كتب السلف لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.
كتاب من المكتبة:
مسند أحمد كتاب مسند في الحديث النبوى، من أشهر كتب الحديث وأوسعها،
وفيه الكثير من الأحاديث الصحيحة التى لا توجد فى الصحيحين، ومؤلفه هو
الإمام أحمد بن حنبل إمام المذهب الحنبلى. وضع الإمام أحمد هذا الكتاب
ليكون مرجعاً للمسلمين وإماماً وجعله مرتباً على أسماء الصحابة الذين
يروون الأحاديث كما هي طريقة المسانيد، فجاء كتاباً حافلاً كبير الحجم،
يبلغ عدد أحاديثه أربعين ألفاً تقريباً، تكرر منها عشرة آلاف حديث ومن
أحاديثه ثلاثمائة حديث ثلاثية الإسناد (أى بين راويها وبين النبى
أسرة التحرير
ملحوظة: لتحميل كتاب
من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar
files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم
تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح
أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة
ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى
خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال
برنامج قراءة الأكروبات. |
||
|
||
الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه
الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوه للكافه، فقد ضل كثير من الناس
وابتعدوا عن هدى الحبيب
قال
ويقول السيد فخر الدين الشيخ محمد
عثمان عبد البرهانى
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند الساده العلماء ان
الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله الامام أحمد بن حنبل الإمام أحمد بن حنبل رجل النصف الأول من القرن الثالث، فليس من أحد فى عصره بلغ من الشهرة والثقة والاعتقاد ما بلغه، ذلك أنه كان رحمه الله إماماً فى الورع، إماماً فى الزهد، إماماً فى الفقه، إماماً فى مذهبه الفقهى الحنبلى فهو أحد الأئمة الأربعة فى الفقه، إمام أئمة الحديث فى عصره وإماماً فى الثبات والصبر.
ولد الإمام
أحمد بالاتفاق فى عام 164ه فى بغداد و توفى عام 241ه فكان عمره عندما مات
الشافعى أربعين عاماً،
وكان الشافعى يكبره بأربعة عشر عام. وهو عربى الأصل من قبيلة شيبان ويلتقى نسبه
مع رسول الله
قالوا يزورك أحمد وتــــزوره قلتُ الفضائل لا تبارح منزلـه إن زارنى فبفضله أو زرته فلفضـله فالفضل فـى الحالـيـن لــه وإرتحل يوماً الإمام أحمد من العراق هو ويحيى بن معين قاصداً المحدث الكبير عبد الرزاق فى اليمن لطلب الحديث منه. فلما وصلا مكة وأخذا يطوفان حول البيت، فإذا بهما يريان الإمام عبد الرزاق فقال يحيى بن معين لأحمد تعال نسأله أن يحدثنا بدلاً من أن نلحق به إلى اليمن فقال الإمام أحمد: "خرجتُ من بغداد وأنا قاصد أن أرحل إلى دار عبد الرزاق بن الهمام اليمنى صاحب المصنف فى اليمن من أجل مزيد من المثوبة والأجر فلن أفسد هذه النية". حاول عبد الرزاق أن يصل أحمد ببعض المال وهو فى ديار الغربة فرفض وصمم أن يكسب عيشه وعمل نساخاً.
وكان أشد ما
أتعب الإمام أحمد وأرهقه من العلماء
هو عبد الله بن المبارك الذى ظل أحمد يسعى
وراءه هنا وهناك ليلقاه ولكن من غير
جدوى. وكان ابن المبارك فقيهاً محدِّثاً واسع
العلم وواسع الغنى وكان من أزهد
الناس. وتعلَّم أحمد من ابن المبارك حقيقة الزهد
وكان يُطعِم الفالوذج ويأكل الخبز
وإذا اشتهى طعاماً طيباً لم يأكله إلا مع ضيف
وتلقى الحديث عن هُشيم بن بشير واستفاد منه أكثر ما استفاد من غيره وتعلم منه الهمة العالية فى الحديث. وتلقى الفقه وأصوله عن الشافعى. وحج الإمام أحمد خمس مرات إلى بيت الله، حج منها ثلاث مرات ماشياً راجلاً وذلك لأنه كان قليل المال ولكن ما منعه ذلك عن الحج. من عظيم ما عُرِفَ به الإمام أحمد هو تعففه وله فى ذلك قصص رائعة، فقد كان يسترزق بأدنى عمل وكان يرفض أن يأخذ من صديق ولا شيخ ولا حاكم قرضاً أو هبة أو إرثاً لأحد يؤثره به. وقد يقبل هدية ولكنه يعجل فى إعطاء من أهداه هدية مثلها أو خيراً منها، رافعاً بذلك شأن العلم والعلماء. ولقد أجمعت الأمَّة على صلاحه وكان مضرب مَثَلٍ فى الصلاح والتقوى حتى أنَّ بعض العلماء قال: لو أنَّ أحداً قال إنَّ الإمام أحمد هو من أهل الجنة لم يحنث ولم يتألى على الله تعالى، ودليلهم على ذلك إجماع أهل العراق والشام وغيرهم على هذا الأمر والإجماع حجة. تنبيه: إجماع الأمة على هذا الأمر إنما كان بعد مماته. وإشتُهِرَ الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً فى كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين ألف حديث، وكان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتى فى مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابى على الآخر فيكون للإمام أحمد فى هذه المسألة قولين.
وهكذا فقد
تميز فقهه أنه فى العبادات لا
يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو
بالرأى وكان رسول الله
أما فى المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة والصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التى غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: "الأصل فى العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص"، بينما عند بعض الأئمة الأصل فى العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.
ولما علم الله تعالى صدق نيته وقصده قيَّض له تلامذة من بعده يكتبون فتاويه وقد كتبوا عنه أكثر من ستين ألف مسألة. ولقد أخذ بمبدأ الإستصحاب كما أخذ بالأحاديث المرسلة. ومع انتشار علمه فى الآفاق، لم يفتِ وقد أصرَّ الناس عليه بالفتوى فلم يفتِ إلا بعد أن بلغ الأربعين من عمره وذلك لأسباب:
1- تقليد
النبى
2- كان يعتبر الفقه أو مجلس الفتيا مجلس الوراثة النبوية. 3- كيف يفتى والشافعى شيخه وإمامه لا يزال على قيد الحياة.
ومع أنه أوتى حافظة لم يؤتها أحد فى
عصره إلا نادراً، كان يحمل
كتبه أى كتب الحديث ويأتى بها إلى
المجلس ويوصى تلامذته أن لا يحدِّثوا إلا من
كتاب. وكان إذا جلس فى الدرس يسود
مجلسه الوقار والسكينة كأنما على رؤوسهم الطير، وكانت هذه السكينة تظلل مجالسه
كلها إلى جانب تواضعه العظيم. وأى مجلس جلس فيه
الإمام أحمد سواء كان معلماً أو
متعلماً ساده السكينة والوقار، كان هذا الطبع منه
يهيمن على الشيوخ الذين كان يأخذ
عنهم، وذلك بسبب احترامه وتقديره والشخصية العظيمة
التى كان يتمتع بها. يُروى عن أستاذه
يزيد بن هارون أنه مُدِحَ بمناسبة ما فتنحنح
أحمد، فوضع يزيد يده على جبينه وقال:
ألا أخبرتمونى أنَّ أحمداً هنا.
وكان
كثير التواضع هيِّناً طرياً ولكن كان
الواحد إذا نظر إليه تذكر الله تعالى. لقد
ألبسه الله عز وجل ملابس هيبته فقام
مستعزاً بعزة الله تعالى. وكان بعيداً جداً عن
الخوض فى الفلسفة وذلك أنَّ الفلسفة
فى عصره كانت فى بدايتها، ثم طبق العلماء
قاعدة: خذ الحكمة ولا تبالى من أى
وعاء خرجت. وكان الإمام أحمد يعيش بعيداً عن أمور
الفلسفة وشغل نفسه بالأحاديث وآثار
الصحابة، حتى أنَّ من ترجم له قال: إنَّ الإمام أحمد من طبقة الصحابة معنوياً
وإن جاء متأخراً إلا أنه فى طبعه وسلوكه وعقيدته وحياته العامة أشبه ما يكون
بالصحابة. وقال بعض العلماء لو كان الإمام أحمد فى عصر
بنى إسرائيل لاحتمل أن يكون نبياً!
سُئِلَ الشافعى عمن يصلح للقضاء فأشار إلى أحمد
الذى قال: "أنا أجلس فى مجلسك لكى
يزيد فىَّ العلم زهداً فى الدنيا وأنت تطلبنى للقضاء"!؟ ولقد كان عاملاً
بأحاديث رسول الله
فطبَّق هذا الحديث على نفسه، فكان لا يلقى الناس إلا مبتسماً ويقدمهم عليه إذا مشوا فى الطريق أو دخلوا مكاناً أو اصطفوا لصلاة الجماعة. وكان إذا قرأ القرآن أو صلى ودخل عليه أحد سكت على الفور وإذا خرج من عنده عاد لصلاته وقراءته وذلك خشية الرياء. وكان مستجاب الدعوة.
أما محنته
العظيمة فهى أنه عاش فى عصر المأمون ثم المعتصم ثم الواثق ثم
المتوكل. فى هذه العصور، كانت صولة
المعتزلة وجولتهم فى أعلى ذروتها لاسيما فى عصر
المأمون. وكان المأمون تلميذاً لأبى
هذيل العلام من رؤساء المعتزلة، فافتُتِنَ
بالفلسفة اليونانية. واستغل هذه الصلة
أحمد ابن أبى ذؤاد المعتزلى المتعصب وراح
يكلم المأمون ويتودد إليه حتى عيَّنه
وزيراً خاصاً له ومستشاراً. والإمام أحمد كما
سبق وذكرنا، كان بعيداً عن الفلسفة
وعن الإعتزال وفى هذه الأثناء قال المعتزلة بخلق
القرآن أى أنَّ القرآن حادث مخلوق
وليس كلام الله الأزلى القديم وتبنى المأمون هذا
القول. وفى عام 218هـ أرسل كتاباً إلى
نائبه فى بغداد وهو إسحاق ابن إبراهيم يوضح
فيه هذا القول مدعوماً بالحجة العلمية
المفصلة على زعمهم. والواضح أنَّ هذا لم يكن
من كلام المأمون ولكن من كلام وزيره
خاصة والمعتزلة عامة. وأمر المأمون إسحق أن
يجمع كل العلماء ويقنعهم بأنَّ القرآن
مخلوق وأمره أن يقطع رزق وجراية كل من لم
يقتنع بهذا. امتثل إسحاق بادىء ذى بدء
لهذا الأمر فجمع كل العلماء من أهل السنَّة وهددهم بقطع أرزاقهم ومنع الجراية
عنهم إن هم لم يقتنعوا، وأرسل إلى المأمون
بأجوبة هؤلاء التى تتضمن رفض هذا
القول. فأرسل المأمون ثانية أمراً بقطع أرزاق من
لم يقتنع وإرساله إليه مقيداً
بالأغلال تحت تهديد القتل. وكان الإمام أحمد من بين
الثلة التى رفضت أن تقتنع ولم تتراجع،
فقُيِّدوا جميعاً بالأغلال وذُهِبَ بهم إلى
طرطوس. وفى الطريق تراجع البعض خوفاً
ومات البعض الآخر ولم يبق إلا الإمام أحمد الذى جاءه
خادم المأمون وقال له: إنَّ المأمون
أقسم على قتلك إن لم تجبه. ولكن الإمام أحمد رفض
التراجع عن الحق وبينما هو فى الطريق
لا يفصله عن المأمون إلا ساعات من السَّير،
إذ جثى على ركبتيه ورمق بطرفه إلى
السماء ودعا بهذه الكلمات: سيدى غرَّ حِلمُكَ هذا
الفاجر حتى تجرَّأ على أوليائك بالضرب
والقتل، اللهم فإن يكن القرآن كلامك غير
مخلوق فأكفنا مؤنته. توفى المأمون قبل
أن يصل الإمام أحمد إلى طرطوس فأُعيد الإمام أحمد
وأودع السجن ريثما تستقر الأمور. وجاء
بعد ذلك المعتصم ولكن المأمون كان قبيل موته قد أوصى أخاه أن يُقَرِّبَ ابن أبى
ذؤاد المعتزلى منه. لذلك لما استقر الأمر
للمعتصم استدعى الإمام أحمد وهو مثقل
بالحديد وكان عنده ثلة من المعتزلة على رأسهم ابن أبى ذؤاد الذى كان يضمر كيداً
شديداً للإمام أحمد، وسأله: ما تقول فى خلق القرآن؟
قال: أقول إنه كلام الله. قال: أقديم أم حادث؟
أما موقفه من الحكم والدولة فقد كان بإمكان الإمام أحمد أن يفتى الناس بكفر الخليفة أثناء حكم المأمون أو المعتصم وكيف يفعل ذلك وهو يراقب الله تعالى فى كل لحظة، فكان يقول أنه لا يجوز الخروج على إمام المسلمين براً كان أو فاجراً ما دام مسلماً وهذا هو قول الجمهور وباقى الأئمة. ومن أقواله: "إذا أردتَ أن يدوم لك الله كما تحب فكن كما يحب". ولثوب الإمام أحمد بن حنبل قصة جميلة، إذ وقعت حريق فى بيت صالح بن الإمام أحمد بن حنبل وكان قد تزوج بامرأة ثرية، فلما علم بأمر الحريق راح يبكى لا على شيئ ولكن على ثوب أبيه الذى كان يتبرك به، ولما دخل إلى بيته، وجد الثوب على السرير وقد أكلت النار ما حوله وبقى سالماً. راوية رمضان |
||
![]() |
||
|