فى رحاب سيدى أبى اليزيد البسطامى

أبو يزيد طيفور بن عيسى البِسطامِى، من الأعلام كان جده زردشتيًا وأسلم، اسمه الفارسى بأبا يزيد كما عرف كذلك باسم طيفور، وله أخوان هما آدم وعلى وكلهم زهاد عباد، وأبو يزيد أجلهم حالا ومقاما وهو من أهل بسطام مات سنة 261 هـ، وقيل: سنة 264 هـ، عن 73 سنة.

من أقواله :

·       ما زالت أسوق نفسى إلى الله وهى تبكى، حتى سقتها وهى تضحك.

·       العابد يعبده بالحال والعارف الواصل يعبده فى الحال.

·       أدنى ما يجب على العارف، ان يهب له ما قد ملَّكه.

·       لا يعرف نفسه من صحبته شهوته.

·       ليس العجب من حبى لك وأنا عبد فقير؛ بل إنما العجب من حبك لى وأنت ملك قدير.

·       لم أزل ثلاثين سنة كلما أردت أن أذكر الله أتمضمض وأغسل لسانى إجلالاً لله أن أذكره.

·       إن فى الطاعات من الآفات ما لا يحتاجون إلى أن يطلبوا فى المعاصى.

·       ما دام العبد يظن أن فى الخلق من هو شر منه فهو متكبر.

·       أشد المحجوبين عن الله ثلاثة بثلاثة، أولهم: الزاهد بزهده، والثاني: العابد بعبادته، والثالث: العالم بعلمه.

·   مسكين الزاهد، لو علم أن الله عز وجل سمى الدنيا كلها قليلاً فكم ملك من الدنيا؟ وفى كم زهد مما ملك؟ وأما العابد فلو رأى منه الله عليه فى العبادة عرف عبادته فى المنة، وأما العالم فلو علم أن جميع ما أبدى الله عز وجل من العلم سطر واحد من اللوح المحفوظ فكم علم هذا العالم من ذلك السطر؟ وكم عمل مما علم.

·       ما ذكروه إلا بالغفلة ولا خدموه إلا بالفترة.

·       أكثر الناس إشارة إليه أبعدهم منه.

·   غبت عن الله عز وجل ثلاثين سنة وكانت غيبتى عنه ذكرى إياه، فلما خنست عنه وجدته فى كل حال. فقال له رجل: ما لك لا تسافر؟ قال: لأن صاحبى لا يسافر، وأنا معه مقيم. فقال السائل: إن الماء القائم قد كُره الوضوء منه. فقال أبو يزيد: لم يروا بماء البحر بأساً، هو الطهور ماؤه الحل ميتته. ثم قال: قد ترى الأنهار تجرى لها دوى وخرير حتى إذا دنت من البحر وامتزجت به سكن خريرها وحدتها ولم يحس بها ماء البحر، ولا ظهرت فيه زيادة، ولا إن خرجت منه استبان فيه.

·       قعدت ليلة فى محرابى فمددت رجلى فهتف بى هاتف من يجالس الملوك فينبغى أن يجالسهم بحسن الأدب .

·   طلقت الدنيا ثلاثاً بتاتاً لا رجعة لى فيها، وصرت إلى ربى وحدى فناديته بالاستغاثة: إلهى أدعوك دعاء من لم يبق له غيرك. فلما عرف صدق الدعاء من قلبى، واليأس من نفسى، كان أول ما ورد على من إجابة هذا الدعاء أن أنسانى نفسى بالكلية ونصب الخلائق بين يدى مع إعراضى عنهم.

·       دعوت نفسى إلى الله فأبت على واستعصت، فتركتها ومضيت إلى الله عز وجل.

·   الناس كلهم يهربون من الحساب ويتجافون عنه، وأنا أسأل الله تعالى أن يحاسبنى فقيل له: لم ؟ قال: لعله أن يقول لى فيما بين ذلك: يا عبدى، فأقول: لبيك. فقوله لى: عبدى أعجب إلى من الدنيا وما فيها. ثم بعد ذلك يفعل بى ما يشاء.

·       رأيت رب العزة تبارك وتعالى فى المنام، فقلت: يا بار خدا، كيف الطريق إليك؟ قال: اترك نفسك ثم تعال.

·   سأله رجل فقال: دلنى على عمل أتقرب به إلى ربى عز وجل، فقال أبو اليزيد: أحبب أولياء الله تعالى ليحبوك فإن الله تعالى ينظر إلى قلوب أوليائه فلعله أن ينظر إلى اسمك فى قلب وليه فيغفر لك.

·   وكان يعظ نفسه فيصيح عليها فيقول: يا مأوى كل سوء، المرأة إذا حاضت طهرت بثلاثة أيام أو أكثره بعشرة، أنت يا نفس قاعدة منذ عشرين وثلاثين سنة بعد ما طهرت فمتى تطهرين؟ إن وقوفك بين يدى طاهر ينبغى أن يكون طاهراً.

·       عرج قلبى إلى السماء فطاف ودار ورجع، فقلت: بأى شيئ جئت معك؟ قال: المحبة والرضا.

·   قال أبو موسى الديبلى: قلت لأبى يزيد: من أصحب؟ قال: من إذا مرضت عادك، وإذا أذنبت تاب عليك ومن يعلم منك ما يعلمه الله منك.

ومن أقواله الشهيرة:

خضتُ بحراً محمّدياً وقفت الأنبياء بساحله: يقول سيدى إسماعيل النبهانى فى هذه الكلمة: نعم ينال الوارث المحمدى بمحمد صلى الله عليه وسلم ما لم تنله الأنبياء، وهذه المرتبة أنكرها كثير من العلماء، "خضتُ بحراً محمدياً وقفت الأنبياء بساحله" فأقاموا الدنيا وأقعدوها من الإنكار والنكير عليه، ولم يعرفوا مراده . وأضاف النبهانى فى موطن آخر: أنا أقول: خضت بحرا محمديا بمحمد وقفت الأنبياء بساحله.

قالوا عنه:

وصفه سيدى أبو الحسن الشاذلى بأن له صولة بل كلامه من أقوى ما تقرأ من كلام سادتنا الأولياء وأسرعه تأثيراً.

وممن تعهدهم بالتربية سيدى أبى الحسن الخرقانى ومنهم أيضاً سيدى مصطفى البكرى شيخ الطريقة الخلوتية حيث أعطاه عهد الطريقة النقشبندية كما ذكر سيدى مصطفى البكرى ذلك فى ألفيته فى التصوف.

وقيل أنه دفن فى بسطام، ولكن الولى الحق يكون له أربعون مقاماً فى الأرض.

ونعرف له فى مصر وحدها ثلاثة مقامات يزار فيها جميعاً: الأول فى منطقة منيل الروضة بالقاهر. والثانى ببلدة سديمة وأظنها فى محافظة الغربية أو الدقهلية. والثالث ببلدة الزمرونية، مركز كفر شكر بمحافظة القليوبية.

و قد كُنّى سيدى أبى يزيد البسطامى بكنية سلطان الأولياء.

عبد الحميد بابكر

 

 

 

 

عقيدة أهل السنة والجماعة

لما كانت العقيدة هى أساس الدين, فقد عني علماء المسلمين فى وقت مبكر بتحديد موجهات هذه العقيدة حتى تكون الأمة علي بيّنة من أمرها و تتقى مزالق الشرك والشك والنفاق, وتؤدى ما هو منوط بها من صحة الإيمان والإعتقاد حتى يقوم بناء تدينها علي أساس صحيح. ولما اتبعت الأمة واجتمعت على هذا النهج فى القرون السابقة فقد نجحت فى حفظ الدين الحنيف لنا حتى جاء هذا العصر.

وفى هذا العصر الذي شهد قيام مؤسسات وهيئات تعمل فى مجال الدعوة تدعمها إمكانيات مادية هائلة ويساعدها في الإنتشار وسائل الإنصال الحديثة التى افرزتها العولمة وثورة المعلوماتية التى انطلقت منذ النصف الأخير من القرن الماضى, فقد اختلطت الأوراق واصبحت المعلومة خطأً أم صواباً تطل على المرء من غير استئذان, خاصة وسط الشباب الذى يتطلع إلى العلم والمعرفة.

إن العلم في السابق كان يؤخذ عن المشائخ بالتسلسل والعنعنة شيخاً عن شيخ وأستاذاً عن أستاذ إلى أن يصل بك السند إلي المعلم الأول صلوات الله وسلامه عليه. أما اليوم فالمسألة أقرب إلي ما نسميه سوق "الملجة" حيث يصيح كل صائح ببضاعته, وحيثما ارتفعت العقيرة بالصياح أثّرت فى المتسوق وأخذ ما يعرض عليه والذى ربما يكون فيه ضررٌ له أكثر من النفع.

ولما كان الإجماع أحد أصول الدين الركيزة, فإن الأمة المسلمة قد اجتمعت علي مذهب أهل السنة, شذّت عن ذلك بعض الجماعات المعروفة مثل الشيعة والخوارج ... وغيرهم. ولم يزل بعض الناس أيضا يحاول أن يرتدى عباءة اهل السنة ليخلل نظام عقيدتهم بالجرح والتعديل والشطب والإضافة معتمدين على مراجع محددة تعنيهم ولا يعنيهم غيرها, وسنعرض نحن لقائمة علماء الأمة الذين أُجمع على صلاحهم وشهدت بذلك مجاهدتهم فى البحث والتحقيق، وما قدموه من خلاصة علمية لا يخالف مقتضاها إلا مكابر.

وسنسعى إلى تبيان عقيدة اهل السنة والجماعة, وتعريفها إن شاء الله ...

عبد الحميد بابكر

 

من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية.

أسرة التحرير