كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

كتاب للإمام ابن حجر العسقلانى:

فتح البارى

 

كتاب فتح البارى بشرح صحيح البخارى للحافظ أحمد بن على بن حجر العسقلانى، 773-852 هـ، واتبع فى شرحه مسلكا جديدا، يسوق فيه الأسانيد مساق الأنساب، ثم يشرح الحديث، وقد قام المحقق بذكر حديث الباب بلفظه قبل شرحه، وقد ذكر الحافظ بن حجر أسانيده عن البخارى فى أول الكتاب، ثم شرع فى شرح أحاديثه، وقد قرئ الكتاب على جمع كبير من العلماء فامتدحوه ونسجوا فيه الشعر لما حواه من شرح وافى.

وقد قام المحققون بمقابلة النسخة المطبوعة على المخطوطة، وإخراجه وترقيم كتبه وأبوابه وأحاديثه، فقاموا بتنقيته من الأخطاء الواردة فى الطبعات السابقة، ولم تتيسر مراجعته على النسخة الخطية الكاملة التى ظهرت فى بعض مكاتب جيزان ولم تصل للمحقق حتى وقت الطبع، وللمحقق بعض الآراء فى كلام الشارح الحافظ ابن حجر وهذا مبلغ علمه ولا نأخذه عليه ولكن لنا كلام الشارح.

 

رابط كتاب فتح البارى فى موقع التراث

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوه للكافه، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامه وادمنوا الاخذ من الاصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.

قال : (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن اكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن اصاغرهم هلكوا)، وقال : (ان هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال : (اذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).

ويقول السيد فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبد البرهانى :

ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه     مما رواه أماجد الأعلام

 والمجمع عليه عند الساده العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله  ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنه نبيه عليه افضل الصلاه وازكى السلام, ومنذ بدايه القرن الاول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب واراد فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقه واحداث التاريخ من بدايه الرساله المحمديه مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظه ومسنده بكل امانه وصدق، ومن هؤلاء الساده العلماء الاجلاء ومع سيرته الطيبه كان

 

الحافظ ابن حجر العسقلانى

شهدت مصر فى نهاية القرن الثامن الهجرى مولد علم من أعلام الإسلام، ألا وهو ولى الله وقاضى القضاة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن على بن أحمد، العسقلانى الأصل ثم المصرى المولد والنشأة، وكان مرجع العلماء وحجة الفقهاء ولسان الحكماء، تهفو النفوس إلى مجالسته، وقد بشر بولادته الشيخ يحيى السنافرى حيث قال لوالده إن الله سيخلف عليك ولدا يكون ذو شأن.

ولد بالفسطاط فى الثانى عشر من شهر شعبان 773هـ، عرف بابن حجر وهو لقب لبعض آبائه، نشأ يتيما فكفله وصى والده الشيخ زكى الدين الخرنوبى كبير التجار بمصر، وقد حفظ كتاب الله فى وهو فى التاسعة من عمره، وعندما حج هذا الوصى سنة 784هـ اصطحب ابن حجر معه فمكنه ذلك من دراسة الحديث بمكة المكرمة وهو فى سن الثانية عشر من عمره، وتوفى الشيخ زكى الدين الخرنوبى وهو فى السابعة عشر من عمره، ولما عاد إلى القاهرة درس على يد جماعة كبيرة من علماء عصره وفى مقدمتهم شمس الدين القطان الذى تولى رعايته، وقد درس ابن حجر الفقه واللغة وعلوم القرآن ثم اتجه الشيخ إلى دراسة الأحاديث النبوية طيلة عشر سنوات على يد الشيخ البلقى والشيخ ابن الملقن ثم تولى التدريس بأمر من السلطان البرقوقى فى المدرسة الشيخونية فى حى السيدة زينب ثم تولى منصب الافتاء والعدل وقاضى قضاه الشافعية.

ولقد قام ابن حجر العسقلانى بعدة رحلات دراسية بالبلاد المصرية والشامية والحجازية واليمن، وانكب على دراسة الحديث وتصنيفه وبلغت مصنفاته فى الحديث والفقه والتفسير وعلوم القرآن نحو مائة وخمسين مصنفا من أشهرها: فتح البارى بشرح صحيح البخارى، وكتاب الإتقان فى فضائل القرآن وتعليق التعليق والآيات النيرات فى معرفة الخوارق والمعجزات وغيرها من المؤلفات العظيمة.

أما المؤلفات التاريخية فقد ترك ابن حجر العسقلانى للمكتبة التاريخية كتبا عظيمة أهمها (إنباء الغمر بأبناء العمر) وهو مؤلف ضخم يقع فى مجلدين كبيرين، وقد دون فى هذا الكتاب ما يقع فى الأمم الإسلامية الأخرى من التركستان إلى المغرب.

وكتاب (الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة) وهو معجم كبير ضمنه تراجم أعيان القرن الثامن الهجرى من سنة احدى وسبعمائة إلى آخر سنة ثمانى مائة، أما الكتاب الثالث فهو كتاب (رفع الإصر عن قضاة مصر) وهو معجم لقضاة مصر الذين تولوا القضاء منذ الفتح الإسلامى إلى آخر القرن الثامن الهجرى.

وكانت بداية العسقلانى مع الولاية عندما كان شيخا للأزهر وكان يوجد أحد الأولياء وهو سيدى على الخواص وكان يعمل فى صناعة الخوص وكان من مريديه سيدى عبد الوهاب الشعرانى وكان كلما يمر ابن حجر على سيدى على الخواص يجد الشعرانى جالس بجواره يستمع إليه، فيقول لسيدى عبد الوهاب الشعرانى عيب عليك الجبة والقفطان، وقد كرر هذه الكلمات له أكثر من مرة، فقال له الشعرانى إنه ولى من الأولياء الكبار، فقال له ابن حجر سيبك من هذا الكلام، وذات مرة تلقى ابن حجر فتوى فقال نعطيها لهذا الرجل ونضحك عليه، ثم أعطاها للشعرانى وقال له ان كان ما تقوله صدقا فسوف يحل المسأله وقال له (ما اتخذ الله وليا جاهلا) فأخذ الشعرانى الفتوى وبدلا من أن يذهب إلى الخواص ويعطيها له، ذهب إلى دار الكتب عله يجد حلا لهذه الفتوى، ذلك لأنه يدرى أن الخواص لا يعرف القراءة فكيف يحل الفتوى، فقابله سيدى على الخواص وأخذه إلى داره، وأخذ رأس الشعرانى يدور لأنه سوف يذهب فى الليل، وعندما هم بالخروج قال له الخواص: الفتوى التى فى جيبك أعطها لأول واحد يقابلك فى الصباح، فسوف يحلها، وكانت المفاجاة أن أول من قابله رجل مبيض نحاس، فقال فى نفسه كيف أسال هذا الرجل وتركه ومشى حتى آخر الشارع، فلما لم يجد أحدا اضطر للرجوع إليه وسأله عن اسمه، فقال له: اسمى كوهين فتعجب أكثر وقال كمان، فقال له: إخرج الفتوى فإننى فى انتظارها. ورد عليه (ما اتخذ الله وليا جاهلا وإن اتخذه علمه).

وبعدها عرف ابن حجر قدر سيدى على الخواص وذهب إليه حافيا يقبل يده ويتعلم منه وقال له أكتب فى شمائل المصطفى، وكتب فى أوصاف الرسول الباطنية.

توفى سنة 852هـ بمنزله بباب الشعرية وعمره آنذاك 79 عاما وكان يوم جنازته يوما مشهودا صلى عليه جمع غفير وحضر الصلاة عليه السلطان ودفن بمقامه بناحية الإمام الشافعى أجمعين. 

سمير