لا أدرى

كلمة ثقيلة على النفس فى هذا الزمان، فنجد الآن من يعرف ومن لا يعرف يفتى برأيه على الرغم من أن صحابة رسول الله كانوا أكثر الناس حرصا عن عدم الفتوى وهم من قال فى حقهم المصطفى فى حديثه الشريف (أصحابى كالنجومِ، فبأيِّهِم اقتديتم اهتديتم) فأين نحن من الإقتداء فى هذا الأمر، وكان سيدنا عبد الله بن عمر إذا سئل عن الفتيا يقول اذهب إلى الأمير الذى تقلّد أمور الناس فضعها فى عنقه، وكان أيضا يسأل عن عشر مسائل فيجيب عن مسألة ويسكت عن تسعة، وها هو سيدنا عبد الله ابن مسعود يقول: إن الذى يفتى الناس فى كل ما يستفتونه لمجنون، وكان من الفقهاء وأكابر العلماء من يقول لا أدرى أكثر من أن يقول أدرى، فمن هؤلاء العلماء الإمام مالك بن أنس والإمام أحمد بن حنبل والإمام الفضيل بن عياض والإمام سفيان الثورى ولا يخفى على أحد مدى تفقههم وتبحرهم فى العلوم فممن ذكرناهم من هم من صحابة رسول الله ومنهم أيضا من هو صاحب مذهب.

وروى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: أدركت فى هذا المسجد مائة وعشرين من أصحاب رسول الله ما منهم من أحد يسأل عن حديث أو فتيا إلا ودّ أن أخاه كفاه ذلك، وفى لفظ آخر كانت المسألة تعرض على أحدهم فيردها إلى الآخر ويردها الآخر للآخر حتى يرجع إلى الذى سئل عنها أول مرة، وحكى عن الإمام مالك: أن العالم إذا أخطأ ’لا أدرى’ أصيبت مقاتله.

فيا سبحان الله هذا العالِم إذا أخطأ ’لا أدرى’ أصيبت مقاتله فما بالنا فى هذا الزمان نجد من لا يعلم يخطئ ’لا أدرى’!!

ومن خطورة هذا الأمر نجد مولانا الشيخ محمد إبراهيم تناوله كأحد عناصر خطابه السنوى الذى ألقاه هذا العام وللاستزاده من هذا الموضوع ممكن الذهاب إلى هذا الرابط:

http://www.burhaniya.org/speech/speech10.htm

 رائف وجدى

 
 

 

من أراد الاستزادة فى هذا الموضوع فليتتبع هذه الروابط:

http://burhaniya.org/magazine/tricks.htm

وباقى صفحات خدعوك فقالوا فى موقع الطريقة البرهانية

أسرة التحرير