|
الإدعا للعلم آفة العصور ولم ينتهى منه عصر، فهو عيب موجود فيمن لم يتفقه، وسمعت شخصا ضعيف الحال مثلى يقول: والله العظيم لا أعلم الآن فى مصر كلها أعلم منى ولو أننى علمت لمشيت واستفدت منه، وهذا هو مجنون وأقل جزاؤه أنه حرم بركة علماء زمانه ومات بجهله. وقد رأيت شخصا يدعى القطبية يقول: أطلعنى الله تعالى على دائرة الأولياء كلهم فلم أر فلانا منهم وأشار إلى شخص من صالحى عصره فقال له شخص فى المجلس إن كنت صادقا فقل لى كم فى لحيتك من شعرة؟ فما درى ما يقول وخجل بين الناس وإذا كان الله تعالى نهى العلماء عن دعوى العلم مع علمهم فكيف بمن يجهل ويدعى العلم مع الجهل.
وحكى شيخ الإسلام زكريا
ويحتاج من يريد العمل بطريق القوم إلى شيخ يأخذ بيده ويدخله حضرات العلوم والخزائن الإلهية حتى يرى أن جميع ما علمه هؤلاء لا يجيئ نقطة من البحر المحيط. وقد استخرج الشيخ أفضل الدين من سورة الفاتحة مائتى ألف علم ونيفا وأربعين ألف علم وذُكر منها فى كتاب ’تنبيه الأغبياء‘ قطرة من بحر علوم الأولياء، ثلاثة آلاف علم لا يتعقلها الإنسان إلا إن رأى أسماءها إذ لم تخطر له قط على بال.
فانظر يا أخى فيما علمته من الفقه والنحو والأصول وغيرها تجده لا يجيئ
قطرة من البحر المحيط بالنسبة لعلوم أهل الله
ولذلك فإننا نحتاح إلى السلوك على يد شيخ من هؤلاء، فأن السالك معهم يصل إلى حضرة يرى جميع صفاته الظاهرة والباطنة عارية عنده، وأمانة أودَعها الحق عنده، فلا يسوغ له أن يدَّعيها أو شيئا منها لنفسه أبدا حياء من الله تعالى، فالناس يرونه عالما فى عيونهم وهو يرى نفسه جاهلا، وهناك يأمن من أن يدَّعى لنفسه حالا أو مقالا سرا أو جهرا، ومن لم يسلك كما ذكرنا فقد لازمه الحجاب غالبا والدعاوى المضلة عن سواء السبيل. فاسلك يا أخى طريق الأدب مع الله على يد شيخ ولو كنت من أعلم الناس عند نفسك فإنه لا بد أن يظهر لك جهلك إذا سلكت الطريق والله يتولى هداك.
وفى قصة سيدنا موسى والخضر
المرجع: العهود المحمدية. علاء الصاوى |
||
روى
الطبرانى مرفوعا – للمصطفى
فاعلم أن أنصار الدين حقيقة هم الذين سلكوا الطريق، وخرجوا من حضرة النفوس إلى حضرة الأرواح، فإن الأرواح لا شهوة لها إلى شيئ من الأغراض النفسانية أبدا، وهناك يكون نصرتها للدين خالصة من الشوائب، فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك.
وقد روى البيهقى والترمذى وغيرهما مرفوعا
– للمصطفى
وباتالى فإننا لا نجادل فى علم من العلوم الشرعية إلا بقصد نصرة الدين بشرط الإخلاص والحضور مع الله تعالى فى ذلك على الكشف والشهود لا على الظن والرياء والغفلة والتخمين ومغالبة الخصوم من أهل مذهبنا أو غيرهم.
ويحتاج من يريد العمل بذلك إلى شيخ متضلع من علوم الشريعة قد اطلع على
جميع أدلة المذاهب المستعملة والمندرسة وسلك طريق القوم فى درجات
الإخلاص، وهذا ما فعله جميع الأئمة السابقين على الإطلاق؛ مثل أئمة
التفسير وأئمة الحديث والفقه والحقيقة ومنهم: أبو حنيفة ومالك والشافعى
وأحمد بن حنبل والبخارى ومسلم وغيرهم
واعلم يا أخى أنه لا ينبغى لمقلد الإمام أن يسمى جماعة الإمام الآخر خصوما كقوله إن قال الخصم كذا قلت كذا فإن حسن الأدب فى اللفظ من أخلاق العلماء العاملين.
ويحكى صاحب العهود المحمدية أنه أطلعه أحدهم مرة على كتاب فى الرد على
الإمام أبى حنيفة
والإمام الشافعى لما دخل بغداد وزار قبر الإمام أبى حنيفة
وقد حكى الشيخ محى الدين فى الفتوحات المكية أن من وراء النهر جماعة من الشافعية والحنفية لم يزل الجدال بينهم قائما طول السنة حتى أن بعضهم يفطر فى رمضان ليتقوى على الجدال مع خصمه. بنت الهدى |
||
من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع هذه الروابط: http://burhaniya.org/magazine/tricks.htm وباقى صفحات خدعوك فقالوا فى موقع الطريقة البرهانية أسرة التحرير |
||
![]() |
||
|