كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

كتابين من إصحاحات الحديث الستة:

البيضاوى

كتاب أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوى للعلامة ناصر الدين أبى الخير عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازى الشافعى البيضاوى، المتوفى 685 هـ، ويعتبر من أهم كتب التفسير بالرأى وهو كتاب حليل دقيق جمع بين التفسير والتأويل وقرر الأدلة على أصول السنة، وقد أختصره المؤلف من ’كشاف‘ الزمخشرى محمود بن عمر أبى القاسم، المتوفى 538 هـ، مع ترك ما فيه من اعتزالات، وكذلك استمده من ’مفاتيح الغيب‘ للفخر الرازى محمد بن عمر بن حسين الشافعى الطبرستانى، المتوفى 606 هـ، وتأثر به عند عرضه للآيات الكونية ومباحث الطبيعة، ومن تفسير (تحقيق البيان فى تأويل القرآن) للراغب الأصبهانى الحسين بن محمد بن المفضل أبى القاسم، المتوفى 502 هـ، والبيضاوى مقل جدا من الروايات الإسرائيلية ولكنه يذكر فى نهاية كل سورة حديثا فى فضلها مأخوذ من الكشاف وهى موضوعة باتفاق أهل الحديث، وقد علق عليه كثير من العلماء ووضعوا له الحواشى، ومن أهمها حاشية الشهاب الخفاجى المصرى، وقد قال السيوطى فى صاحب الكتاب أنه كان إماما علامة عارفا بالفقه والعربية والمنطق نظارا صالحا متعبدا شافعيا، وله مصنفات كثير غير التفسير.

المقدم قدم للكتاب وترجم للمؤلف ولم يتعرض لهما بعد ذلك.

رابط كتاب البيضاوى فى موقع التراث

القرطبى

الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآى الفرقان، للإمام أبى محمد بن أحمد بن أبى بكر القرطبى، المتوفى 671هـ، وهو إمام متفنن ومتبحر فى العلم وله تصانيف تدل على كثرة إطلاعه ووفور فضله، وكان عابدا زاهدا عامر الأوقات غواص فى المعانى، وجمع فى مصنفه من أحكام القرآن الحظ الأوفر، كما بسط المعانى واحتوى الإعراب والشواهد اللغوية والنحوية و الشعرية والرد على أهل البدع والأهواء، ودل على إلمام فى كل هذه الفنون، كما جمع فيه مما ورد فى جمعه وترتيب سوره وآياته، وشكله ونقطه وحزيه، وتحدث فى تفسيره عن فضل السور وأسباب النزول والتفسير بالآثار ومعانى اللغة ثم الأحكام الفقهية وألفاظ الآيات واشتقاقاتها وإعرابها وأقوال الأئمة فيها وأوجه القراءات وما غير ذلك، وقد جمع المصنف من مصادر معروفة ومتداولة وكذلك أُخر غير معروفة لشدة إطلاعه.

ومحقق الكتاب لم يتعرض له بتغيير وإنما اجتهد فى الحصول على النصوص من مصادرها، وقد علق فى بعض المواضع بتضعيف وإسرائيلية وهذا رأيه ولم يدلل عليه، وفى هذه الحالة يكون رأى الإمام هو الأصوب.

رابط كتاب القرطبى فى موقع التراث

 

أسرة التحرير

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

 

 

مختارات من القراءة

من كتاب الفتوحات الإلهية لسيدى أحمد بن محمد بن عجيبة الحسنى:

الرضى عن النفس والدنيا

الصمت: وفيه سبعة آلاف حكمة جمعت فى سبعة:

عبادة من غير تعب, حصن من غير حائط, هيبة من غير سلطان, راحة الكرام الكاتبين, ستر للجاهل , زين للعالم , قلة للإعتذار.

ومن خواصه: أيضا أنه يلقح الفكرة ويجلب الحكمة إذا كان مع الفكرة.

قال أحمد بن عامر رضى الله عنه: أعداؤك أربعة:

· الشيطان: وسلاحه الشبع, وسجنه الجوع        · الهـوى: وسلاحه الكلام، وسجنه الصمت

· الدنيـا: وسلاحها لقاء الخلق, وسجنها الخلوة   · النفس: وسلاحها النوم, وسجنها السهر

وقال الشيخ أورق : أصول الأخلاق المذمومة ثلاثة:

· الرضى عن النفس  · خوف الخلق  · هم الرزق

فيتولد من الأول: الشهوة والغفلة والمعصية. ومن الثانية: الغضب والحقد والحسد. ومن الثالثة: الحرص والطمع والبخل

ثم قال إلتزام أصل واحد ينفى جميعها وهو عدم الرضى عن النفس فى جميع الأحوال والحذر منها فى كل الأوقات.

وقيل فى الحكم: أصل كل معصية وشهوة وغفلة الرضى عن النفس وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضى منك عنها.

ولأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه.

وقد ذكر أن أخلاق النفس كثيرة حتى قال بعض الصالحين: (للنفس من النقائص مالله من الكمالات).

وقد ذكر السهيلى نبذة صالحة عن أخلاق النفس ومنها الكبر والعجب والفخر والخيلاء والغل والغش والبغض والحرص والأمل والحقد والحسد والضجر والجزع والهلع والطمع والجمع والمنع والجبن والجهل والكسل والبذاء والجفاء وإتباع الهوى والازدراء والاستهزاء والتمنى والترفع والحدة والسفه والطيش والمراء والتحكم  والظلم والعداوة والمنازعة والمعاندة والمخالفة والمغالبة والمزاحمة والغيبة والبهتان والكذب والنميمة والتهويس وسوء الظن والمهاجرة واللؤم والوقاحة والغدر والخيانة والفجور والشماته إلى غير ذلك مما يكثر تعداده.

وقال سيدى عبد السلام بن بشيش : (من دلك على العمل فقد أتعبك ومن دلك على الدنيا فقد غشك ومن دلك على الله فقد نصحك).

قال بعض الحكماء: من غلب عقله على شهوته كان كالملائكة أو أفضل ومن غلبت شهوته على عقله كان كالبهائم أو أضل.

وقال بعض الصالحين (ذرة من أعمال القلوب أفضل من أمثال الجبال من عمل الجوارح).

وقيل أيضا (أخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبا ومن حضرته قريبا).

قال سهل (للعقل ألف اسم ولكل اسم ألف اسم وأول اسم منه ترك الدنيا).

ويؤيد هذا قوله فى بعض مواعظه (إن من علامات العقل التجافى عن دار الغرور والإنابة لدار الخلود والتزود لسكنى القبور والتأهب ليوم النشور). وفى لفظ آخر رواه مسلم وابن أبى الدنيا فى (قصر الأمل).

وقال بعضهم (طالب الدنيا أسير وطالب الآخره أجير وطالب الحق أمير).

قال أحد الملوك لأحد الأولياء: اطلب منى شيئا نعطك: فقال له وكيف أطلب منك وأنت عبد لعبدى: فقال له وكيف ذلك؟ فقال له: أنا زهدت فى الأشياء فخدمتنى وأنت أحببت الأشياء فملكتك.

وقيل أيضا (العجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه, ويطلب ما لا بقاء له معه, فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور).

قال بعض التلامذة لشيخه: أين الله؟ فقال له أسحقك الله وأبعدك, هل تطلب مع العين أين؟

سمير جمال