هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر أبريل

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) ذكر الله

... أما بعد

يقول الله ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾ ولقد روى عند سيدنا عبد الله بن عباس  أنه قال عندما سئل عن قولهِ تعالى ﴿فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ﴾ الذكر أعظم باب أنت داخله، بالله فاجعل له الأنفاس حراساً.

وفى أوائل ما نزل على نبينا من القران قوله تعالى ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا﴾ فكان التبتيل آخر الكثرة حتى يكون عديم النظير من الذكر ومن هذا القبيل فان الرسول سمى السيدة فاطمة الزهراء بالبتول لانها عديمة النظير.

وفى الحديث القدسى (ولا يزالُ عَبدى يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أُحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها) ومفهوم الحديث القدسى الكريم أن الله تبارك وتعالى فتح باب التقرب إليه بالنوافل وجعل أعلى النوافل مع أعلى الأركان وهو التوحيد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. فنفل لا إله إلا الله: الذكر، ونفل محمد رسول الله: الصلاة على النبى وجعل حبه فى النوافل بقوله ...

 

(الخطبة الثانية) مجالس الذكر

... أما بعد

يقول الله ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾، وعن سيدنا معاذ قال: إن رجلاً سأل النبى أىُّ المجاهدين أعظمُ أجراً؟ (قال أكثرهُم لله تبارك وتعالى ذكراً) قال: فأىُّ الصالحين أعظم أجراً؟ قال: (أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكراً) ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله يقول: (أكثرهُمُ لله تبارك وتعالى ذكراً) فقال: أبو بكر لعُمر يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال: رسول الله أَجَلْ) وقال رسول الله  (يقول الله يوم القيامة: سيعلمُ أهل الجمع منْ أهل الكرمِ) فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: (أهل مجالس الذكر). وقال رسول الله (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكمُ فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا. قال: فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقولُ عبادى؟ ...

 

(الخطبة الثالثة) قِدَم الذكر ومجالسه

... أما بعد

يقول الله تعالى وهو أصدق القائلين ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا • تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْئٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾. وليس بعد تلاوة كتاب الله عباده تؤدى باللسان أفضل من ذكر الله تعالى والآية تدل على أنه مامن شئ فى هذا الوجود إلا شاهد بوحدانيته وناطق بعظمته سبحانه وتعالى فالسموات تسبح الله فى زرقتها والحقول تسبح فى خضرتها والبساتين تسبح فى نضرتها والأشجار تسبح فى حفيفها والمياه فى هديرها والطيور تسبح فى تغريدها والشمس فى شروقها وفى غروبها والسحب فى أمطارها ولكن لا تفقهون تسبيح هذه الأشياء لأنها ليست بلغاتكم، فيقول سيدنا عبد الله بن مسعود كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وقد روى الإمام أحمد فى مسنده عن سيدنا أنس دخل سيدنا رسول الله على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم: (اركبوها سالمة، ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسى لأحاديثكم فى الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكرا لله منه) ...

 

(الخطبة الرابعة) فضل الجمعة

... أما بعد

فيقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. فاليوم أخوة الإسلام سوف نتحدث عن فضل الجمعة ويوم الجمعة فقد ورد فى تفسير هذه الآية الكريمة عن سيدنا ابن عباس  قال: يا أيها الذين آمنوا يعنى: أقروا وصدقوا بوحدانية الله تعالى، إذا نودى للصلاة يعنى: إذا دعيتم بالأذان يوم الجمعة، فاسعوا إلى ذكر الله يعنى: فامشوا الى صلاة الجمعة، وذورا البيع يعنى: واتركوا البيع بعد النداء، ذالكم يعنى: الصلاة، خير لكم من الكسب والتجارة إن كنتم تعلمون يعنى: تصدقون، وسبب نزول هذه الآية الكريمة أخوة الإيمان أن أهل المدينة أصابهم أصحاب الضرار بالجوع وغلاء السعر فقدم دحية بن خليفة الكلبى فى تجارة من الشام وضرب لها ليعلم الناس بقدومه ورسول الله يخطب يوم الجمعة فخرج إليه الناس فلم يبق فى المسجد إلا اثنا عشر رجل منهم سيدنا أبى بكر وسيدنا عمر  فنزلت هذه الآية فقال حضرة النبى (والذى نفسى محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبقى أحد منكم لسال بكم الوادى ناراً) وأن اليهود افتخروا على المسلمين بأن لهم سبت فنزلت هذة الآية الكريمة ...

 

محمد على خطاب