كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

من كتب الأعلام:

سنن النسائى

 

كتاب سنن النسائى للحافظ أبى عبد الرحمن النسائى بشرح الحافظ جلال الدين السيوطى المتوفى: 911 هـ، وحاشية الأمام السندى المتوفى: 1138 هـ، وقد وضعه الحافظ السيوطى كتعليق على كتاب سنن النسائى والذى صنف قبل 600 سنة من تعليقه، وحيث أن شرط النسائى وأبو داوود أنهم خرَّجوا إلى جانب أحاديث الصحيحين الأحاديث الصحيحة التى تركها البخارى ومسلم من طريق دون طريق أخراجهما، وأحاديث أخرجاها من غير قطع بصحتها لأنه رواها قوم واحتجوا بها فوضعوها وبينوا رأيهم فيها، فأخرجا كل ما لم يُجْمَع على تَرْكِه، وذلك أن كل طبقة من نقاد الرجال لا تخلو من متشدد ومتوسط، فإذا لم يجمعا على ترك الرجل لم يتركه، ولم يكن شرط النسائى سهلا بل قيل عنه أنه أشد من شرط الشيخان حيث أنه تجنب جماعة من رجال الصحيحين، ويقول النسائى أنه استخار الله فى الرواية عن شيوخ كان فى قلبه منهم بعض شيئ فوقعت الخيرة على تركهم فنزل فى جملة من الحديث كان يعلو فيها عنهم، ولذلك فلم يحدث بحديث من ابن لهيعة ومن قتيبة، وقال أبو الحسن المعافرى: إذا نظرت إلى ما يخرجه اهل الحديث فما أخرجه النسائى أقرب إلى الصحة، وفى الجملة فكتاب السنن للنسائى أقل الكتب بعد الصحيحين حديثا ضعيفا ورجلا مجروحا، وإن كان أبرع كتب السنن تصنيفا وترصيفا وجامع بين طريقى البخارى ومسلم مع حظ كثير من بيان العلل، وقد أجمع علماء المشرق والمغرب على صحته ضمن الكتب الستة، والإمام السيوطى قد شرح وعلق على كل ابواب وأحاديث السنن.

وقد قام المحقق بتخريج أحاديث السنن وأحاديث الحافظ السيوطى.

رابط كتاب المنهاج فى موقع التراث

 

 

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوه للكافه، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامه وادمنوا الاخذ من الاصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.

قال : (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن اكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن اصاغرهم هلكوا)، وقال : (ان هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال : (اذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).

ويقول السيد فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبد البرهانى :

ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه     مما رواه أماجد الأعلام

 والمجمع عليه عند الساده العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله  ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنه نبيه عليه افضل الصلاه وازكى السلام, ومنذ بدايه القرن الاول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب واراد فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقه واحداث التاريخ من بدايه الرساله المحمديه مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظه ومسنده بكل امانه وصدق، ومن هؤلاء الساده العلماء الاجلاء ومع سيرته الطيبه كان:

 

الإمام النسائى

 

النسائى الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن على بن سنان بحر الخراسانى النسائى، صاحب السنن.

ولد بنَسَا فى سنة 215 هـ وطلب العلم فى صغره، فارتحل إلى قتيبة فى سنة 230 هـ، فأقام عنده ببغلان سَنَةً، فأكثر عنه.

وسمع من: عشرات المحدثين والمؤدبين منهم إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، ومحمد بن النضر بن مساور، وسويد بن نصر، وعيسى بن حماد زغبة، وأحمد بن عبدة الضبى، وخلق كثير، وإلى أن يروى عن رفقائه.

وكان من بحور العلم، مع الفهم، والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف.

جال فى طلب العلم فى خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير فى هذا الشأن.

حدث عنه كثيرون: أبو بشر الدولابى، وأبو جعفر الطحاوى، وأبو على النيسابورى، وحمزة بن محمد الكنانى، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس النحوى، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد الشافعى، وعبد الكريم بن أبى عبد الرحمن النسائى، والحسن بن الخضر الأسيوطى، وأبو بكر أحمد بن محمد بن السنى، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبرانى، ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسى، والحسن بن رشيق، ومحمد بن عبد الله بن حيويه النيسابورى، ومحمد بن موسى المأمونى، وأبيض بن محمد بن أبيض، وخلق كثير.

ملامح شخصيته وأخلاقه:

1- كان يحب طلب العلم والترحال من أجل تحصيله، فقد جال البلاد واستوطن مصر، فحسده مشايخها، فخرج إلى الرملة فى فلسطين.

2- كان يجتهد فى العبادة قال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة ويصفون من اجتهاده فى العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد وقال غيره كان فى غاية الورع والتقى، وكان يواظب على أفضل الصيام "صيام داود" فكان يصوم يوماً ويفطر يوما. وكان له أربع زوجات وسريتان، قالوا وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر.

3- وكان حسن الوجه مشرق اللون. وكان شيخا مهيبا، مليح الوجه، ظاهر الدم، حسن الشيبة. وكان غاية الحسن وجهه كأنه قنديل.

4- وقد قيل عنه إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع والتحيز للإمام على، وقد سئل عن ذلك فأشار إلى أنه وجد أهل الشام يحيدون عن الإمام على فأراد أن يحاول هدايتهم، وقد كان ميله هذا سببا فى استشهاده فى آخر حياته. وقال الوزير ابن حِنْزَابة سمعت محمد بن موسى المأمونى -صاحب النسائى- قال: سمعت قوما ينكرون على أبى عبد الرحمن النسائى كتاب: "الخصائص" لعلى ، وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك، فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن على كثير، فصنفت كتاب: "الخصائص"، رجوت أن يهديهم الله تعالى.

ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة، فقيل له: ألا تخرج فضائل معاوية ؟ فقال: "أى شىء أخرج؟ حديث (اللهم لا تشبع بطنه)" فسكت السائل.

5- قال قاضى مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبى العوام السعدى: حدثنا أحمد بن شعيب النسائى، أخبرنا إسحاق بن راهويه، حدثنا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك: إن فلانا يقول: من زعم أن قوله تعالى ﴿إِنَّنِى أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِى﴾ مخلوق، فهو كافر. فقال ابن المبارك: صدق. قال النسائى: بهذا أقول.

6- قال مأمون المصرى المحدث: خرجنا إلى طرسوس مع النسائى سنة الفداء، فاجتمع جماعة من الأئمة: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إبراهيم مربع، وأبو الآذان، وكِيْلَجة فتشاوروا: من ينتقى لهم على الشيوخ؟ فأجمعوا على أبى عبد الرحمن النسائى، وكتبوا كلهم بانتخابه.

وعن النسائى قال: أقمت عند قتيبة بن سعيد سنة وشهرين. وكان النسائى يسكن بزقاق القناديل بمصر.

7- قيل: إن النسائى أتى الحارث بن مسكين فى زى أنكره، عليه قلنسوة وقباء، وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان، فخاف أن يكون النسائى عينا عليه، فمنعه، فكان يجىء فيقعد خلف الباب ويسمع، ولذلك ما قال: حدثنا الحارث، وإنما يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.

8- قال ابن الأثير: وسأل أمير أبا عبد الرحمن عن سننه: أصحيح كله؟ قال: لا. قال: فاكتب لنا منه الصحيح. فجرد المُجْتنَى. وهو السنن الصغرى. وقال أبو على الحافظ: سألت النسائى: ما تقول فى بقية؟ فقال: إن قال: حدثنا وأخبرنا، فهو ثقة. وقال جعفر بن محمد المراغى: سمعت النسائى يقول: محمد بن حميد الرازى كذاب.

ثناء العلماء عليه:

وأخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق قال: قال لى أبو عبد الله بن منده: الذين أخرجوا الصحيح، وميزوا الثابت من المعلول، والخطأ من الصواب أربعة: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائى.

قال ابن كثير فى البداية والنهاية "أحمد بن على بن شعيب بن على بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن النسائى صاحب السنن الإمام فى عصره والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره رحل إلى الآفاق واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق ومشايخه الذين روى عنهم مشافهة قد ذكرناهم فى كتابنا التكميل وترجمناه أيضا هنالك وروى عنه خلق كثير وقد جمع السنن الكبير وانتخب منه ما هو أقل حجما منه بمرات وقد وقع لى سماعهما وقد أبان فى تصنيفه عن حفظ وإتقان وصدق وإيمان وعلم وعرفان".

وقال الإمام الذهبى "هو أحفظ من مسلم".

وقال ابن عدى سمعت منصورا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوى يقولان أبو عبدالرحمن النسائى إمام من أئمة المسلمين.

قال الحاكم: كلام النسائى على فقه الحديث كثير، ومن نظر فى سننه تحير فى حسن كلامه.

قال ابن الأثير فى أول "جامع الأصول" عن الإمام النسائى أنه كان شافعيا، له مناسك على مذهب الشافعى، وكان ورعا متحريا.

قال الحافظ أبو على النيسابورى: أخبرنا أن الإمام فى الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائى.

وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائى؟ عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة -يعنى عن قتيبة، عن ابن لهيعة- قال: فما حدث بها.

قال أبو الحسن الدارقطنى: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.

قال الحافظ بن طاهر: سألت سعد بن على الزنجانى عن رجل، فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائى، فقال: يا بنى، إن لأبى عبد الرحمن شرطا فى الرجال أشد من شرط البخارى ومسلم.

قال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائى فى العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر، فوُصِفَ، من شهامته وإقامته السنن المأثورة فى فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الذى خرج معه، والانبساط فى المأكل، وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.

قال الدارقطنى: كان أبو بكر بن الحداد الشافعى كثير الحديث، ولم يحدث عن غير النسائى، وقال: رضيت به حجة بينى وبين الله تعالى.

قال الطبرانى فى "معجمه" حدثنا أبو عبد الرحمن النسائى القاضى بمصر. فذكر حديثا.

وقال أبو عوانة فى "صحيحه": حدثنا أحمد بن شعيب النسائى قاضى حمص: حدثنا محمد بن قدامة، فذكر حديثا.

روى أبو عبد الله بن منده، عن حمزة العقبى المصرى وغيره، أن النسائى خرج من مصر فى آخر عمره إلى دمشق، فسئل بها عن معاوية، وما جاء فى فضائله، فقال: أما يكفى معاوية أن يذهب رأسا برأس حتى يروى له فضائل؟ قال: فما زالوا يدفعون فى خصيتيه حتى أُخْرِج من المسجد، ثم حُمل إلى مكة فتوفى بها. كذا قال، وصوابه: إلى الرملة.

قال الدارقطنى: خرج حاجًّا فامتُحِن بدمشق، وأدرك الشهادة، فقال: احملونى إلى مكة. فحُمل وتوفى بها، وهو مدفون بين الصفا والمروة، وكانت وفاته فى شعبان سنة 303 هـ. وهكذا فقد رزق الشهادة فى آخر عمره.

قال: وكان أفقه مشايخ مصر فى عصره، وأعلمهم بالحديث والرجال.

مؤلفاتـــــه:

ترك النسائى مجموعة من الكتب أهمها:

كتاب السنن الكبرى فى الحديث وهو الذى عرف به وجاء فى سير أعلام النبلاء، وكتاب المجتبى وهو السنن الصغرى، من الكتب الستة فى الحديث، مسند على، وكتابا حافلا فى الكنى، كذلك كتاب عمل اليوم والليلة وهو مجلد هو من جملة السنن الكبير فى بعض النسخ، وله كتاب التفسير فى مجلد، الضعفاء والمتروكون فى رجال الحديث. وأما كتاب "خصائص على" فهو داخل فى "سننه الكبير"، وله كتاب "التفسير" فى مجلد، وكتاب "الضعفاء" وأشياء.

وفاتــه:

قال أبو سعيد بن يونس فى "تاريخه": كان أبو عبد الرحمن النسائى إماما حافظا ثبتا، خرج من مصر فى شهر ذى القعدة من سنة 302 هـ، وتوفى بفلسطين فى يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر، سنة 303 هـ. وهو ما يبدو أصح؛ فإن ابن يونس حافظ يقظ، وقد أخذ عن النسائى، وهو به عارف. ولم يكن أحد فى رأس الثلاثمائة أحفظ من النسائى، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبى داود، ومن أبى عيسى، وهو جارٍ فى مضمار البخارى، وأبى زرعة، إلا أن فيه قليل انحراف عن خصوم الإمام على، كمعاوية وعمرو.

 

ع. صلاح