هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر ديسمبر

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) سيدنا إبراهيم 5

... أما بعد

فيقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ هود 69، أحباب الحبيب المصطفى مازال حديثنا العذب مع آبو الأنبياء خليل الرحمن سيدنا إبراهيم فبعد ما ذكرنا من قصة الفداء، فقد بعث الله إليه بالملائكة ليبشروه، بأنه سيرزقه من زوجته البارة سارة غلاما عليما، يؤنس وحدتهما، ويملأ الحياة من حولهما بهجة وسرورا، وسيمتد بها العمر ليريا له ذريه طيبه مباركه، ولقد قص علينا القرآن الكريم، هذه المقابلة فى ثلاث سور، سورة هود والحجرات والذاريات، فلقد كان سيدنا إبراهيم له بيت للضيافة، وكان يكنى بأبا الضيفان، وكان لقصره أربعة أبواب، لكيلا يفوته أحد، أحباب الحبيب المصطفى وقد جاء فى تفسير القرطبى فى قوله عز وجل ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى﴾ هذه قصة سيدنا لوط وهو بن عم سيدنا إبراهيم وكانت قرى سيدنا لوط بنواحى الشام، وسيدنا إبراهيم ببلاد فلسطين، فلما أنزل الله الملائكة بعذاب قوم سيدنا لوط مروا بسيدنا إبراهيم فظنهم اضيافا  ...

(الخطبة الثانية) سيدنا إبراهيم 6

... أما بعد

يقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ • رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ البقرة 127-128، أحباب الحبيب المصطفى مازلنا مع الرحيق المختوم، والبستان المنظوم، مع القصص القرأنى، مع خليل الرحمن أبو الأنبياء، سيدنا إبراهيم فقد آمره الله تعالى، بإعادة بناء البيت الحرام ورفع قواعده، هذا البيت الذى وجد منذ سيدنا آدم أو قبله، وغمره الطوفان فى عهد سيدنا نوح .. اخوة الأيمان .. وذكرنا أول بناء للبيت، كان بناء الملائكة، والبناء الثانى بناء آدم.

واما البناء الثالث وهو بناء سيدنا إبراهيممصداقا لقوله تعالى ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ قال بن جريح: أرسل الله سبحانه وتعالى سحابه فيها رأس، فقال الرأس: يا إبراهيم، إن ربك يأمرك أن تأخذ بقدر هذه السحابة فجعل ينظر اليها ويحط قدرها، ثم قال الرأس: انه قد فعلت. فحفر فابرز عن أساس ...

(الخطبة الثالثة) الثبات على المبدأ

... أما بعد

فيا إخوة الايمان هيا بنا نشرب من رحيق آية من كتاب الله، ما به نفعنا فى الدنيا، ورفعتنا يوم لقاء الله. فكتاب الله الذى انزله إلينا فيه الهدى والنور، وفيه الشفاء لما فى الصدور، وفيه الخير والسعادة لنا وللناس أجمعين، نأخذ منه قبسا من أية واحدة قال الله فيها:

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ الاحزاب 21.

إن مجال الأسوة واسع جدا، فالأسوة تعنى القدوة وتعنى التشبه برسول الله ولما كان هذا المجال كبير جدا فإننا نكتفى بذكر مثال واحد من حياته ، كان عليه مدار أمر، كله وبه ارتفع شأن هذا الدين، وبه تجاوزت دعوته الخافقين، وبه أوصل الله هذا النور لجميع عوالم الله عز وجل ... ما هذا المبدأ؟

يتضح لنا هذا المبدأ عندما نعلم إن رسول الله كان جالسا بجوار الكعبة، وجمع من قريش فى ناديهم بجوار الكعبة يتحدثون فى شأنه وقد احتاروا فى أمره وشل تفكيرهم عندما اخذوا يخوضون فى امثل طريقة للقضاء عليه، وإنهاء دعوته فقال عتبة بن ربيعة: يا معشر قريش ...

(الخطبة الرابعة) يوم عاشوراء

... أما بعد

قد جاء فى كتاب بستان الواعظين لأبى الفرج الجوزى عن رسول الله أنه قال (ثلاثه يوم القيامه تحت عرش الله يوم لا ظل إلاظله) قيل: من هم يا رسول الله؟ قال (من فرج عن مكروب أمتى، ومن أحيا سنتى، ومن اكثر الصلاة علىَ).

يقول الحق تبارك وتعالى ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِى كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ التوبة 36.

فشهر الله المحرم من الأشهر الحرم ولقد جاء فى فضل هذا الشهر احاديث صريحة فى فضل ايامة العطرة فقد اخرج الامام مسلم فى صحيحة عن أبى هريرة عن النبى قال (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذى تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل).

وأخرج الامام احمد والامام الترمذى من حديث سيدنا على : أن رجلاً أتى النبى فقال: يارسول الله أخبرنى بشهر أصومه بعد شهر رمضان، فقال رسول الله (إن كنت صائماً شهراً بعد رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله، وفيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب على آخرين) ...

رمضان مختار