بعض فضائل أبى بكر وعمر

عن ابن عمر أن رسول الله قال: (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الاولين والاخرين ما خلا الانبياء والمرسلين). رواه العقيلى وابن عساكر والبزار والضياء عن أنس والبزار والطبرانى فى الاوسط عن أبى سعيد والطبرانى فى الاوسط وابن عساكر عن جابر وابن عساكر

عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده أن رسول الله قال: (أبو بكر وعمر منى بمنزلة السمع والبصر من الرأس)وفى لفظ (أبو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس). رواه ابن عساكر وابن النجار عن ابن عباس والخطيب عن جابر وأبو يعلى والبيهقى والماوردى وأبو نعيم،

وروى الديلمى عن أبى هريرة أن رسول الله قال: (أبو بكر وعمر خير أهل السموات وأهل الارض، وخير من بقى إلى يوم القيامة).

وروى أبو نعيم فى فضائل الصحابة والطبرانى ولفظه عن أبى أمامة أن رسول الله قال: (رأيت البارحة كأنى دخلت الجنة، فخرجت من إحدى أبوابها الثمانية فإذا أنا بأمتى عرضوا على قياما رجلا رجلا، وإذا الميزان منصوب، فوضعت أمتى فى كفة الميزان ووضعت فى الكفة الاخرى فرجحتهم، ثم وضع جميع أمتى فى كفة الميزان ووضع عمر فى الكفة الاخرى فرجح بهم، ثم وضع جميع أمتى فى كفة الميزان ووضع أبو بكر فى الكفة الاخرى فرجح بهم، ثم رفع الميزان) وفى لفظ غيره: (أتيت بكفة ميزان فوضعت فيها، ثم جئ بأمتى فوضعت فى الكفة الاخرى فرجحت بهم ثم رفعت فجئ بأبى، بكر فوضع فى كفة الميزان، فرجح بأمتى ثم رفع أبو بكر وجئ بعمر بن الخطاب فرجح بأمتى، ثم رفع الميزان إلى السماء وأنا أنظر).

وعن عبد الله بن سرح أن رسول الله قال: (اسكن حراء فإنما عليك نبى أو صديق أو شهيد). رواه ابن عساكر ومسلم عن أبى هريرة والامام أحمد وابن عساكر عن عثمان بن عفان، ويعقوب ابن سليمان فى تاريخه - والحسن بن سفيان وابن منده والخطيب

وروى الحكيم عن ابن عمر أن رسول الله قال: (أحشر أنا وأبو بكر وعمر يوم القيامة هكذا، وأخرج السبابة والوسطى، والبنصر ونحن مشرفون على الناس).

وروى ابن عساكر عنه أن رسول الله قال: (أحشر يوم القيامة بين أبى بكر وعمر حتى أقف بين الحرمين فيأتنى أهل المدينة وأهل مكة).

وروى ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف - وفيه الفضل بن جبير الوراق عن داود بن الزبير قال: وهما ضعيفان قال: (إذا كان يوم القيامة، نادى مناد لا يرفعن كتاب قبل أبى بكر وعمر).

وروى الامام أحمد والترمذى، وقال: حسن، وابن ماجة، وأبو يعلى، والضياء عن حذيفة البغوى فى الجعديات وابن عساكر وابن النجار عن أنس، وابن عساكر عن ابن مسعود وعن بكرة والترمذى، وقال: غريب ضعيف، والطبرانى والحاكم وتعقب عن ابن مسعود والرويانى والحاكم والبيهقى عن حذيفة، وابن عدى والطبرانى عن أبى الدرداء أن رسول الله قال: (اقتدوا بالذين من بعدى)، وفى لفظ: (من أصحابى أبو بكر وعمر)، وفى لفظ: (فإنهما حبل الله الممدود ومن تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقى التى لا انفصام لها، واهتدوا بهدى عمار، وما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه)، وفى لفظ: (تمسكوا بعهد ابن مسعود)، وفى لفظ: (ابن أم عبد).

وروى أبو داود الطيالسى، والامام أحمد وعبد بن حميد، وابن ماجه والطحاوى عن جابر قال: قال رسول الله لابى بكر: (متى توتر؟) قال: أول الليل بعد العتمة، قال: (وأنت يا عمر)، قال: آخر الليل، قال: (أما أنت يا أبا بكر، فأخذت بالثقة، وأما أنت يا عمر، فأخذت بالقوة).

وروى الامام أحمد وعبد بن حميد والترمذى وقال: حسن، وابن ماجه وأبو يعلى وابن حبان عن أبى سعيد والطبرانى والبغوى وابن عساكر عن جابر بن سمرة، وابن النجار عن أنس، وابن عساكر عن أبى هريرة : (أن أهل الدرجات العلى يراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الدرى فى أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما).

وروى ابن عساكر عن ابن عمر أن رسول الله قال: (إن أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم، كما ينظر أحد كم إلى الكوكب الدرى الغائر فى أفق من آفاق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما).

وروى أبو إسحاق المولى وابن عساكر عن أبى سعيد أن رسول الله قال: (إن أهل عليين ليشرف أحدهم على الجنة فيضئ وجهه لاهل الجنة كما يضئ القمر ليلة البدر لاهل الدنيا، وإن أبا بكر وعمر منهما وأنعما).
وروى الطبرانى عن ابن مسعود
أن رسول الله قال: (إن لكل نبى خاصة من قومه، وإن خاصتى من أصحابى أبو بكر وعمر).

وللحديث بقية ...

سالم غانم

 

من التابعين

الإمام أبو حنيفة النعمان

ويشرب من صافى المنائح كل من

 

يعظم أهل الله طوعاً بقلبه

جاء الحديث عن علم من الأعلام وسيد من السادة المصطفين الأخيار ومن خواص الخواص من الأمة والمقتدى بهم، ألا وهو الإمام أبو حنيفة النعمان وهو أول الأئمة الأربعة المشهورين حيث تلاه الإمام مالك والإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل:

فالشافعى له علوم تشرق
ولمالك نشرت علومٌ مالها
ولأحمدٍ تعزى العلوم لأنه
وأبو حنيفة سابق فلأجل
فهم الأئمة خصهم رب العلا
 

 

بين الورى وله ثناء يعبق
حدٌ كبحر زاخر يتدفق
يروى الحديث وصدقه متحقق
ذا آثاره وعلومه لا تسبق
بالفضل منهم فشاؤهم لا يلحق
 

فهو: الإمام أبو حنيفة النعمان ابن ثابت ولد بالأنبار (الكوفة – العراق) ويسمى أيضاً بالإمام الكوفى أبو النعمان. ولد سنة 80 هـ ومات سنة 150 هـ، أى عاش 70 عاما، وكانت ولادته فى عصر السادة الصحابة وتفقه فى زمن التابعين حيث أدرك ستةً من الصحابة وهم: أنس بن مالك وعبد الله بن أبى أوفى وعبد الله بن الحرث وعبد الله بن أنيس وواثلة بن الأسقع ومعقل بن يسار وإدراكه جابر بن عبد الله فيه خلاف.

ذكر الخطيب فى تاريخ بغداد أنه أخذ الفقه عن حماد بن سليمان وسمع عطاء بن أبى رباح وأبا اسحق البيعى ومحارب بن دنار والهيثم بن حبيب الصواف ومحمد بن المنكدر ونافع مولى عبد الله بن عمر وهشام بن عروة وسماك بن حرب أجمعين. وفيه قال أبو حنيفة: دخلت على أبى جعفر أمير المؤمنين فقال لى: يا أبا حنيفة، عمن أخذت العلم؟ قلت: عن حماد عن إبراهيم عن عمر بن الخطاب عن على بن أبى طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن العباس، قال: بخٍ بخٍ، استوثقت ما شئت يا أبا حنيفة الطيبين الطاهرين المباركين أجمعين.

وحكى عن الشافعى أنه قال: الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل بن سليمان فى التفسير، وعلى زهير بن أبى سلمى فى الشعر، وعلى أبى حنيفة فى الفقه.

وفى صفته قالوا كان حسن السمة والوجه والثوب والفعل والمواساة لكل من طاف به وكان ربعة من الرجال، لا بالطويل ولا بالقصير، وكان من أحسن الناس منطقاً، شديد الكرم، عارفاً بالله زاهداً خائفاً منه، مريداً لوجه الله تعالى بعلمه.

وكان سيدنا ثابت والد الإمام أبوحنيفة النعمان يقول: أنا فى بركة دعوة صدرت من علىّ فى حقى.

أما كونه عابداً فعن ابن المبارك أنه كان له مروءة وكثرة صلاة وعن حماد بن سليمان أنه كان يحيى الليل كله، وقال ابن يزيد الصمدانى: رأيت أبا حنيفة ختم القرآن فى شهر رمضان ستين ختمة، ختمة بالليل وختمة بالنهار، وروى عنه أنه كان يصلى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة.

للإمام النعمان فضل

 

عظيم حيث للدين أقام

وعن زهده قالوا دعا أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور أبى حنيفة وسفيان الثورى وشُريكا، فدخلوا عليه فقال لسفيان هذا عهدك على قضاء البصرة فلحق بها، وقال لشريك هذا عهدك على قضاء الكوفة فامضِ إليها، وقال لأبى حنيفة هذا عهدك على قضاء مدينتى (بغداد) وما يليها فامض إليها.

وقال لحاجبه: توجه معهم متوكلاً بهم فمن أبى منهم فاضربه مائة سوط.

فأما شُريك فإنه تقلد القضاء، وأما سفيان فإنه هرب إلى اليمن، وأما أبو حنيفة فإنه لم يقبل فضُرب مائة سوط وحُبس إلى أن مات .

وذكر أبو حنيفة عند ابن المبارك فقال: أتذكرون رجلاً عرضت عليه الدنيا بحذافيرها فنفر منها.

وكان الإمام أبو حنيفة طويل الصمت دائم الفكر، قليل المحادثة للناس ومن أوتى الصمت أوتى العلم كله.

وعن أبى حنيفة قال: رأيت فى المنام كأنى نبشت قبر رسول الله فأخرج عظامًا، فهالتنى هذه الرؤيا فدخلت على ابن سيرين فقصصتها له. فقال: إن صدقت رؤياك لتحيين سنة محمد .

أما إنصافه واعترافه: فإنه كان يقول: قولنا هذا رأى وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن منه فهو أولى بالصواب.

وأما تأدبه مع السلف: فرُوى أنه سُئل عن "علقمة والأسود" أيهما كان أفضل؟ فقال: والله ما بلغ قدرى أن أذكرهما إلا بالدعاء والاستغفار، إجلالاً لهما ولا أُفاضل بينهما.

وأما عن كرمه فكان الإمام أبو حنيفة يجمع ما يكتبه من بضائعه فيشترى به كسوة للمشايخ المحدثين وما يحتاجون إليه ويقول: احمدوا الله تعالى فوالله ما أعطيتكم شيئاً من مالى.

جلس إليه رجل عليه ثياب رثة، فلما تفرق الناس عنه أمره بالقعود حتى خلا به فقال له: إرفع هذا المصلى وخذ من تحته ألف درهم اصلح بهم حالك، فقال: أنا موسر وأنا فى نعمة. فقال له: أما بلغك الحديث أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده؟ فينبغى لك أن تغير حالك حتى لا يغتم بك صديقك.

عطاؤه قد كان سَحاً فى الورى

 

وله بذلك على الأنام فخار

وقيل أنه ختم القرآن فى الموضع الذى دفن فيه 6000 مرة، وتوفى ببغداد فى شعبان سنة 150 هـ، وبلغ سبعين سنة وقيل أنه سُقىَ السم فمات ومما أطلقوه عليه الإمام الأعظم ونرى الحى الذى دفن به يسمى بالأعظمية حتى الآن نسبة إليه .

وروى بعد وفاته عن جعفر بن الحسن قال: رأيت أبا حنيفة فى المنام فقلت ما فعل الله بك؟ قال غفر لى.

قسم علماء الأحناف الفقه عندهم إلى ثلاث طبقات: مسائل الأصول – مسائل النوادر وغيرها – مسائل الفتاوى والواقعات، وانتشر مذهبه بـ(الكوفة – الشام – العراق – وما وراء النهرين – والروم) وغيرها واتباعه كثيرون من كل من وفقه الله تعالى بمتابعته ومن تلامذته: أبو يوسف، محمد بن الحسن بن زياد، زُفر.

رضى الله عن إمامنا الجليل الإمام أبى حنيفة النعمان ونفعنا بعلومه ... آمين.

م. المسكيــــن

من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصحابة فى موقع الأحباب

أسرة التحرير