هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر ربيع الأول

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) حقيقة الدين

... أما بعد

لقد احتار الشباب فى أمور دينهم، مَن نتبع؟ هل نتبع الذين يحبون الأولياء؟ أم نتبع الذين يحاربونهم؟ وما الدليل على صدق هؤلاء أو كذب هؤلاء؟ لقد علت الدهشة الوجوه، واحتارت العقول، ولكن يجب علينا أن نتجه إلى كتاب الله وسنة حبيبه المصطفى لنتبين حقيقة الأمر، حتى لا نضل فى ديننا ودنيانا ونخسر آخرتنا، لأن البعض قد قال أن الحقيقة ضائعة، معاذ الله أن تضيع الحقيقة، حاشى وكلا لم ولن تضيع الحقيقية، لأننا إذا قلنا بضياع الحقيقة فمعناه إتهام صريح لسيدنا رسول الله بالتقصير، ذلك لأنه لم يوضح الأمر، فمعاذ الله من هذه الأقوال، ولقد قال الحبيب المحبوب صلوات ربى وسلامه عليه (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)...

 

(الخطبة الثانية) مشروعية الاحتفال بالمولد

... أما بعد

نحن على أبواب أعظم مولد فى تاريخ البشرية، مولد الرحمة المهداة، مولد الحبيب المصطفى وهناك من يقر الاحتفال بالمولد وهناك من ينكر إقامة المواكب وحلق الذكر فتعالوا بنا إلى ميزان العدل السماوى الذى كفتاه كتاب الله وسنة رسوله صلوات ربى وسلامه عليه لنحتكم إليه ولنتبين الحقيقة، فسائر الدول تحتفل على مدار العام بأعياد النصر والاستقلال وخلافه، ولم يتكلم أحد وعندما نتكلم عن الاحتفال بموالد أهل البيت وجدهم خير البشرية بأسرها تقوم القيامة، لماذا هل فهم خاطئ أم عن عمد وضغينة لرسول الله وأهل بيته، إذا كانت ضغينة فعسى الله أن يتوب عليهم وإذا كان فهما خاطئا فوجب تصحيحه...

 

(الخطبة الثالثة) السيرة النبوية (جزء أول)

... أما بعد

من اليوم نبدأ الحديث سويا عن السيرة النبوية العطرة صلوات ربى وسلامه على صاحبها، فقد ولد فجر يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول من عام الفيل، على يد القابلة الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف، وقد ولد صلوات ربى وسلامه عليه رافعا بصره إلى السماء واضعا يديه على الأرض، مكحولا، نظيفا، مقطوع السرة، مختونا.

وفيما يرويه موسى بن عبيدة عن أخيه قال: لما ولد رسول الله فوقع إلى الأرض، وقع على يديه رافعا رأسه إلى السماء، وقبض قبضة من التراب بيده، فبلغ ذلك رجلا من (لهب) فقال لصاحب الخبر: لئن صدق هذا الفأل ليغلبن هذا المولود أهل الأرض...

 

(الخطبة الرابعة) السيرة النبوية (جزء ثان)

... أما بعد

لقد انتهينا فى الجمعة السابقة عند تجديد قريش لبناء الكعبة وكان ذلك قبل بعثة النبى صلوات ربى وسلامه عليه بخمس سنوات، ولما دانت أيام الرسالة تحببت الخلوة إليه فكان يختلى بغار حراء حتى هبط الأمين جبريل بالقرآن العظيم فى شهر رمضان وكان يوم الاثنين على الراجح واختلفوا أهو يوم السابع أم السابع عشر، ثم بدأ الإسلام سرا فى سنواته الأولى ولما تفشى الأمر وأخذت قريش فى تعذيب المسلمين وقتلهم آل ياسر، أمر الحبيب المصطفى بهجرة جمع منهم إلى الحبشة عند النجاشى وكان منهم سيدنا عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية بنت سيدنا رسول الله وتتبعتهم قريش فلم يجدوا لهم أثرا، وهذه هى الهجرة الأولى إلى الحبشة وكانت سنة خمس من النبوة، وبعدها بثلاثة أشهر رجع أغلب من هاجروا مرة أخرى إلى الحبيب المصطفى ...

راجى عفو ربه