يحاول بعض الناس أما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمبن عما كان عليه السلف الصالح ويدعون معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون:

 

أمسك عليك

يقول المولى تبارك وتعالى فى كتابه الكريم ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتيى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب﴾ 13 الشورى، والوصية شيئ غالٍ وثمين وواجب تنفيذه شرعاً لاسيما إذا كانت تلك الوصية من رب العزة عز وجل ويأمرنا فيها سبحانه بإقامة الدين وهو دين التوحيد والعمل بالكتاب والسنة وذلك الذى يجعلنا ننعم بوحدة الصف ونكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وتتجلى الوحدة وعدم الفرقة فى الإعتصام بحبل الله كما أمرنا تبارك وتعالى بقوله ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون﴾ 103 آل عمران، فالهداية فى الإعتصام بحبل الله، وحبل الله يفسر على أنه القرآن ويفسر أيضاً كما أخبرنا سيدنا جعفر الصادق على أنه أهل البيت الكرام وعلى أى حال فقد أخبرنا رسولنا الكريم فى الحديث الشريف والمذكور فى أكثر من سند منهم مسند الإمام أحمد عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله يوما خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (يا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى ثلاث) صحيح مسلم والدارامى، زيد بن أرقم قال: قال رسول الله : (إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتى أهل بيتى ولن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما) مسند الإمام أحمد والترمذى، ولتنظر يا أخى كيف قرن رسول الله بين القرآن وأهل البيت وهم عترته وذلك يدلنا على أنك إذا أردت أن تعرف القرآن فعليك بأهل البيت فخذ عنهم فإنهم حفظة سنة رسول الله وورثة علمه فجالسهم وجالس من يجالسهم وصاحبهم وصاحب من يصاحبهم، ألم تسمع إلى قول رسولنا الكريم عن أبى موسى عن النبى قال: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) صحيح مسلم والبخارى، أو كما قال وهو القائل أيضا (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) مسند الإمام أحمد، فربما جذب جليس السوء صاحبه إليه فكان معه فى النار بسوئه وفعاله.

فيا أخى فى الإسلام إذا رأيت من ينكر فضل أهل البيت وينكر أن عترة رسول الله بها الهداية والرشاد ففر منه كما تفر من الأجرب، وتذكر قول المولى تبارك وتعالى ﴿أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله﴾ 54 النساء، ثم إليك درة من نظم سيدى فخر الدين حيث قال:

أوصيك برهانية ............    

أى من عند سيدى إبراهيم الدسوقى برهان الملة والدين

................... فاسمع لها  

مسك الختام وبغية للواصلين

أمسك عليك فلا تصاحب منكراً  

إن التعاسة فى اصطحاب المنكرين

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

محمد مقبول

الشفاعة2

إدخر رسول الله شفاعته لأهل الكبائر من أمته:

عن أنس قال: قال رسول الله : (يجمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمون لذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو الناس خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيئ اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول: إنى لست هناكم، ويذكر لهم خطيئته التى أصاب، ولكن إئتوا نوحا أول رسول بعثه الله عز وجل فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التى أصاب، ولكن إئتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول: لست هناكم ويذكر لهم خطاياه، ولكن إئتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة، وكلمه تكليما فيأتون موسى فيقول: إنى لست هناكم، ويذكر لهم خطيئته التى أصاب، ولكن إئتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم ولكن ايتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتونى فأنطلق فأستأذن على ربى فيؤذن لى عليه، فإذا رأيت ربى وقعت ساجدا فيدعنى ما شاء الله أن يدعنى، ثم يقال: ارفع محمد، وقل يسمع وسل تعطه، واشفع تشفع، فأحمد ربى بمحامد يعلمنيه، ثم اشفع فيحد لى حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع، فإذا رأيت ربى تبارك وتعالى وقعت له ساجدا فيدعنى ما شاء الله أن يدعنى، ثم يقال: ارفع محمد، قل يسمع وسل تعطه، واشفع تشفع، فأحمد ربى بمحامد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لى حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع، فإذا رأيت ربى وقعت له ساجدا فيدعنى ما شاء الله أن يدعنى، ثم يقال: ارفع محمد، وقل تسمع وسل تعطه، واشفع تشفع فأحمد ربى بمحامد يعلمنيه، ثم اشفع فيحد لى حدا فأدخلهم الجنة حتى أرجع فأقول يا رب ما بقى فى النار إلا من حبسه القرآن أى وجب عليه الخلود) رواه البخارى ومسلم من حديث هشام الدستوائى، وغيره، وفى حديث أبى عوانة عن قتادة (يجمع الله الناس يوم القيامة).

وفى حديث أبى هريرة، عن النبى فى هذه القصة قال: (يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين فى صعيد واحد فيسمعهم الداعى، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، ويبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، وما لا يحتملون) ثم ذكر هذه القصة قال البيهقى : ’وهذا الحديث يجمع شفاعة النبى لأهل الجمع حتى يريحهم من مكانهم، الذى بلغوا فيه من الغم والكرب ما لا يطيقون من طول القيام فى الشمس، ثم شفاعته لأهل الذنوب من أمته‘ وفى رواية معبد بن هلال، عن أنس بن مالك، عن النبى فى هذه القصة ما دل على أن ذلك لأهل الكبائر من أمته فإنه قال فى حديثه: (فأقول ربى أمتى أمتى، فيقال: انطلق فمن كان فى قلبه مثقال حبة من برة، أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها). وقال: فى المرة الثانية: (مثقال حبة خردل من إيمان). وفى المرة الثالثة: (فمن كان فى قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار)

وعن أنس قال: ’يشفع محمد حتى يخرج من النار من كان فى قلبه مثقال شعيرة من خير، ثم يشفع محمد حتى يخرج من النار من كان فى قلبه مثقال خردلة من خير، ثم يشفع محمد حتى يخرج من النار من كان فى قلبه أدنى من شطر خردلة من خير‘ قال البيهقى : وفى كل ذلك دلالة على أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته.

وللحديث بقية ،،،

راغب