الحسد 3

 

استكمالاً لما بدأناه فى العددين السابقين عن موضوع الحسد، نجد من أئمة العارفين المحققين الذين تكلموا عن الحسد وتحذير المرء منه، وبيان شره، كان الإمام القشيرى أوضح لنا فى رسالته بعض الأشياء عنه أيضاً، فقال عن ابن مسعود قال: إن النبى قال (ثلاث هنَّ أصل كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن: إياكم والكبر، فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم، وإياكم والحرص، فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، وإياكم والحسد، فإن ابنى آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسداً) فكانت أول جريمة إنسانية فى حق إنسان كانت بسبب الحسد، فلتنظر يا أخى رحمك الله وعافانا أجمعين من هذا الداء العضال، وذكر الإمام القشيرى أيضاً أن بعض السلف قال: الحاسد جاحد، لأنه لا يرضى بقضاء الواحد.

وقيل فى قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ قيل ما بطن هو الحسد. وفى بعض الكتب: الحاسد عدو نعمتى. وقيل: أثر الحسد يتبين فيك قبل أن يتبين فى عدوك. وقال الأصمعى: رأيت أعرابياً أتى عليه مائة وعشرين سنة، فقلت له: ما أطول عمرك! فقال: تركتُ الحسد فبقيت. وقال ابن المبارك: الحمد لله الذى لم يجعل فى قلب أميرى ما جعله فى قلب حاسدى. وفى بعض الآثار إن فى السماء الخامسة ملكاً يمر به عمل عبد، له ضوء كضوء الشمس، فيقول له الملك: قف فأنا ملك الحسد، اضرب به وجه صاحبه، فإنه حاسد. وقال معاوية: كل إنسان أقدر على أن أرضيه، إلا الحاسد، فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة. ويقال: الحاسد ظالم غشوم، لا يبقى ولا يذر. وقال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد: غم دائم ونفس متتابع. وقيل: من علامات الحاسد أن يتعلق إذا شهد، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة إذا نزلت. وقال معاوية: ليس فى خلال الشر خلّة أعدل من الحسد، تقتل الحاسد قبل المحسود. وقيل: أوحى الله سبحانه، إلى سليمان بن داود : أوصيك بسبعة أشياء: لا تغتابن صالح عبادى، ولا تحسدن أحداً من عبادى. فقال سليمان: يا رب، حسبى.

وقيل رأى موسى، رجلاً عند العرش فغبطه، فقال: ما صفته؟ فقيل: كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله. وقيل: الحاسد إذا رأى نعمة بهت، وإذا رأى عثرة شمت. وقيل أيضاً: إياك أن تتعنى فى مودة من يحسدك، فإنه لا يقبل إحسانك. وقيل: إذا أراد الله تعالى أن يسلط على عبد عدواً لا يرحمه سلط عليه حاسده.

وقال ابن سيرين رحمه الله: ما حسدت أحداً على شىء من أمر الدنيا لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على الدنيا وهى حفيرة فى الجنة، وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إلى النار. وقال أبو الدرداء ما أكثر عبدٌ ذِكْر الموت إلا قل فرحه وقل حسده. وقال بعضهم: الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمةً وذلاً، ولا ينال من الملائكة إلا لعنةً وبغضاً، ولا ينال من الخلق إلا جزعاً وغماً، ولا ينال عند النزع إلا شدةً وهولاً، ولا ينال عند الموقف إلا فضيحةً ونكالاً.

ويدل على تحريم الحسد الأخبار التى نقلناها، وأن هذه الخصلة الكريهة تَسخَطُ لقضاء الله فى تفضيل بعض عباده على بعض، وذلك لا عذر فيه ولا رخصة، وأى معصية تزيد على كراهتك لراحة مسلم من غير أن يكون لك منه مضرة.

وقال الإمام الغزالى عن الحسد: اعلم أن الحسد من نتائج الحقد، والحقد من نتائج الغضب، فهو فرع فرعه، والغضب أصل أصله، ثم إن للحسد من الفروع الذميمة ما لا يكاد يحصى، وقد ورد فى ذم الحسد خاصة أخبار كثيرة، ومن الآثار التى وردت فى ذم الحسد الكثير، وهناك أمثلة كثيرة للحسد وآثاره المدمرة لصاحبه منها:

- عداوة الشيطان لآدم: حيث نشأت عن حسد وتكبر على ما أعطاه الله من الكرامة، وقال: أنا نارىٌّ وهذا طينىٌّ، وكان بدء الذنوب الكبر، استكبر عدوُّ الله أن يسجد لآدم، فأبى وامتنع وقال ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾ الأعراف 7: 12.

- وقد قال نبى الله يعقوب لابنه يوسف : يا بُنى، لا تَحْك لإخوتك هذه الرؤيا، فإنها تثير فى نفوسهم الحسد، فيغريهم الشيطان بتدبير الحيل ضدك، يحتالون للكيد لك ويمكرون بك، إن الشيطان للإنسان عدو ظاهر العداوة.

- ويقول تعالى عن الكفار بصفة عامة وعن كفار قريش بصفة خاصة ﴿وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِىَ رُسُلُ اللهِ، اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ، سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللهِ، وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ﴾ الأنعام 6: 124، يقول الحقّ ﴿وَإِذَا جَاءتْهُمْ﴾ أى هؤلاء المجرمين الأكابر، ﴿آيَةٌ﴾ نزلت على نبى، ﴿قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ﴾ بها ﴿حَتَّى نُؤْتَى﴾ من النبوة ﴿مِثْلَ مَا أُوتِىَ رُسُلُ اللهِ﴾، فنكون أنبياء مثلهم، ولكن ﴿اللهُ أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ الأنعام 6: 124، فَعَلِم أن سيدنا محمداً أهل للرسالة، فخصه بها، وعلم أنهم ليسوا بأهل لها، فحرمهم إياها، فإن النبوة ليست بمجرد النسب والمال، وإنما هى بفضائل نفسانية يَخُصُّ الله بها من يشاء من عباده، بل بمحض الفضل والكرم، فيجتبى لرسالته من علم أنه يصلح لها، وهو أعلم بالمكان الذى فيه يضعها، فانظر يا أخى كيف فعل الحسد بهم حيث منعهم من رؤية نور الحق رغم ما شاهدوه من معجزاته ، فحجب بصرهم وبصيرتهم وعقولهم فلم يروا إلا ظلام أنفسهم فطبع على قلوبهم فلم يسلموا، بل زادهم الحسد عداوة لرسول الله فوقعوا فى أشر الشرور بعداوتهم له، وقال تبارك وتعالى واصفاً هؤلاء الكفار ومن على شاكلتهم ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً﴾ الفرقان 25: 31، ثم ذكر وعيد المنكرين، فقال ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ﴾ أى: ذل وحقارة يوم القيامة، بعد تكبرهم وارتفاعهم فى الدنيا ﴿وَ﴾ يصيبهم ﴿عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾ أى: بسبب مكرهم، أو جزاء مكرهم، كما تدين تدان، وفى قوله تعالى عن المنافقين ﴿فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ البقرة 2: 10، فهؤلاء فى قلوبهم مرض الحسد والغل والحقد والنفاق على أهل الإيمان مع فساد العقيدة، وزادهم الله على مرضهم مرضاً بنصره للحق، إذ كان ذلك مؤذياً لهم بسبب حسدهم وحقدهم وعنادهم، ولهؤلاء عذاب أليم فى الدنيا والآخرة بسبب كذبهم وجحودهم.

أعاذنا الله منهم ومن شرور أفعالهم، وجعلنا من المنتبهين المتيقظين لمثل هذه الأخلاق الذميمة كى نحترس منها ونتجنبها ونوصى من نعرفه باجتنابها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

عبد الستار الفقى
 

 

 

حق الجار

 

يقول الله تعالى فى محكم تنزيله ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ... النساء 4: 36، خيث امر الله عباده بالإحسان إلى الجار كما يحسنون إلى الوالدين و ذى القربى واليتامى والمساكين، وهذا يدل على وجوب احترام حقوق الجار كعلاقة فرضها الله بينهما، وكما اوصانا بها الله أوصانا رسول الله فقال (يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ). مسلم. وقال أبو ذر أيضا: إِن خليلي أوصانى: (إِذا طَبَخْتَ مَرَقا فأكثر ماءه، ثم انظر أقربَ أهل بيت من جيرانك، فأصِبْهُمْ منها بمعروف). مسلم. فهل ترانا إن التزم المجتمع كله بهذه الخصلة الضائعة، هل يبيت أهل بيت جائعين؟

يعتبر هذا الحديث من أساسيات التكافل الاجتماعى فى الإسلام، والذى يمكن أن يكون غائبا عن البعض، بل ويمكن ان تكون حلت محله صفات أخرى مثل حب الذات، مما يحدث فجوة بين طبقات المجتمع، ويحول بين انتشار الألفة والمودة بينهم.

والأمن صفة أخرى يجب أن تتوفر فى الجار، فلابد أن يأمن الجار من إيذاء جاره أو انتهاك حقوقه، حيث قال (والله لا يؤمن, والله لا يؤمن والله لا يؤمن) قالوا: من يا رسول الله؟ قال (من لا يأمن جاره بوائقه). النووى. وفى رواية أخرى (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه). وفى رواية أخرى قيل: يا رسول الله وما البوائق؟ قال (غشمه وظلمه) البخارى ومسلم.

وقال رسول الله (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره). الطبرانى.

عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه ذبح شاة فقال: هل أهديتم منها لجارنا اليهودى ثلاث مرات ثم قال سمعت النبى يقول (ما زال جبريل يوصينى بالجار ظننت أنه سيورثه). المسند والترمذى.

وقد منع الرسول أن يؤذى الجار حتى باللسان حيث قال أبى هريرة قال: قيل للنبى : إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذى جيرانها بلسانها. فقال: (لا خير فيها هى فى النار) قيل: فإن فلانة تصلى المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق بأثوار من إقط ولا تؤذى أحدا بلسانها. قال: (هى فى الجنة). المستدرك على الصحيحين للحاكم وكنز العمال. وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله (يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة ٌلجارتها ولو فرسن شاة). البخارى ومسلم. ومعناه لا تمتنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها لاحتقارها الموجود عندها، بل تجود بما تيسّر وإن كان قليلاً كفرسن شاة، وهو خير من العدم. وفرسن الشاة هو: عظْمٌ صغير قليل اللحم، وهو مكان الحافر للشاة، وهو ما قد يطلق على جمعه "الكوارع".

والحفاظ على حق الجار فى عرضه أولى، وهو ما اشتهر المجتمع بعكسه فالمشهور عندنا أن الشاب يعاكس بنت الجيران، وهذا إيذاء للجار وخرق لأمنه، فضلا للاعتداء على العفة والطهارة، وخاصة وأن ذلك بتعارضه مع حق الجار فقد أصبح ذنبا عظيما. فعن عبد الله بن مسعود قال قلت: يا رسول الله أىُّ الذنب أعظم؟ قال: (أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ). قال: ثم ماذا؟ قال: (أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ). قال: ثم ماذا؟ قال: (أَنْ تُزَانِىَ حَلِيلَةَ جَارِكَ). وفى رواية الذهلى: (أَنْ تَزْنِىَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ). البخارى والبيهقى. وفى رواية الترمذى بزيادة: قال وتلا هذه الآية ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًاالفرقان 25: 68. رواه الترمذى وابن حبان. وفى ذلك ربط للحديث بتحريم الزنى فى هذه الآية فى أسوء صوره.

وفى الصحيحين عن أبى هريرة عن النبى قال (لا يمنعن أحدكم جاره أن يغرز خشبه فى جداره) ثم يقول أبو هريرة : مالى أراكم عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم. ومذهب الإمام أحمد: أن الجار يلزمه أن يمكن جاره من وضع خشبة على جداره إذا احتاج الجار إلى ذلك ولم يضر بجداره لهذا الحديث الصحيح. وظاهر كلامه أنه يجب عليه أن يواسيه من فضل ما عنده بما لا يضر به إذا علم حاجته. قال المروزى: قلت لأبى عبد الله (يقصد الأمام أحمد): إنى لأسمع السائل فى الطريق يقول إنى جائع. فقال: قد يصدق وقد يكذب. قلت: فؤدا كان لى جار أعلم أنه يجوع. قال: تواسيه. قلت: إذا كان قوتى رغيفين. قال: تطعمه شيئا. ثم قال: الذى جاء فى الحديث إنما هو الجار. وقال المروزى: قلت لأبى عبد الله: الأغنياء يجب عليهم المواساة. قال: إذا كان قوم يصنعون شيئا على شيئ كيف لا يجب عليهم؟ قلت: فإذا كان للرجل قميصان أو قلت جبتان يجب عليه المواساة؟ قال: إذا كان يحتاج إلى أن يكون فضلا. وهذا نص منه فى وجوب المواساة من الفضائل، ولم يخصه بالجار، ونصه الأول يقتضى اختصاصه بالجار، وقال فى رواية ابن هانئ فى السؤال: يكذبون أحب إلينا، لو صدقوا ما وسعنا إلا مواساتهم، وهذا يدل على وجوب مواساة الجائع من الجيران وغيرهم. وفى الصحيح عن أبى موسى عن النبى قال (أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العانى) وفى المسند وصحيح الحاكم عن عمر عن النبى قال (أيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ وجائع فقد برئت منهم ذمة الله عز وجل).

ومذهب الإمام أحمد والأمام مالك: أنه يمنع الجار أن يتصرف فى خاص ملكه بما يضر بجاره فيجب عندهما كف الأذى عن الجار بمنع إحداث الانتفاع المضر به ولو كان المنتفع إنما ينتفع بخاص ملكه ويجب عند الإمام أحمد أن يبذل لجاره ما يحتاج إليه ولا ضرر عليه فى بذله وأعلى من هذين أن يصبر على أذى جاره ولا يقابله بالأذى قال الحسن: ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار احتمال الأذى. ويروى من حديث أبى ذر (إن الله يحب الرجل يكون له الجار يؤذيه جواره فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما الموت أو ظعن) خرجه الإمام أحمد. وفى مراسيل أبى عبد الرحمن الحبلى أن رجلا جاء إلى النبى يشكو إليه جاره فقال له النبى (كف أذاك عنه واصبر لأذاه فكفى بالموت مفرقا) خرجه ابن أبى الدنيا.

والمعنى أن الجار الذى يبيت جائعا يكون ذنبه على جاره الذى يبيت شبعان. وأن من كان عنده فضل من مال أو طعام أو متاع فليقدمه لجاره، كذلك من كانت هناك فائدة لجاره عنده من غير ضرر فقد وجب عليه تقديمها، بل إن من كانت له فائدة فيما يملك ولكنها تضر جاره فقد منعت عليه، والأكثر من ذلك فإن من آذاه جاره فقد وجب عليه أن يتحمله ويصبر عليه، ولله در أهلنا القدماء حيث قالوا فى الأمثال "أصبر على جارك السو إما أن يرحل أو تأتيه رحمة ربه"، والجملة فى الختام أن التكافل الذى فرضه الإسلام يعطى الجار حق الرحم، رحمنا الله وإياكم برحمته.

نادية

 

من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصوفية فى موقع الطريقة البرهانية.

أسرة التحرير