو ضد الحق، وقد أمرنا أن نتبع الحق، ومن لا يتبع الحق يكون فى غيرية (أنت أنت) وتكون حالته لا تسمح له بالبصيرة ولا المشاهدة، فحالة المريد قبل التزكى والسير فى مراتب الذكر والمشاهدة حالة صعبة يرثى لها، فيحاربه الهوى والدنيا والشيطان والنفس، ولذا يقول الإمام فى البيت التالى:

قل يا أبا الإكرام هذى حالتى      أنت الرجا المأمول أنت إمام   (24/3)

فمخاطبتك له اسنادا إلى حياته وعدم مخالفة الآية: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ البقرة 2: 154، أنت الرجا المأمول أنت إمام: توسل به إلى الله أن يغير هذه الحالة إلى الحالة التى ترضى الله ورسوله فنصبح من المبصرين فنهتدى إلى ما يحب ويرضى، أنت رجاءنا وأملنا للوصول إلى هذا، أنت إمام فدعنا نأتم بك فتكون إمامنا، يا سيد الشهداء ويا حبيب الله يا إمام الأئمة، ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا﴾ الإسراء 17: 71.

فاللهم بجاه حبيبك المصطفى وآل بيته الأكرمين وصحابته أجمعين زدنا فيهم حباً على حب ومودة على مودة حتى نلقاك يا كريم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 محمد مقبول