كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

من كتب الأعلام:

أعلام النبلاء

 

كتاب سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبى، قال عنه السيوطى أنه من بين أربعة من أئمة المحدثين فى عصره، وقال عنه ابن كثير أنه مؤرخ الإسلام وشيخ المحدثين وخاتمة الحفاظ، وقال عنه السبكى أنه ملجأ فى المعضلات، وقد جاء كتابه فى الحديث عن الصحابة والتابعين ثم النبلاء حتى عام 740 هـ، وبدأ بسيدنا أبى عبيدة بن الجراح.

ولم تتدخل فيه المطبعة إلا ببعض الشرح والتخريج للأحاديث.

رابط كتاب أعلام النبلاء فى موقع التراث

 

 

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوه للكافه، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامه وادمنوا الاخذ من الاصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.

قال : (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن اكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن اصاغرهم هلكوا)، وقال : (ان هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال : (اذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).

ويقول السيد فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبد البرهانى :

ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه     مما رواه أماجد الأعلام

 والمجمع عليه عند الساده العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله  ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنه نبيه عليه افضل الصلاه وازكى السلام, ومنذ بدايه القرن الاول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب واراد فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقه واحداث التاريخ من بدايه الرساله المحمديه مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظه ومسنده بكل امانه وصدق، ومن هؤلاء الساده العلماء الاجلاء ومع سيرته الطيبه كان:

 

الإمام الأعظم: أبو حنيفة النعمان

 

ولد أبو حنيفة النعمان بالكوفة سنة 80هـ من أسرة فارسية، وسمى النعمان تيمنا بأحد ملوك الفرس، من أجل ذلك كبر على المتعصبين العرب أن يبرز فيهم فقيه غير عربى الأصل، حاول بعض محبيه أن يفتعل له نسبا عربيا، ولكنه كان لا يحفل بهذا كله فقد كان يعرف أن الإسلام قد سوى بين الجميع، وأن الرسول احتضن سلمان الفارسى وبلالا الحبشى، وكانا من خيرة الصحابة حتى لقد كان الرسول يقول «سلمان منا أهل البيت» وكان عمر بن الخطاب يقول عن بلال «بلال سيدنا».

ولقد شهد أبو حنيفة فى طفولته فظائع الحجاج والى العراق وبطشه بكل من يعارض الأمويين حتى الفقهاء الأجلاء، فدخل فى نفسه منذ صباه عزوف عن الأمويين واستنكار لاستبدادهم، ورفض للطغيان، ثم إنه ورث عن أبيه وأمه حبا لآل البيت فما كان فى ذلك العصر رجال ينبذون التفرقة بين المسلمين العرب وغير العرب إلا آل البيت.

وقد تمكن حب آل البيت من قلبه عندما تعرف على أئمتهم وتلقى عنهم، وعندما عاين أشكال الاضطهاد التى يكابدونها فى كل نهار وليل، حتى لقد شاهد الإمام الصادق واقفا يستمع إليه وهو يفتى فى المدينة فوقف قائلا «يا ابن رسول الله، لا يرانى الله جالسا وأنت واقف».

وكان أبوه تاجرا كبيرا فعمل معه وهو صبى، وأخذ يختلف الى السوق ويحاور التجار الكبار ليتعلم أصول التجارة وأسرارها، حتى لفت نظر أحد الفقهاء فنصحه أن يختلف الى العلماء فقال أبو حنيفة «إنى قليل الاختلاف إليهم» فقال له الفقيه الكبير «عليك بالنظر فى العلم ومجالسة العلماء فإنى أرى فيك يقظة وفطنة« ومنذ ذلك اليوم وهب الفتى نفسه للعلم، واتصل بالعلماء ولم تنقطع تلك الصلة حتى آخر يوم فى حياته، ولكم عانى وعانى منه الآخرون فى هذا الميدان الجديد الذى استنفر كل مواهبه وذكائه وبراعته.

وانطلق الفتى الأسمر الطويل النحيل بحلة فاخرة، يسبقه عطره، ويدفعه الظمأ إلى المعرفة، يرتاد حلقات العلماء فى مسجد الكوفة، وكان بعضها يتدارس أصول العقائد (علم الكلام)، وبعضها للأحاديث النبوية; وبعضها للفقه وأكثرها للقرآن الكريم، ثم مضى ينشد العلم فى حلقات البصرة، وبهرته حلقة علماء الكلام، لما كان يثور فيها من جدل مستعر يرضى فتونه، ولزم أهل الكلام زمنا ثم عدل عنهم الى الحلقات الأخرى، فقد اكتشف عندما نضج أن السلف كانوا أعلم بأصول العقائد ولم يجادلوا فيها، فلا خير فى هذا الجدل، ومن الخير أن يهتم بالتفقه فى القرآن الكريم والحديث.

وانتهت به رحلاته بين البصرة والكوفة الى العودة الى موطنه بالكوفة، وإلى الاستقرار فى حلقات الفقه، لمواجهة الأقضية الحديثة التى استحدثت فى عصره، ولدراسة طرائق استنباط الأحكام، وكان أبوه قد مات، وترك له بالكوفة متجرا كبيرا للحرير يدر عليه ربحا ضخما، فرأى أبو حنيفة أن يشرك معه تاجرا آخر، ليكون لديه من الوقت ما يكفى لطلب العلم وللتفقه فى الدين ولإعمال الفكر فى استنباط الأحكام.

ودرس على عدة شيوخ فى مسجد الكوفة ثم استقر عند شيخ واحد فلزمه، حتى إذا ما ألم بالشيخ ما جعله يغيب عن الكوفة، نصب أبا حنيفة شيخا على الحلقة حتى يعود، وكانت نفس أبى حنيفة تنازعه أن يستقل هو بحلقة، ولكنه عندما جلس مكان أستاذه سئل فى مسائل لم تعرض له من قبل، فأجاب عليها وكانت ستين مسألة، وعندما عاد شيخه عرض عليه الإجابات، فوافقه على أربعين، وخالفه فى عشرين، فأقسم أبو حنيفة ألا يفارق شيخه حتى يموت.

ومات الشيخ وأبو حنيفة فى الأربعين، فأصبح أبو حنيفة شيخا للحلقة، وكان دارس علماء آخرين فى رحلات الى البصرة وإلى مكة والمدينة خلال الحج والزيارة، وأفاد من علمهم، وبادلهم الرأى، ونشأت بينه وبين بعضهم مودات، كما انفجرت خصومات، ووزع وقته بين التجارة والعلم، وأفادته التجارة فى الفقه، ووضع أصول التعامل التجارى على أساس وطيد من الدين، كان أبو بكر الصديق هو مثله الأعلى فى التجارة: حسن التعامل والتقوى والربح المعقول الذى يدفع شبهة الربا.

جاءته امرأة تبيع له ثوبا من الحرير وطلبت ثمنا له مائة، وعندما فحص الثوب قال لها «هو خير من ذلك» فزادت مائة، ثم زادت حتى طلبت أربعمائة، فقال لها «هو خير من ذلك». فقالت: أتهزأ بى؟ فقال لها «هاتى رجلا يقومه» فجاءت برجل فقومه بخمسمائة.

وأرادت امرأة أخرى أن تشترى منه ثوبا فقال «خذيه بأربعة دراهم» فقالت له «لا تسخر منى وأنا عجوز» فقال لها «إنى اشتريت ثوبين فبعته أحدهما برأس المال إلا أربعة دراهم، فبقى هذا الثوب على أربعة دراهم».

وذهب الى حلقة العلم يوما، وترك شريكه فى المتجر، وأعلمه أن ثوبا معينا من الحرير به عيب خفى، وأن عليه أن يوضح العيب لمن يشتريه، أما الشريك فباع الثوب دون أن يوضح العيب، وظل ابو حنيفة يبحث عن المشترى ليدله على العيب، ويرد إليه بعض الثمن، ولكنه لم يجده، فتصدق بثمن الثوب كله، وانفصل عن شريكه.

بهذا الحرج كان يتعامل فى تجارته مع الناس، وفى فهمه للنصوص، وفى استنباطه للقواعد والأحكام، وعلى الرغم من أنه كان يكسب أرباحا طائلة، فقد كان لا يكنز المال، فهو ينفق أمواله على الفقراء من أصدقائه وتلاميذه، يحتفظ بما يكفيه لنفقة عام ويوزع الباقى على الفقراء والمعسرين، فإذا عرف أن أحدا فى ضيق، أسرع إليه، وألقى إليه بصرة على بابه، ونبهه الى أنه وضع على بابه شيئا، ويسرع قبل أن يفتح صاحب الحاجة الصرة.

وكان على ورعه وتقواه واسع الأفق مع المخطئين، كان له جار يسكر فى الليل ويرفع عقيرته بالغناء:

ليوم كريهة وسداد ثغر   أضاعونى وأى فتى أضاعوا

وكان صوت الجار يفسد الليل على أبى حنيفة، حتى إذا كانت ليلة سكت فيها صوت الجار السكير، فلما أصبح الصباح سأله عنه فعلم أنه فى السجن متهما بالسكر، وركب أبو حنيفة الى الوالى فأطلق سراح السكير، وعندما عادا معا سأله أبو حنيفة «يا فتى هل أضعناك؟» فقال له «بل حفظتنى رعاك الله» وما زال به أبو حنيفة حتى أقلع عن الخمر، وأصبح من رواد حلقات العلم ثم تفقه وصار من فقهاء الكوفة.

وكان أبو حنيفة يدعو أصحابه الى الاهتمام بمظهرهم، وكان إذا قام للصلاة لبس أفخر ثيابه وتعطر، لأنه سيقف بين يدى الله، ورأى مرة أحد جلسائه فى ثياب رثة، فدس فى يده ألف درهم وهمس: أصلح بها حالك. فقال الرجل: لست أحتاج إليها وأنا موسر وإنما هو الزهد فى الدنيا. فقال أبو حنيفة: أما بلغك الحديث: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده؟

وكان شديد التواضع، كثير الصمت، يقتصد فى الكلام، ولا يقول إلا إذا سئل، وإذا اغلظ إليه أحد أثناء الجدال صبر عليه. وإذا دخلت إليه امرأة تستفتيه قام من الحلقة وأسدل دونها سترا، ليحفظها من عيون الرجال، وأجابها عما تسأل، نبع هذا التقدير الكبير للمرأة من حبه العميق لأمه، وحرصه الدائب على أن يرضيها، ثم من فهمه الواعى للإسلام، واتباعه اليقظ للسنة، واجتهاداته الذكية، وقد قاده اجتهاده الى الإفتاء بأن الإسلام يبيح للمرأة حق تولى كل الوظائف العامة بلا استثناء، حتى القضاء.

ولقد كان فى حرصه على إرضاء أمه، يحملها على دابة، ويسير بها الأميال، لتصلى خلف أحد الفقهاء يرى هو نفسه أن أبا حنيفة أفضل منه، لأن الأم كانت تعتقد بفضل ذلك الفقيه، وكانت الأم لا ترضى بفتوى ابنها أحيانا، فتأمره أن يحملها الى أحد الوعاظ، فيقودها اليه عن طيب خاطر، ولقد قال لها الواعظ يوما: «كيف أفتيك ومعك فقيه الكوفة؟» ومع ذلك فقد ظل أبو حنيفة حريصة على إرضائها، لا يرد لها طلبا، حتى إذا عذب فى سبيل رأيه، طلبت منه أمه أن يتفرغ للتجارة وينصرف عن الفقه وقالت له: «ما خير علم يصيبك بهذا الضياع؟». فقال لها «إنهم يريدوننى على الدنيا وأنا أريد الآخرة وإننى أختار عذابهم على عذاب الله» ولكم تحمل أبو حنيفة من عذاب، كان مخالفوه فى الرأى يغرون به السفهاء والمتعصبين والمتهوسين ويدفعونهم الى اتهامه بالكفر، والى التهجم عليه، فيقابلهم بالابتسام.

ولقد ظل أحد هؤلاء السفهاء يشتمه، فلم يتوقف الإمام ليرد عليه، وعندما فرغ من درسه وقام، ظل السفيه يطارده بالسباب، والإمام لا يلتفت إليه، حتى إذا بلغ داره توقف عند باب الدار قائلا للسفيه: (هذه دارى فأتم كلامك حتى لا يبقى عندك شيئ أو يفوتك سباب فأنا أريد أن أدخل دارى).

كان خصوم أبى حنيفة صنفين: بعض الفقهاء ممن وجدوا انصراف الناس عن حلقاتهم الى حلقة أبى حنيفة، وحكام ذلك الزمان.

أما أعداء أبى حنيفة من الفقهاء فقد كان على رأسهم ابن أبى ليلى وتابعه شبرمة، كان أعداؤه فقهاء للدولة فى العصر الأموى، حتى إذا جاء العصر العباسى تحولوا الى الحكام الجدد، واحتالوا عليهم بالنفاق حتى أصبحوا هم أهل الشورى، يزينون للحكام الجدد كل ما زينوه للحكام السابقين من طغيان عدوان وبغى واستغلال وبطش بالمعارضين، واصطنعوا من الآراء الفقهية، وقبلوا من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة ما يسند الطبقة الحاكمة والمستغلين، وما يصرف الناس عنهم من أمور الدنيا، وعن سياسة حياتهم، لينقطع الناس الى التقشف، ويتركوا مستغليهم يستبدون ويعمهون.

وكان أبو حنيفة يحتفظ باستقلاله أمام الحكام فيحترمه الحكام، وهو يلبس أغلى الفراء فى الشتاء، ويتحلى طوال العام بثياب فاخرة، ويتعطر ويتنعم بالطيبات من الرزق، وبزينة الحياة التى أحلها الله لعباده. وكان يقاوم كما قاوم أستاذه وصديقه الإمام جعفر الصادق من قبل؛ بدعة تزيين التقشف والانصراف عن هموم الحياة، وترك الأمر كله لطبقة بعينها تملك وتستغل وتحكم وتستبد.

على أن ميل أبى حنيفة الى الأئمة من آل البيت أوغر عليه صدور الأمويين والعباسيين على السواء، ففى العصر الأموى قالوا «أن تكون كافرا أو مشركا خير من أن تكون علويا»، وفى العصر العباسى توالت المحن على العلويين، وأبو حنيفة يفتى بأن العلويين أصحاب حق، على أنه مال إلى العباسيين أول الامر، وتوسم فيهم الخير، ولكنه إذ وجد الفقهاء الذين نافقوا الأمويين وزينوا لهم العدوان، هم الذين يشيرون على الخلفاءالعباسيين، أصابته خيبة الأمل فيهم، ثم إن العباسيين بطشوا بأبناء عمومتهم العلويين، فساء رأى أبى حنيفة فى العباسيين.

وأبو حنيفة على الرغم من سماحته لا يسكت عن خطأ الفقهاء من الذين جعلوا كل همهم نفاق الحكام وإرضاءهم، كان بعضهم يفتى فى المسجد الى جوار حلقة أبى حنيفة، فإذا أخطأ انبرى له أبو حنيفة يكشف ذلك الخطأ، ويعلن الصواب على الناس، وكان ينتقد أخطاء ابن أبى ليلى نقدا أوغر عليه صدر الرجل، حتى نقد حكما فاحش الخطأ فانفجر غضب ابن ابى ليلى: وذلك أن أمرأة مجنونة قالت لرجل: «يا ابن الزانيين» فأقام عليها ابن أبى ليلى الحد فى المسجد، وجلدها قائمة، وأقام عليها حدين حدا لقذف الأب وحدا لقذف الأم، وبلغ ذلك أبا حنيفة فقال «أخطأ ابن أبى ليلى فى عدة مواضع: أقام الحد فى المسجد ولا تقام الحدود فى المساجد. وضربها قائمة والنساء يضربن قعودا، وضرب لأبيه حدا ولأمه حدا ولو أن رجلا قذف جامعة ما كان عليه غير واحد، فلا يجمع بين حدين، والمجنونة ليس عليها حد، وحد لأبويه وهما غائبان ولم يحضرا فيدعيا» وذهب ابن أبى ليلى الى الخليفة يشكو أبا حنيفة، واتهمه بأنه لا يفتأ يهينه، ويظهره للناس بمظهر الجاهل، وفى ذلك إهانة للخليفة نفسه لأن ابن أبى ليلى إنما ينوب عن الخليفة فى القضاء ويحكم بين الناس، وأصدر الخليفة أمرا بمنع أبى حنيفة من التعليق على أحكام القضاة، وبمنعه من الفتوى، حتى إذا احتاج الخليفة الى رأى فى أمر معقد لا يطمئن فيه الى فتاوى الفقهاء من متملقيه، أرسل يستفتى أبا حنيفة، فامتنع عن الفتوى إلا أن يأذن الخليفة له فى أن يفتى للناس جميعا، فأذن له، وعاد يفتى، وعاد ينتقد الأحكام.

وإلى لقاء مع استكمال حياة الإمام الأعظم...

راوية رمضان