هذه خطب ليوم الجمعة مقسمة على أسابيع الأشهر العربية مساهمة فى تتبع أحداث هذه الشهور ودعما للإخوة المكلفين بخطبة الجمعة فى البلاد النائية، وهى تصلح لأن تكون خطبا أسبوعية قائمة بذاتها، كما تصلح أن تكون نواة لتحضير خطبا أكبر، كما يمكن أن تضيف عليها من واقع أحداث البلد الذى أنت فيه.

خطب شهر يوليو

نسخة كاملة للخطب

(الخطبة الأولى) الدين يسر

... أما بعد

 

فيا أحباب رسول الله يقول الله تبارك وتعالى فى محكم التنزيل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ وقال تعالى ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ وقال تعالى ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾. 

كل هذه الآيات تدل على مبدأ واحد وهو اليسر فى الإسلام فى العبادة، ولقد كان الرسول المثل الأعلى فى تطبيق هذا المبدأ وغرسه فى نفوس أصحابه وجاءت توجيهاته إليهم فى هذا المعنى صريحة وواضحة.

روى الإمام أحمد فى مسنده عن أبى هريرة t قال: كنا ننتظر النبى فخرج تقطر رأسه من وضوء أو غسل، فصلى، فلما قضى الصلاة جعل الناس يسألونه فيجيب: لا حرج فى كذا؟ فقال رسول الله (إن دين الله فى يسر) قالها ثلاثاً...

 

(الخطبة الثانية) هجرة الحبشة

... أما بعد

فيقول الحق سبحانه وتعالى ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾.

أخوة الإيمان.. إن الإسلام كانت بدايته كما ستكون نهايته غريباً، وإن صحابة رسول الله قد لاقوا فى سبيل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، أذى كثيراً من الكفار والمشركين، فكانوا يتحملون أشد العذاب، لتمسكهم بدين الله تبارك وتعالى، وكان فى منعة من قومه بسبب عمه أبى طالب، فلما رأى رسول الله ما يصيب أصحابه من البلاء، قال لهم (لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهى أرض صدق، حتى يجعل الله لكم مخرجاً مما أنتم فيه)، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله إلى أرض الحبشة، مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم، فكانت أول هجرة فى الإسلام، فى شهر رجب سنة خمس من البعثة، أى قبل الهجرة إلى المدينة بثمان سنين...

 

(الخطبة الثالثة) نصف شعبان

... أما بعد

يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾.

قيل فى معنى هذه الآية الكريمة أنها ليلة القدر وقيل أيضا ليلة النصف من شعبان، وقد روى أن رجلا أتى سيدنا عبد الله بن عباس وقال له: يقول الحق تبارك وتعالى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ فكيف نزل القرآن فى ليلة القدر وكان ينزل متفرقا على رسول الله ؟ فقال سيدنا عبد الله بن عباس : إن الحق تبارك وتعالى أنزل القرآن من البيت المعمور إلى السماء السابعة فى ليلة القدر، ثم أنزله إلى السماء الدنيا فى ليلة النصف من شعبان، ثم نزل بعد ذلك متفرقا على رسول الله .

وقد ورد عن سيدنا يحيى بن معاذ أنه قال عن اسم شهر شعبان أن شعبان خمسة أحرف يُعطى بكل حرف عطية للمؤمنين، فبالشين الشرف والشفاعة، والعين العزة والكرامة، والباء البر، والألف الألفة، والنون النور، ولذا قيل أن رجب تطهير للجسد وشعبان تطهير للقلب ورمضان تطهير للروح فمن لم يطهر جسده فى رجب لم يتطهر قلبه ولم تتطهر روحه...

 

(الخطبة الرابعة) شهر رمضان

... أما بعد

يقول جل وعلا فى كتابه الكريم ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ لقد سمى شهرا لشهرته وسمى رمضان لأنه يرمض الذنوب أى يمحوها وقوله تعالى ﴿أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ أى أنزل فيه القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة فى ليلة القدر، ثم نزل به الأمين جبريل على حضرة النبى نجوما حسب الحالات.

كما أن صحف سيدنا إبراهيم نزلت فى أول ليلة من رمضان، وألواح التوراة نزلت على سيدنا موسى لست مضين من رمضان، والإنجيل نزل على سيدنا عيسى لثلاث عشرة خلت من رمضان...