كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

من كتب الأعلام:

تفسير الطبرى

 

وهو كتاب "جامع البيان في تفسير القرآن" للإمام الكبير والمحدث الشهير أبى جعفر محمد بن جرير الطبرى المتوفى سنة 310 هـ. وهو أجل التفاسير وأشهرها، ويعتبر الطبرى أبا المفسرين كما يعتبر أبا للتاريخ الإسلامى، وتفسيره من أقوم التفاسير وأعظمها، وهو المرجع الأول عند المفسرين. قال: استخرت الله وسألته العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله ثلاث سنين فأعاننى. وللمؤلف منهج خاص بذكر الآية، أو الآيات من القرآن الكريم، ثم يبين تأويلها ومعناها، ويذكر أشهر الأقوال فيها، ويستشهد على القول بما يؤثر عن الصحابة والتابعين، ثم يتعرض لترجيح الأقوال، واختيار الأولى بالتقدمة، ويتعرض لناحية الإعراب، واستنباط الأحكام التى تؤخذ من الآية، وترجيح ما يراه. وهذا الكتاب هو أوثق وأقدم ما دون فى التفسير بالمأثور، أى بما ثبت بالنقل من بيان القرآن بالقرآن، وبما ورد فيه من الرسول ، وما روى عن الصحابة والتابعين، كما أنه أهم مصادر التفسير بالرأى والمعقول، أى بالاجتهاد والإستنباط وإعمال اللغة والعقل، قال النووى: "أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبرى". قال السيوطى: "وكتابه أجل التفاسير وأعظمها فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض، والإعراب والاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين". قال واحد: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا. وقد حوى ابن جرير جميع تراث التفسير الذى تفرق قبله فى كتب صغيرة منذ عصر عبد الله بن عباس، إلى النصف الأول من القرن الثالث الهجرى. .

 

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوه للكافه، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامه وادمنوا الاخذ من الاصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.

قال : (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن اكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن اصاغرهم هلكوا)، وقال : (ان هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال : (اذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).

ويقول السيد فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبد البرهانى :

ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه     مما رواه أماجد الأعلام

 والمجمع عليه عند الساده العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله  ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنه نبيه عليه افضل الصلاه وازكى السلام, ومنذ بدايه القرن الاول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب واراد فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقه واحداث التاريخ من بدايه الرساله المحمديه مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظه ومسنده بكل امانه وصدق، ومن هؤلاء الساده العلماء الاجلاء ومع سيرته الطيبه كان:

 

الامام الطبرى

امام المفسرين وامام المؤرخين

 

الامام الجليل والعالم الفاضل محمد بن جرير الطبرى والشهير بالامام الطبرى، وكانت حياته بين عامى 224 - 310 هـ، وتوفى وله من االعمر 86 عاما، ومن مولده حتى وفاته مرورا بحياته الاسرية وبحياته العلمية ورحلاته العلمية طلبا للعلم ومؤلفاته وراى العلماء فيه وذكر بعض المواقف فى حياته، فقد ولد عام 224 هـ فى بلده صغيره اسمها آمل فى اقليم طبرستان وهى فى شمال بلاد فارس تقع اليوم على ضفاف بحر قزوين، وتقع الان شمال ايران وقريبه من طهران، وكان رحمه الله يقول عن تاريخ ميلاده: ولدت فى 224 او 225هـ، فقيل له لماذا الشك يا ابا جعفر؟ فكان يقول ان اهل بلدى يؤرخون الميلاد بالاحداث والقصص التى تقع، فلما كبرت سألتهم عن الحادثه التى ارخوا بها ميلادى، فقال بعضهم انها كانت فى اواخر عام 224 والبعض قال 225 هـ والفرق ضئيل، وهو من أرفع العلماء ومن كبار أئمه هذا العصر العظيم الذين حافظوا بأصرارهم وأمانتهم على تدوين أحاديث رسول الله وتكبدوا مشاق الترحال والسفر الى شتى البلاد من أجل إعلاء علوم الدين.

 

حياته: من اسرة بسيطة ووالد طيب اهتم باولاده واسرته وهناك قصة طريفه لهذا الاب، فقد روى أنه رأى رؤيا لأبنه محمد (الأمام الطبرى) واقفا بين يدى رسول الله ومعه مخلاة مملوئه بالحجارة وهو يقذف بالحجارة دفاعا عن النبى فسأل أهل التفسير فقيل له ان أبنه محمد (الأمام الطبرى) سيكون له شأن عظيم فى الدين وسيذود عنه بعلومه، ونصحوه بالأعتناء بمحمد، فاخذ بالنصيحه واهتم برعايته وهيأ له الظروف الملائمة وكانت بشارتها أن الأمام فى سن السابعة كان قد أتم حفظ كتاب الله وفى التاسعة كان يؤم المصلين فى صلاه التراويح وهى دلاله على نبوغه المبكر.

رحلاته فى طلب العلم مع حياته العلمية: من صغر سنه عاش الطبرى فى طلب العلم ففى السابعة حفظ كتاب الله وفى التاسعة بدا يقرأ الحديث على يد شيوخ الحديث فاخذ عن الشيخ  محمد بن حميد الرازى رحمه الله، وهو احد مشايخ الحديث، وقد قرأ عليه الطبرى ما يزيد عن مائة الف حديث، وفى الثانية عشر من عمره رحل من بلدته فى طلب العلم، وفى السابعة عشر كانت اول رحلة له الى بغداد قاصدا الامام احمد بن حنبل، وعلى مشارف بغداد علم بوفاة الامام احمد، فحزن ورفض دخول بغداد واتجه الى البصرة، وبقى بها مدة طويلة قرأ فيها الحديث على يد مشياخ الحديث، ثم رحل الى الكوفة حيث قرأ اللغة والشعر على يد الشيخ احمد بن عباس المعروف بالثعلب، وهو امام الكوفة فى اللغة والنحو، وكان على ائمتها وقد اعتمد عليه الامام الطبرى فى اللغة والنحو، وفى التاسعة والعشون كانت رحلته الاولى الى مصر ومر ببلاد الشام وقرأ الفقه والحديث على يد تلاميذ الامام مالك والشافعى، بعد ذلك رحل الى الشام ثم عاد الى مصر بعد سنتين، بعد ان اخذ من العلم مبلغه، وكان له من العمر اثنين وثلاثون عاما، ولما اخذ قسطا وافرا من العلم رحل عن مصر وله من العمر خمسة والثلاثون، وعاد الى بغداد اقام بها فترة فى طلب العلم والتدريس، ثم رحل الى طبرستان فوجد الرفض وسب الصحابة، والعياذ بالله، فترك المكان وعاد الى بغداد الرجعة الاخيرة واستقر بها من عام 290 – 310، مكبا على التصنيف والتاليف والتدريس حتى وفاته عن 86 عاما.

مؤلفاته وراى العلماء فى قدره العلمى: كان أحد الائمة الكبار يحكم بقوله ويرجع الى رايه لمعرفته وفضله وقد جمع من العلوم ما لم يشاركه احد من اهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، وعارفا بالقراءات بصيرا بالمعانى فقيها فى احكام القرآن عالما بالسنة وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا باقوال الصحابة والتابعين، كان من افراد الدهر علما وذكاء وكثرة التصنيف قل ان ترى العين مثله، وكان زاهدا فى الدنيا لا مطمع له فى مال او منصب، فقضى حياته كلها من اجل العلم والتفقه والدراسة فلم يتزوج ولم يشغله شاغل عن العلم، كما كان عزيز النفس ورفض ان ياخذ اجرا عن مؤلفاته، ورفض الهدايا الا اذا تمكن من ردها باحسن منها، كما كان شجاعا جريئا فى الحق، ورفض المناصب التى عرضت عليه حرصا على علمه، وخوفا ان ينشغل عنه، وقد قيل فى ذلك: لما تولى الخاقانى الوزارة وجه الى الإمام الطبرى مالا كثيرا فرده وامتنع عن قبوله، فعرض عليه القضاء فامتنع، فعرض عليه المظالم فابى وامتنع، فعاتبه اصدقاءه وقالوا له ان لك فى ذلك ثواب، وطمعوا ان يوافق فذهبوا اليه ليركب معهم لقبول ذلك، فنهرهم وقال كنت اظن انى لو رغبت فى ذلك لنهرتمونى عليه فانصرفوا خجلين، وعرف عنه ورعه وحسن قراءة القرآن وتجويده، فكان يقصده الناس ليصلون خلفه، ولم يكن يكتفى بتحصيل العلم بل اصر على تعليمه لغيره، فكانت كتبه كنزا وتراثا عظيما ينتفع به الناس حتى يومنا هذا، ويدرس فى الجامعات الاسلامية فى مصر والهند وباكستان وسائر البلاد الاسلامية. وهكذا عاش الطبرى حياته مسخرا للعلم والتأليف حتى قيل عنه انه كان يكتب فى اليوم الواحد اربعين صفحة، وقد اتى على راس هذه المؤلفات كتابيه فى (التفسير والتاريخ): كتابه العظيم الذى عرف بتفسير الطبرى وكتاب تاريخ الامم والملوك. وروى عنه انه قال: استخرت الله وسألته العون على ما نويته من تصنيف التفاسير قبل ان اعمل بثلاث سنين فأعاننى. وقد اعتمد الطبرى فى تفسير القرآن الكريم على المأثور عن النبى وعلى الصحابة والتابعين، وأضاف الى التفسير بالماثور بما عرف فى عصره من نحو ولغة، كما رجع الى القراءات وتخير منها ورجح ما تخيره، واستعان بكتب التاريخ وكتب الفقه وتحرى جهده ان يكون التفسير مما يثق به فلم يدخل فى كتبه شئ مشكوك فيه، وعن باقى مؤلفاته فاخرج كتاب تاريخ الرجال من الصحابه والتابعين، وله كتاب لطيف القول فى احكام شرائع الاسلام وهو ثلاثه وثمانون كتابا, واخرج كتاب القراءات والتنزيل، وكتاب اختلاف علماء الامصار، وكتاب الخفيف فى احكام شرائع الاسلام، وكتاب التبصير وهذا الكتاب موجه لاهل طبرستان، وهو من عجائب كتبه، وله كتاب الصلاة وكتاب آداب الحكام، وكتاب المحاضر، وكتاب ترتيب العلماء وهو من الكتب النفيسه، وله كتاب المناسك، وكتاب شرح السنة، والعديد من الكتب.

وفاته رحمه الله: لما حان وقت صلاه الظهر يوم الاثنين الذى توفى فيه طلب ماء ليجدد وضوءه، فقالوا له لقد تأخر الظهر فأحله مع العصر فرفض، فتوضأ وصلى الظهر منفردا ثم صلى العصر فى وقته، ولما حان وقت نهايه الاجل كان معه بعض من اصحابه والاهل، وكان منهم ابو بكر بن كامل فقيل له قبل خروج روحه: انت الحجه فيما بيننا وبين الله فهل من وصيه توصينا بها بامر ديننا نرجوا بها السلامه. فقال: اوصيكم بما كتبت فى كتبى فاعملوا بها. ثم اخذ يكثر من الشهادة وذكر الله عز وجل، ثم مسح بيده على وجهه واغمض عينيه بيده، وبسطها وفارق الحياة، وقد توفى عشيه يومين من شوال عام ثلثمائاه وعشر هجرية، رحم الله الامام من عظيم رحمته وانا لله وانا اليه لراجعون، ودفن فى بغداد.

ع. صلاح