كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

كتابين من مجموعة كتب السيرة فى قسم علوم الصوفية:

وفاء الوفا

كتاب ’وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ‘، للإمام على بن عبد الله بن أحمد الحسنى السمهودى، 844-922 هـ، الإمام السمهودى من صعيد مصر، ويعتبر من أعظم مؤرخى طيبة الطيبة، وقد انتقل إلى المدينة فاستوطنها وأقام فيها واتصل بعلمائها، وقويت صلته بحكام مصر وخاصة قايباى فاستطاع بواسطته أن يقوم بأشياء كثيرة فى المدينة، والكتاب فى التعرف على مدينة المصطفى وتاريخها قديما وحديثا حتى أوخر القرن التاسع الهجرى، وذكر ما ورد فيها من الأحاديث مثل قوله : (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها)، مع استعراص بعض الغزوات التى وقعت فيها والشهداء الذين سقطوا على أرضها، وما يتعلق بأرضها وآبارها وغرسها وأوديتها وجبالها، فكان بذلك مرجعا عظيما لما يتعلق بدار المصطفى ، والمؤلف له كتاب آخر فى المدينة أيضا وهو ’خلاصة الوفا‘، وهو مختصر من ‘وفاء الوفا’ فى نحو نصفه وبين هذين الكتابين خلاصة ما كتبه المتقدمون فى تاريخ المدينة.

وقام المحقق الأول بتحقيق أصل الكتاب وتفصيله وضبط غرائبه والتعليق عليه بإيجاز أو بيان موضع أصبح فى ذمة التاريخ. وقام المحقق الثانى بمراجعة الكتاب على الخبراء فى الأماكن فصوبوا أسماء الأماكن على النسخ السابقة بالأسماء الحالية وأضاف ملحقا مختصرا عن بناء وتوسعة المسجد النبوى.

رابط كتاب وفاء الوفا فى موقع التراث   

 

رابط كتاب خلاصة الوفا فى موقع التراث

 

 

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

مختارات من قراءات الإخوة:

من أسماء الله (الودود)

 هو الذي يحب الخير لجميع الخلق فيحسن إليهم ويثني عليهم وهو قريب من معنى الرحيم لكن الرحمة إضافة إلى مرحوم والمرحوم هو المحتاج والمضطر وأفعال الرحيم تستدعي مرحوما ضعيفا وأفعال الودود لا تستدعي ذلك بل الإنعام على سبيل الابتداء من نتائج الود وكما أن معنى رحمته سبحانه وتعالى إرادته الخير للمرحوم وكفايته له وهو منزه عن رقة الرحمة فكذلك وده إرادته الكرامة والنعمة وإحسانه وإنعامه وهو منزه عن ميل المودة والرحمة لكن المودة والرحمة لا تراد في حق المرحوم والمودود إلا لثمرتهما وفائدتهما لا للرقة والميل فالفائدة هي لباب الرحمة والمودة وروحهما وذلك هو المتصور في حق الله سبحانه وتعالى دون ما هو مقارن لهما وغير مشروط في الإفادة تنبيه الودود من عباد الله من يريد لخلق الله كل ما يريده لنفسه وأعلى من ذلك من يؤثرهم على نفسه كمن قال منهم أريد أن أكون جسرا على النار يعبر علي الخلق ولا يتأذون بها وكمال ذلك أن لا يمنعه عن الإيثار والإحسان الغضب والحقد وما ناله من الأذى كما قال رسول الله حيث كسرت رباعيته وأدمي وجهه وضرب اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون فلم يمنعه سوء صنيعهم عن إرادته الخير لهم وكما أمر عليا رضي الله عنه حيث قال إن أردت أن تسبق المقربين فصل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك.

 

من كتاب المقصد الأسنى للإمام أبو حامد الغزالى

سامر الليل

الأوراد

أعلم أن الناظرين بنور البصيرة علموا أنه لا نجاة إلا فى لقاء الله تعالى وأنه لا سبيل إلا  اللقاء بأن يموت العبد محباً لله تعالى وعارفاً بالله سبحانه. وأن المحبة والأنس لا تحصل إلا من دوام ذكر المحبوب والمواظبة عليه. وأن المعرفة به لا تحصل إلا بدوام الفكر فيه وفى صفاته وأفعاله. ولن يتيسر دوام الذكر والفكر إلا بوداع الدنيا وشهواتها وكل ذلك لايتم إلا باستغرق أوقات الليل والنهار فى وظائف الأذكار والأفكار. والنفس لما جبلت عليه من السآمة والملال لا تصبر على فن واحد من الأسباب المعينة على الذكر والفكر، فمن ضرورة اللطف بها أن تروح بالتنقل من فن إلى فن. فقد قال الله تعالى لأقرب عباده إليه وأرفعهم درجة لديه: ﴿إن لك فى النهار سبحاً طويلاً﴾، وأذكر أسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً " وقال تعالى : " وأذكر ربك بكرة وأصيلا ، ومن الليل فاسجد له و﴿سبحه ليلاً طويلاً﴾ وقال تعالى: ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب﴾ وقال تعالى: ﴿ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى﴾. وقال تعالى: ﴿كانوا قليلً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون﴾.

أعلم أن المريد لحرث الآخرة السالك لطريقها لا يخلو عن ستة أحوال فإنه : إما عابد وإما عالم وإما متعلم وإما وال وإما محترف وإما موحد مستغرق بالواحد الصمد عن غيره.

الأول: العابد وهو المتجرد للعبادة الذى لا شغل له غيره أصلاً، فقد كان فى الصحابة من ورده فى اليوم أثنا عشر ألف تسبيحة، وكان فيهم من ورده ثلاثون ألفاً وكان فيهم من ورده ثلاثمائة ركعة إلى ألف ركعة وأقل ما نقل من أورادهم من الصلاة مائة ركعة فى اليوم والليلة. ومقصود الأوراد تزكية القلب وتطهيره وتحليته بذكر الله تعالى وإيناسه به فإذا أحس لها بوقع قلبه فليواظب على تكرارها ما دام يجد لها وقعاً. وقد روى عن إبراهيم بن أدهم عن بعض الأبدال أنه قام ذات ليلة يصلى على شاطئ البحر فسمع صوتاً عالياً بالتسبيح ولم ير أحداً فقال: من أنت أسمع صوتك ولاأرى شخصك ؟ فقال: أنا ملك من الملائكة موكل بهذا البر أسبح الله تعالى بهذا التسبيح منذ خلقت. قلت: فما أسمك؟ قال: مهلهيائيل. قلت فما ثواب من قاله؟ قال: من قاله مائة مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له.

الثانى: العالم الذى ينفع الناس بعلمه فى فتوى أو تدريس أو تصنيف فترتيبه الأوراد يخالف ترتيب العابد، والأولى بالعالم أن يقسم أوقاته، فإن أستغراق الأوقات فى ترتيب العلم لا يحتمله الطبع. فينبغى أن يخصص ما بعد الصبح إلى طلوع الشمس بالأذكار والأوراد، وبعد الطلوع إلى ضحوة النهار فى الإفادة والتعليم. فإنه يحتاج إلى المطالعة للكتب وإلى التصنيف والإفادة فهو أفضل ما يشتغل به بعد المكتوبات ورواتبها. وكيف لا يكون ذلك وفى العلم المواظبة على ذكر الله تعالى؟

وإنما نعنى بالعلم المقدم على العبادة العلم الذى يرغب الناس فى الآخرة ويزهدهم فى الدنيا.

 الثالث: المتعلم: والأشتغال بالتعلم أفضل من الأشتغال بالأذكار والنوافل، فحكمه حكم العالم فى ترتيب الأوراد، فحضوره مجالس الذكر والوعظ والعلم أفضل من أشتغاله بالأوراد. ففى حديث أبى ذر ر: "أن حضور مجلس ذكر أفضل من صلاة ألف ركعة وشهود ألف جنازة وعيادة ألف مريض" .وقال عمر بن الخطاب ر: "إن الرجل ليخرج من منزله وعليه من الذنوب مثل جبل تهامة، فإذا سمع العالم خاف وأسترجع عن ذنوبه وانصرف إلى منزله وليس عليه ذنب، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله عزوجل لم يخلق على وجه الأرض تربة أكرم من مجالس العلماء. وقال رجل للحسن رحمه الله أشكو إليك قساوة قلبى فقال: أدنه من مجالس الذكر.

الرابع: المحترف الذى يحتاج إلى الكسب لعياله فليس له أن يضيع العيال ويستغرق الأوقات فى العبادات بل ورده فى وقت الصناعة حضور السوق والأشتغال بالكسب ولكن ينبغى أن لا ينسى ذكر الله تعالى فى صناعته، بل يواظب على التسبيحات وقراءة القرآن، فأن ذلك يمكن أن يجمع إلى العمل، ثم مهما فرغ من كفايته ينبغى أن يعود إلى ترتيب الأوراد.

الخامس: الوالى مثل الإمام والقاضى والمتولى أمور المسلمين فقيامه بحاجات المسلمين وأغراضهم على وفق الشرع وقصد الأخلاص أفضل، فحقه أن يشتغل بحقوق الناس نهاراً ويقتصر على المكتوبة ويقيم الأوراد المذكورة بالليل، كما كان عمر يفعله إذ قال: ما لى وللنوم فلو نمت بالنهار ضيعت المسلمين ولو نمت بالليل ضيعت نفسى.

السادس: الموحد المستغرق بالواحد الصمد الذى أصبح وهمومه واحد فلا يحب إلا الله تعالى ولا يخاف إلا منه ولا يتوقع الرزق من غيره ولا ينظر فى شئ إلا ويرى الله تعالى فيه. فمن أرتفعت رتبته إلى هذه الدرجة لم يفقتر إلى تنويع الأوراد وأختلافها، بل كان ورده بعد المكتوبات واحد وهو حضور القلب مع الله تعالى فى كل حال، وهم الذين فروا إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى: ﴿ففروا إلى الله﴾ وتحقق فيهم قوله تعالى: ﴿وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته﴾. وإليه الأشارة بقوله: ﴿إنى ذاهب إلى ربى سيهدين﴾ وهذه منتهى درجات الصديقين ولا وصول إليها إلا بعد ترتيب الأوراد والمواظبة عليها دهراً طويلاً فيتعين على الكافة ترتيب الأوراد وجميع ما ذكرناه طرق إلى الله، قال تعالى: ﴿قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن أهدى سبيلاً﴾ قال رسول الله : (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل). وسئلت السيدة عائشة عن عمل رسول الله ؟ فقالت: كان عمله ديمة وكان إذا عمل عملا ً أثبته.  ولذلك قال : (من عوده الله عبادة فتركها ملالة مقته الله).

من كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالى

المحبة فى الله