يحاول بعض الناس أما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمبن عما كان عليه السلف الصالح ويدعون معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون:

 

 

الطرق الصوفية ... الفرق الضالة

 

عن أبى هريرة أن رسول الله قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفرقت أمتى على ثلاث وسبعين فرقة) رواه الترمذى وقال حديث صحيح.

وأخرجه أيضًا عن ابن عمر قال: قال رسول الله : (ليأتين على أمتى ما أتى على بنى إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى لو كان منهم من يأتى أمه علانية لكان من أمتى من يصنع ذلك، وإن بنى إسرائيل تفرقت اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين مله كلهم فى النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هى يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابى).

وأخرجه أبو داود فى سننه من حديث معاوية بن أبى سفيان عن النبى قال (ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون فى النار وواحدة فى الجنة وهى الجماعة).

وقد ذكر هذا الحديث بروايات متعددة فى كتب المتون مثل: صحيح ابن حبان، وجمع الجوامع للسيوطى، والسنن الكبرى للبيهقى، وسنن ابن ماجه، ومسند بن أبى يعلى، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ومسند الإمام أحمد، وذكر أيضًا فى كتب التفاسير مثل: تفسير القرطبى، وتفسير النيسابورى، وتفسير ابن عجيبة، وتفسير روح المعانى للألوسى، والدر المنثور، والكشاف، والبيضاوى، والنسفى، وفتح القدير، والكشف والبيان للثعلبى، والفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية للنخجوانى.

وهذا السرد نفهم منه أن الحديث صحيح وله وجود فى كتب الأصول ومشهور، فما هو الذى يحذره الناس من تعدد الطرق الصوفية؟

يفهم بعض الجهلاء والمنكرين من هذه الأمة أن هذا الحديث منطبق على تعدد الطرق الصوفية فيرمونهم بالشرك والكفر لذلك الفهم الخاطئ، وإذا رجعنا إلى الحديث المروى فى الصحيحين البخارى ومسلم عنه أنه قال: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) فالحذر كل الحذر من أن يكفر الإنسان نفسه أو يصد عن سبيل الله فيقعد مكان إبليس ليضل عن سبيل الله.

ونحن نقول له يا أخى بدلا من أن تكفر الناس بجهلك، إقرأ، ولقد ذكرنا لك من كتب التفاسير وكتب الأحاديث والعديد من كتب الأصول المعتمدة، فلم نجد واحدًا من هذه الكتب ولا الأئمة قال أن الطرق الصوفية هى المعنية بالحديث السابق ولا أنها مشركة أو أنها كافرة.

وإن كان اعتمادهم على الآية الكريمة ﴿ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيل الله﴾ نقول لك أنها لم تفسر على أنها الطرق الصوفية، بل هى طرق الضلال التى على رأس كل طريق منها شيطان، فبعد انتقال كل نبى يقعد الشيطان ليضل ويحرف كلام الله وهذا حاصل فى الأديان السابقة، وكل من فعل فعلتهم فى أمتنا الإسلامية كان مثلهم.

وإن شئت فاقرأ كتاب المِلَل والنِّحَل للشهرستانى أو اقرأ التفاسير التى ذكرناها لك أعلاه.

وخلاصة القول فى من يدعى هذا الفكر، أن منهم من شبه الحق بالخلق، ومنهم من لا يعترف بالناسخ والمنسوخ فى القرآن، ومنهم من يؤمن بفكرة التناسخ والحلول وهى أن روح الإنسان بعد موته تحل فى شئ أخر إلى ما لا نهاية، وأن الثواب والعقاب فى الدار الدنيا. ومنهم من زعم أن الله تعالى أَجَلُّ من أن يخلق الشرور والقبائح والأقذار والخنافس والحيَّات والعقارب، بل هى كلها واقعة ضرورة عن اتصالات الكواكب سعادة ونحوسة.

ومنهم من ينكر النبوات وهكذا، أعاذنا الله وأعاذ الصوفية الذين هم أهل الله منهم، ومن أسمائهم الحرانية والصابئة والبراهمة والجهمية والقدرية والمرجئة والرافضة والجبرية، وأصل الفرق الضالة كما جاء بتفسير الإمام القرطبى ستة هم الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية، وتنقسم كل فرقة منها إلى اثنتى عشرة فرقة، فصارت اثنتين وسبعين فرقة.

أما إن خُدعت فى قوله تعالى ﴿ولا تتبعوا السبل﴾ لأنها جاءت بالجمع على أن معناها الطرق الصوفية، فنقول لك يا أخى ألم تقرأ فى كتاب الله العزيز ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا﴾ جاءت بالجمع أيضًا، وشتان بين الإثنين؛ فتلك سبل الضلال وهذه سبل الهداية، هدانا الله إليهم والسير معهم وأن يحشرنا معهم يوم القيامة ... آمين.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين ...

محمد مقبول

 

 

 

 

الميل والمنتديات .. الخير والشر فيها

هناك من يكره الإسلام والمسلمين وعندما شاهدوا أحداث الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة للمسلمين فى الصحف الأوروبية، أسعدهم وسرهم هذه المناظر وحاولوا أن يفعلوا شيئا يغيظ المسلمين أكثر وأكثر، ومن ضمن هؤلاء شاب قام برسم رسومات أخرى مسيئة فكتب (لا إله إلا الله) فى مواضع لا داعى لذكرها تعظيما للشهادة، ثم قام بتركيب صور وجوه مسلمين على حيوانات وأخذ يتفنن كيف السبيل للنشر فدخل على رئيس تحرير إحدى الصحف الشهيرة وأراه إياها وطلب منه أن ينشرها فى جريدته، ولكن رئيس التحرير رفض ذلك وقال: نحن مجانين لو فعلنا ذلك، أما تعرف كيف انقلب العالم بعد أحداث الدنمارك؟ فعاد الشاب الى بيته يائسا، وفى يوم من الأيام  قابل صديق له وحكى له ما حدث فقال له: وما حاجتك للصحيفة وعندك النت؟!! فقال الشاب وهل تقارن صحيفة بموقع فى النت؟ فقال فقط ادخل على أحد المنتديات العربية وانشر أعمالك وبعد يومين ابحث عنها فى (جوجل) ستجدها قد انتشرت فى كل أغلب المنتديات وبعد اسبوع تجدها فى كل منتدى عربى مسلم، فقال عندما نكتبها سيحذفها العرب قبل فتحها، فقال صديقه: لا، سنكتب كلمات بسيطة تقلب الحذف إلى ترحيب؟ فكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم (يا اخواننا شوفوا الصورة) وتحت الصورة كتب (حسبى الله ونعم الوكيل) وقال هناك بعض المسلمين أغبياء جهلة، يعتبرون هذ الصور كفر ويعتبرون نشرها مسئ ومحرم ولكن الأمر يختلف فى منتدياتهم، فتجد الأمر طبيعى فقط عندما تذكر بجانبها اسم (الله) أو اذكر عبارات مستنكرة ما يحدث، كأن تكتب (لا حول ولا قوة إلا بالله)، (أعوذ بالله)، (انظر ماذا يفعل أعداء الإسلام) وغيرها فيما يخص الموضوع ونزَّل ما شئت واستهزئ كما تشاء ولكن مرفقة بعبارات إسلامية دينية.

وفعلا بعد اسبوع ... الصورة الأولى انتشرت انتشارا واسعا فى المنتديات العربية، فقال له صديقه صدقتنى، والآن لا يوجد معرض يفى لعرض أغراضك مثل (النت) وعملاء التوزيع (مسلمين)!!

يجب أن يعلم الجميع أن المنتديات مكان خصب لنشر الشائعات ومحاربة الدين والسياسة وكل شيئ يتم فيها من الناس بحسن نية، وكم يساء إلينا بحسن نية!! ... وقد كان هذا سبب الرغبة فى مكان مخصوص لنا لا يسمح بنشر إلا ما يتم مراجعته والتأكد من سلامته من أجل سلامة الطوية مع سلامة النية ... وبالطبع هناك من يرفض أن يراجع عليه باعتبار أنه عالم أو كبير أو مسئول وما إلى ذلك من أنواع النفوس حفظنا الله منها ...

ولنعود إلى ما يرسل لنا من الميل ... فيا أيها الأحباب ننصحكم بأنه عند استلامكم أى شئ كان ... صور أو رسوم تسئ للإسلام فعليكم مباشرة حذفها لإنه فى الحقيقة لا فائدة تعود علينا من نشرها ... فما الذى سنستفيده؟! أولا هى صور تؤذى مشاعرنا، فكيف نقوم بنشرها؟! وثانياً نحن نعلم ماذا يفعل أعداء الإسلام، فلماذا نريد الدليل بالصور على ما يفعلون؟! دعوهم يفعلوا ما يريدون ولا تساهموا فى نشر ما يفعلون حتى لا تصبح مثل تلك الصور مألوفة، بصراحة أغلب المنتديات والمواقع تسارع فى نشر مثل هذه الموضوعات، نعم النية حسنة وهى (التحذير) ولكن فى الحقيقة أنت تساعد فى نشرها وتسويقها، فتوقفوا فوراً عن النشر، بل يجب عليكم رفع الستار لنريهم أخلاقنا الحميدة بأفعالنا وليس بأقوالنا كما يفعل المتشددين منا، وليكن شعارنا (ساعدوا بالأفعال وليس بالأقوال) فكثيرا ما ننشر نحن صور ومقالات نظن أنها مفيدة وفى الحقيقة نعطى أعدائنا بأيدينا دليل الإدانة فكما قالوا:

ليس كل ما يعرف يقال .. وليس كل ما يقال حضر أهله .. وليس كل من حضر أهله جاء أوانه

فياليتنا نفرق بين ما يجب علينا وما يجب لنا ولا نتدخل فى شئون غيرنا وحقيقة ...

مُدعى الحب