فى مهد الحبيب

رُوِى عن نبينا الحبيب وهو فى مَهده من البركات والعجائب الكثير والكثير؛ قالت حليمة: (لما دخلت به منزلى، لم يبق منزل فى منازل بنى سعد إلا شَمُّوا منه ريح المسك، وأُلقِيَتْ محبته فى قلوب الناس حتى أن أحدهم كان إذا نزل به أذى فى جسده، أخذ كفه فوضعها على موضع الأذى فيبرأ بإذن الله تعالى).

وروى البيهقى والطبرانى عن عمه العباس بن عبد المطلب قال "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ دَعَانِى إِلىَ الدُّخُولِ فِى دِينِكَ أَمَارَةٌ لِنُبُوَّتِكَ: رَأَيتُكَ فِى الْمَهْدِ تُنَاغِى الْقَمَرَ وَتُشِيرُ إِلَيْهِ بِإِصْبَعِكَ فَحَيْثُ مَا أَشَرْتَ إِلَيْهِ مَالَ". قَالَ (كُنْتُ أُحَدِّثُهُ ويُحَدِّثُنِى ويُلْهِينِى عَنِ الْبُكَاءِ وَأَسْمَعُ وَجْبَتَهُ حِينَ يَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ).

وفى فتح البارى: أنه تكلم فى أوائل ما وُلِد. وذكر "ابن سُبَع" فى كتاب الخصائص أن مهده كان يتحرك بتحريك الملائكة له.

وعن ابن عباس قال ’كانت حليمة تُحَدِّث أنها أوَّل ما فطمت رسول الله تكلم فقال (الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيراً وسبحان الله بُكْرةً وأصيلاً). فلما ترعرع كان يخرج فينظر إلى الصبيان يلعبون فيجتنبهم‘.

وروى الزُّهرى عن ابن عباس أيضاً ’أن الشَّيمَاء أخت النبى من الرضاعة قالت حين نهرتها أمها حليمة لخروجها بالنبى فى شدة القيظ: يا أمَّاه ما وجَد أخِى حَراً، رأيتُ غَمَامة تُظِلُّ عليه، إذا وقف وقفت وإذا سار سارت‘ وكان يشب شباباً لا يَشبُّه الغلمان.

من موقع النبى

خالد محمد

 

شق صدره

وقع شق الصدر الشريف للنبى وغسل قلبه ثلاث مرات كما جاء بالسيرة وتأكد به الخبر والأثر. وقد جعلها الله تعالى مظهراً لمراده الأوَّلى بشرح صدر قلب حبيبه بنور النبوة وإشراح صدر سره بضياء الرسالة، فكان ذلك الشق الصورى على يد جبريل والملائكة عليهم السلام مُصدِّقاً لقوله تعالى ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ الشرح 1، وكان آية من آيات كماله ونبوته .

 وأول ما وقع ذلك للنبى فى الصغر: وقد جاء الخبر به فى حديث شدَّاد بن أوس أن رسول الله قال (كُنْتُ مُسْتَرْضَعاً فِى بَنِى سَعْدِ بن بَكْرٍ فَبَينَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِى بَطْنِ وَادٍ مَعَ أتْرَابٍ لِى مِنَ الصِّبيَانِ إِذْ أَنَا بِرَهطٍ ثَلاَثَة مَعَهُمْ طِسْتٌ مِن ذَهَبٍ مُلِئَ ثَلْجاً؛ فَأَخَذُونِى مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِى وَانْطَلَقَ الصِّبْيَانُ هِرَاباً مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَىِّ، فَعَمَدَ أَحَدُهُمْ فَأَضْجَعَنِى عَلَىَ الأَرْضِ إِضْجَاعاً لَطِيفاً ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ مِفْرَقِ صَدْرِى إِلىَ مُنْتَهَى عَانَتِى وَأنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ؛ لَمْ أَجِدُ لِذَلِكَ مَسًّا – وجعاً - ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِى ثُمَّ غَسَلَهَا بِذَلِكَ الثَلْجَ فَأَنْعَمَ غَسْلَهَا ثُمَّ أَعَادَهَا مَكَانَهَا، ثُمَّ قَامَ الثَانِى فَقَالَ لِصَاحِبهِ: تَنَحَّ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِى جَوْفِى وَأَخْرَجَ قَلْبِى – وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ – وَصَدَعَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْهُ مُضْغَةً سَوْدَاءَ فَرَمَىَ بِهَا "وفى رواية" وَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ. ثُمَّ مَالَ بِيَدِهِ يُمْنَةً وَيُسْرَة كَأَنَّهُ يَتَناوَلُ شَيئاً فَإِذَا بِخَاتِمٍ فِى يَدِهِ مِنْ نُورٍ يَحَارُ النَّاظِرُ دُونَهُ؛ فَخَتَمَ بِهِ قَلْبِى فَامْتَلأَ نُوراً وَذَلِكَ نُورُ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ؛ فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتِمِ فِى قَلْبِى دَهْراً. ثُمَّ قَالَ الثَالِثُ لِصَاحِبهِ: تَنَحَّ، فَأَمَرَّ يَدَهُ بَيْنَ مِفْرَقِ صَدْرِى إِلىَ مُنْتَهَى عَانَتِى فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشَّقِّ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِىِ فَأَنْهَضَنِى مِنْ مَكَانِى إِنْهَاضَاً لَطِيفَاً، ثُمَّ قَالَ لِلأَوَّلِ: زِنْهُ بِعَشْرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنَنِى بِهِمْ فَرَجَحتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِمَائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَرَجَحتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بألفٍ فَرَجَحتُهُم، فَقَالَ: دَعُوهُ فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ كُلِّهَا لَرَجَحَهُم، ثُمَّ ضَمُّونِى إِلىَ صُدُورِهِمْ وَقَبَّلُوا رَأْسِى وَمَا بَيْنَ عَيْنَىَّ، ثُمَّ قَالُوا: يَاحَبِيبُ لَمْ تُرَعْ؛ إِنَّكَ لَوْ تَدْرِى مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنَاكَ) والمراد بالوزن والرجحان هنا: رجحان الفضل ...

من موقع النبى بتصرف.

سامح سعيد

ومن أراد الاستزادة فليطلع على موقع النبى

أسرة التحرير