بعض فضائل أبى بكر وعمر 2

وروى ابن عساكر عن أبى ذر أن رسول الله قال: (إن لكل نبى وزيرين ووزيرى وصاحبى أبى بكر وعمر).

وروى الحاكم ولم يصححه وأبو نعيم فى فضائل الصحابة وابن عساكر عن أبى سعيد والحكيم وابن عساكر عن ابن عباس وابن النجار عن جابر أن رسول الله قال: (إن لى وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الارض فأما وزيرى من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيرى من أهل الارض فأبو بكر وعمر).

وروى الديلمى عن أنس أن رسول الله : قال: (إنى لارجو لامتى بحب أبى بكر وعمر، كما أرجو لهم بقول لا إله إلا الله).

وروى أبو نعيم عن جابر أن رسول الله قال: (مثل أبى بكر وعمر مثل نوح وإبراهيم فى الانبياء، أحدهما أشد فى الله من الحجارة وهو مصيب والاخر ألين فى الله من اللبن، وهو مصيب).

وروى الخطيب عن أبى هريرة أن رسول الله قال: (يا على، أتحب هذين الشيخين، يعنى أبا بكر وعمر، أحبهما تدخل الجنة).

وروى ابن النجار عن أنس وابن عساكر والديلمى عن جابر وابن عدى وابن عساكر عن أنس قال: قال رسول الله : (حب أبى بكر وعمر سنة وبغضهما كفر)، وفى لفظ (نفاق)، (وحب الانصار إيمان وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان، وبغضهم كفر، وفى لفظ: من سب أصحابى فعليه لعنة الله، ومن حفظنى فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة).

وورى الديلمى عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : (خلقت أنا وأبو بكر وعمر من طينة واحدة).

وروى ابن عساكر عن على، وقال: المحفوظ أنه موقوف إن رسول الله قال: (خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر).

وروى أيضا عن على والزبير معا، والحاكم فى تاريخه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله : (خير أمتى بعدى أبو بكر وعمر).

وروى الطبرانى عن ابن مسعود أن رسول الله قال: (صالح المؤمنين أبو بكر وعمر).

 

 

وروى الترمذى وابن عساكر عن ابن عباس والترمذى وقال: حسن غريب عن أبى سعيد قال: قال رسول الله : (لكل نبى خاصة من أصحابه، وإن خاصتى من أصحابى أبو بكر وعمر).

وروى ابن عساكر عن ابن عباس والترمذى وقال: حسن غريب عن أبى سعيد أن رسول الله قال: (إن لكل نبى -وفى لفظ ما من نبى- إلا وله وزيران من أهل السماء وأهل الارض، فوزيرى -وفى لفظ: ووزيران من أهل الارض، فأما وزيرى- من أهل السماء فجبريل وميكائيل، ووزيرى -وفى لفظ: " أما وزيرى- من أهل الارض فأبو بكر وعمر).

وروى ابن عساكر عن ابن عباس وأنس وأبى سعيد قال: قال رسول الله : (وزيرى من أهل السماء جبريل وميكائيل، ووزيرى من أهل الارض أبو بكر وعمر).

وروى أبو الحسن الصيقلى فى ’أماليه‘ والخطيب وابن عساكر عن جابر قال: قال رسول الله : (لا يحب أبا بكر وعمر إلا مؤمن، ولا يبغضهما إلا منافق).

وروى عن أبى مجلز قال: قال: على : ما مات رسول الله حتى عرفنا أن أفضلنا بعد رسول الله أبو بكر، وما مات أبو بكر حتى عرفنا أن أفضلنا بعد أبى بكر عمر.

 

وللحديث بقية ...

سالم غانم

 

من المنظرين

الخضر

  نبي الله الخضر عليه السلام اسمه ايليا ابن بلكان، وكنيته ابو العباس،  واختلفوا فى اسم ابيه فقيل: ملكان وقيل عابيل، وقيل: قابيل. قال الحافظ ابن حجر فى فتح البارى والاول اشهر، ولقبه الخضر، بفتح الخاء وكسر الضاد، و يجوز إسكان الضاد مع فتح الخاء وكسرها فى نظائره، واختلفوا فى سبب تلقيبه بذلك، فقال الاكثرون: لاُنه جلس على فروة بيضاء فإذا هى تهتز من خلفه خضراء، وهذا هو الصحيح؛ لانه الموافق للحديث الصحيح الذى اخرجه البخارى عن ابى هريرة عن النبى انه قال: ( إنما سمى الخضر لانه جلس على قروة بيضاء فإذا هى تهتز من خلفه خضراء) قال الحافظ ابن الحجر فى ’فتح البارى‘: وقد زاد عبد الرازق فى مصنفه بعد ان اخرجه بهذا الإسناد: القروة الحشيش الابيض وما اشبه، وقال عبد الله بن احمد بن حنبل بعد ان رواه عن ابيه عنه: اظن هذا تفسيراً من عبد الرازق. انتهى كلامه، وجزم به القاضى عياض، وقال الحوفى: القروة من الارض قطعة يابسة من حشيش، وهذا موافق لقول عبد الرازق، وعن ابن الاعرابى: القروة ارض بيضاء ليس فيها نبات.

   قال الامام النووى فى ’تهذيب الاسماء و اللغات‘: إختلفوا فى حياة الخضر ونبوتة فقال: الاكثرون من العلماء: انه حى موجود بين اظهارنا، وذلك متفق عليه عند الصوفية، واهل الصلاح والمعرفة، وحكايتة فى رؤيتة والاجتماع بة، والاخذ عنة، وسؤالة وجوابة، ووجوده فى المواضع الشريفة ومواطن الخير اكثر من ان تحصر، واشهر من ان تذكر. وذكر ابو إسحاق الثعلبى المفسر إختلافاً فى ان الخضر كان فى زمن إبراهيم ام بعده بقليل ام بعده بكثير ثم قال: والخضر نبى معمر على جميع الاقوال، محجوب عن الابصار – اى ابصار اكثر الناس – قال: و قيل: انه لا يموت إلا فى آخر الزمان حين يرفع القرآن. إنتهى كلامه.

   قال الحافظ إبن حجر فى ’الاصابة‘: و روى الدارقطانى عن إبن عباس قال: ينسا الخضر فى اجله حتى يكذب الدجال، و قال فيها: يروى عن الحسن البصرى قال: وكُل إلياس بالفيافى، ووكُل الخضر بالبحور، وقد اعطيا الخلد فى الدنيا الى الصيحة الاولى، وانهما يجتمعان فى موسم الحج كل عام.

   وسئل الحافظ السيوطى عن إلياس والخضر وإدريس هل هم احياء إلى هذا الحين ام لا ؟ فأجاب ان الثلاثة احياء. اخرج إبن حاتم فى تفسيره عن مجاهد فى قوله تعالى: ﴿ورفعناه مكاناً علياً﴾ قال: رفع إدريس كما رفع عيسى ولم يمت. وقال بعض العلماء: اربعة انبياء احياء إثنان فى السماء إدريس وعيسى وإثنان فى الارض إلياس والخضر. روى ابن عدى فى الكامل عن ابن عباس مرفوعاً : (أن إلياس والخضر يلتقيان كل عام بالموسم فيلحق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله ما شاء الله، لا يسوق الخير إلا الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله، ما شاءا لله لا حول ولا قوة إلا بالله).

واختلفوا فى زمانه، و الصحيح انه كان فى زمن الاسكندر بن فيلقوس اليونانى الملقب بذى القرنين الاكبر، وكان الاسكندر هذا على عهد إبراهيم .

اختلف الناس فى الخضر عليه السلام هل هو نبى او ولى؟

حكى ابن عطية، والبغوى عن أكثر أهل العلم انه نبى، وجزم به الحوفى والثعلبى وابو عمرو بن الصلاح، وقال بعضهم: أنه ولى، وجزم به القشيرى فى رسالته، وإليه مال البعض، لكن غالب أخباره مع موسى يدل على تصحيح قول من قال انه نبى. قال العلامه العينى فى ’عمدة القارى‘: والصحيح انه نبى، وجزم به جماعه، وقال الثعلبى: هو نبى معمر على جميع الأقوال محجوب عن الأبصار.

وقال لإمام القرطبى: هو نبى عند الجمهور، والأية تشهد بذلك لأن النبى لا يتعلم ممن دونه، ولأن الحكم بالباطن لا يطلع عليه إلا الأنبياء عليهم السلام. وقال الإمام أبو حيان النحوى فى تفسيره: والجمهور على أنه نبى، وكان علمه بواطن أوحيت إليه، وعلم موسى بالظاهر. ومن حديث رواه الإمام البخارى والإمام مسلم فى صحيحيهما من رواية أبى بن كعب قصته: أن سيدنا موسى قام خطيبا قائلا: ليس فى الناس أعلم منى فرد عليه الله تعالى بقوله: (بل عبدنا الخضر أى هو أعلم منك). والمراد بكون النبى أعلم أهل زمانه أى: ممن أرسل إليه، ولم يكن موسى مرسلا إلى الخضر، فلا نقص به إن كان الخضر أعلم منه إن قلنا إنه نبى مرسل، أو أعلم منه فى امر إن قلنا: أنه نبى أو ولى، وتنحل بهذا التقرير إشكالات كثيرة، ومن أوضح ما يستدل به على نبوة الخضر قوله: ﴿ وما فعلته عن أمرى ﴾. وقد قال الثعلبى: هو نبى فى سائر الأقوال، وقال الحافظ السيوطى فى ’الدر المنثور‘: أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله تعالى: ﴿ آتيناه رحمة من عندنا﴾ قال: أعطيناه الهدى والنبوة. ونقول ومثل هذا لا يقال من قبل الرأى فله حكم الرفع.

وكان الخضر على مقدمة جيش الاسكندر الاول الملقب بذى القرنين المذكور فى التنزيل بمنزلة المشاور الذى هو من الملك بمنزة الوزير ،واما الاسكندر الثانى الملقب بذى القرنين الاصغر فقد كان متاُخراً بدهر طويل باُكثر من الفى سنة، وكان قبل عيسى بنحو ثلثمائة سنة، و كان وزيره ارسطو الفيلسوف.

وقال الإمام اليافعى ونفعنا به فى ’روض الرياحين‘: الصحيح عند جمهور العلماء أن الخضر الأن حى، وبهذا قطع الأولياء ورجحه الفقهاء والأصوليون وأكثر المحدثين، وسأل جماعة من الفقهاء الإمام عز الدين بن عبد السلام قالوا له: ما تقول فى الخضر احى هو؟ قال: ما تقولون لو أخبركم ابن ابن دقيق العيد أنه رآه بعينه أكنتم تصدقونه أم تكذبونه؟ فقالوا: لا بل نصدقه فقال: والله قد أخبر سبعون صديقاً أنهم رأوه بأعينهم كل واحد منهم أفضل من ابن دقيق العيد.

أخرج ابن عساكر فى ترجمة ذى القرنين من طريق خيثمة بن سليمان عن جعفر الصادق عن أبيه أن ذا القرنين كان له صديق من الملائكة فطلب منه أن يدله على شئ يطول عمره فدله على عين الحياة، وهى داخل الظلمة، فسار إليها والخضر على مقدمته فظفر بها، ولم يظفر بها ذو القرنين.

وقال الإمام السهيلى فى كتاب ’التعريف والإعلام‘ إن الخضر وجد عين الحياة فشرب منها فهو حى إلى أن يخرج الدجال، فإنه الذى يقتله الدجال ثم يحييه، وقد وقع ذكر عين الحياة فى صحيح البخارى وجامع الترمذى، فدل على أن لها أصلا إذ لو لم يكن لها أصل لما ذكرت، سيما البخارى فإنه التزم الصحة فى كتابه وقبل ذلك منه.

و أخرج البيهقى عن كامل بن طلحة عن عباد بن عبد الصمد عن أنس قال : لما قبض رسول الله أحدق به أصحابه فبكوا حوله واجتمعوا, فدخل رجل أشهب اللحية بسيم صبيح, فتخطى رقابهم فبكى ثم التفت إلى أصحاب رسول الله فقال: إن فى الله عزاء كل مصبية, وعوضا من كل فائت, وخلفا من كل هالك, فإلى الله فأنيبوا, وإليه فارغبوا, فإن المصاب من لم يجز بالثواب, و انصرف, فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟ فقال أبو بكر وعلى: نعم هو أخو رسول الله الخضر. قلت: دل هذا الحديث على انهما كانا جازمين ببقائه إلى زمن النبى وحياته بعده, وذلك لا يكون إلا بسماع من النبى .

و أخرج البيهقى عن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: ألا أحدثكم عن رسول الله قالوا: بلى قال: لما توفى رسول الله وجاءت التعزيه سمعوا صوتا من ناحية البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته, إن فى الله عزاء كل مصيبة, و خلفا من هالك, و دركا من كل فائت, فبالله فثقوا, وإياه فارجوا, فإن المصاب من حرم الثواب. فقال على: أتدرون من هذا؟ هذا الخضر.

وأخرج ابن أبى الدنيا عن محمد بن يحيى عن على بن أبى طالب و قال: بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل متعلق بالأستار، وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يغلطه السائلون، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين. أذقنى برد عفوك، وحلاوة رحمتك، قال: قلت: أعد لى هذا عافاك الله لعلى أعتمده، قال: نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفر الله لك أسرع من طرفة عين.

د. أحمد بسيونى

من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع صفحات الصحابة فى موقع الأحباب

أسرة التحرير