هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر ذو القعدة

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) بناء بيت الله الحرام

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ البقرة 127، قيل أن أول من بنى البيت الحرام الملائكة وقيل سيدنا آدم وأرجح الأقوال أن الذى بناه سيدنا إبراهيم الخليل ومعه سيدنا إسماعيل ، فعندما أمر الحق تبارك وتعالى سيدنا إبراهيم ببناء البيت، انطلق ومعه سيدنا إسماعيل، ولا يدريان أين البيت، حتى أتيا مكة، فأرسل الحق سبحانه وتعالى "السكينة" وهى ريح وتسمى أيضا "الخجوج" لها جناحان ورأس، على صورة حية، فكشفت لهما عن مكان البيت ...

 

(الخطبة الثانية) تعظيم بيت الله الحرام

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ • فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ آل عمران 96 ، 97.

إخوة الإسلام، إن لمكة أسماء كثيرة، منها "مكة، بكة، البيت الحرام، البيت العتيق، البلد الأمين، أم القرى، القادس، المقدسة، الحاطة، الرأس، البلدة، البنية، الكعبة"، وقيل فى تسميته ببكة، لأنها تبك أعناق الجبابرة، وقيل لأن الناس يتباركون فيها، وقال قتادة : إن الله بك بالبلد الحرام الناس جميعها، فيصلى النساء أمام الرجال، ولا يفعل ذلك ببلد غيرها، ولقد وصفه الله سبحانه وتعالى بالبيت العتيق، لأنه يخفى لطفه ورحمته ...

 

(الخطبة الثالثة) حول الحج

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ آل عمران 97، فالحج فرض على كل مسلم ومسلمة لأنه الركن الخامس فى الإسلام فإذا بلغ المكلف حد الإستطاعة وجب عليه فريضة الحج وإلا سقطت عنه لعدم الاستطاعة ومن حج حجة واحدة فقد أتى بالركن لكونه صلوات ربى وسلامه عليه لم يحج إلا حجة واحدة ألا وهى حجة الوداع، وقد قال (يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا) فقال رجل: أفى كل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال (لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم) وشرط الاستطاعة إمكانية الوصول إلى الأماكن المقدسة فى أمان على نفسه وماله ...

 

(الخطبة الرابعة) الحج والزيارة

... أما بعد

يقول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِى شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ الحج 26، ويقول سيدنا رسول الله (إن الله قد وعد هذا البيت أن يحجه فى كل سنة ستمائة ألف فإن نقصوا أكملهم الله من الملائكة وأن الكعبة تحشر كالعروس المزفوفة وكل من حجها يتعلق بأستارها يسعون حولها حتى تدخل الجنة فيدخلون معها) كما أخرج البيهقى بسند صحيح فى دلائل النبوة عن سيدنا رسول الله أنه قال (أن الحجر الأسعد ياقوتة من يواقيت الجنة ولولا ما مسه من خطايا بنى آدم لأضاء ما بين المشرق والمغرب وما مسه من ذى عاهة ولا سقيم إلا شفى).

وكان حضرة النبى يقبله كثيرا وكان يطوف على الراحلة فيضع المحجن عليه، ثم يقبل طرف المحجن، والمحجن هى العصا المنحنية الرأس ...

 

راجى عفو ربه