كتب السلف

لما كنا نحتاج باستمرار إلى كتب السابقين الغير محرفة، ولما كثر التحريف بفعل قلة غير مسئولة تقوم بإصدار الكتب المحرفة وطرحها فى الأسواق أو عرضها فى الشبكة العالمية للمعلومات، وسواء كان ذلك يتم بحسن نية أو بغيرها، فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصادر الصحيحة فى هذه الشبكة لكتب الصالحين وعلوم السابقين، ونحن نرشح لكم المواقع الصديقة التى تتحرى الدقة فيما تعرضه من كتب حتى تجدوا ما تحتاجونه من كتب وعلوم السابقين التى حاول البعض أن يدثروها ويغطوا عليها، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون، وسنقوم باستعراض بعض الكتب التى أستشهد بها الإمام فخر الدين فى مؤلفاته ودروسه من هذه المواقع، وللمزيد عن تلك المواقع زوروا صفحة المكتبة من الموقع الرئيسى.

 

كتاب من المكتبة:

كان الإمام مالك قويا فى حجته وأسلوبه فى الاستنباط ومعتمدا عند العلماء، حتى أن المتأخرين من علماء المالكية لم يذكروا أدلة الأحكام اعتماد على تسليم العلماء بفقه الإمام مالك، وكتاب الموطأ هو أصل هذا المذهب، وإمام كتب المذهب هو المدونة الكبرى فى القرن الثالث، والذى جمع فيه سحنون بن سعيد ألوفا من المسائل عن الإمام مالك برواية تلميذه عبد الرحمن بن القاسم، وجميع هؤلاء الأئمة تتلمذوا على أئمة سبقوهم وتعلموا منهم، ولا يوجد إمام أخذ علمه من الكتب والصحاف فقط، وقد بنى الإمام مالك مذهبه على 17 دليلا هى: نص القرآن وظاهره ودليله ومفهومه وشبهه ومثل هذه الخمسة من السنة ثم الإجماع والقياس وعمل أهل المدينة وقول الصحابة والاستحسان وسد الذرائع والاستصحاب.

ونقدم لكم فيما يلى كتابا الموطأ (أصل المذهب المالكى) والمدونة الكبرى (إمام كتب المذهب المالكى):

الموطأ

كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس، وهو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، ووالده سيدى أنس بن مالك خادم وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذى روى عنه أكثر من ألفى ومائتان حديث، وقضى الإمام مالك معظم حياته بالمدينة ولم يكن ينتعل فيها أى نعل خوفا من أن يدوس بنعله موضعا داسه الرسول صلى الله عليه وسلم، واشتهر بالعلم وصار إمام الحجاز وفقيه دار الهجرة حتى قيل (لا يفتى ومالك فى المدينة)، وكان صلبا فى دينه جريئا فى رأيه واسع المعرفة والعلم متواضعا مع تلاميذه، وقد طلب منه الخليفة أن يوطئ للناس كتابا ليعملوا به فصنف هذا الكتاب وأسماه الموطأ، وكتب رسالة فى الوعظ إلى هارون الرشيد، وقد احتوى الموطأ على مذهبه المالكى كما احتوى على أسلوبه العلمى فى الفقه من القياس ولإجماع وعمل أهل المدينة وما أثر عن الصحابة، وكان يجمع بين مذهب أهل الرأى وأهل الحديث فى الاستدلال الفقهى.

ويوجد بالذيل (إسعاف المبطأ برجال الموطأ) للإمام السيوطى.

رابط الكتاب فى موقع التراث

المدونة الكبرى

المدونة الكبرى لإمام دار الهجرة؛ الإمام مالك بن أنس الأصبحى، رواها الإمام سحنون بن سعيد التوخى عن الإمام عبد الرحمن بن قاسم العتقى، وهى أول طبعة ظهرت لهذا الكتاب الجليل، وقد تم طبعها عام 1323 هـ على نسخة عتيقة يزيد عمرها عن ثلاثمائة سنة مكتوبة على رق غزال صقيل ثمين، ووجد فى حواشيها خطوط لكثير من أئمة المذهب مثل القاضى عياض و أضرابه، حيث نسب له فيها أن المدونة تحتوى على أربعة آلاف حديث وستة وثلاثون ألف أثر وأربعون ألف مسألة.

رابط الكتاب فى موقع التراث

 

أسرة التحرير - فكرة محمد عباس

 

ملحوظة: لتحميل كتاب من موقع التراث؛ يتم تنزيل جميع الملفات المضغوطة (rar files) الخاصة بالكتاب ثم توضع معا فى نفس الفولدر ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم بفتح أى ملف منها وعندها يمكن أن تجد الكتاب والذى يكون أما ملف واحد أو عدة ملفات من طراز (pdf) فيتم نقلها إلى خارج الملف المضغوط فى فولدر واحد أيضا ولا يتم تغيير أسمائها أبدا ثم تفتح باستعمال برنامج قراءة الأكروبات

 

مختارات من قراءات الإخوة:

من كتاب الفتوحات الإلهية

إن آداب الجوارح هى ظاهر طريق الصوفية، وهى كالتالى:

1-  آداب اللسان: أن يكون رطباً بذكر الله تعالى، وبذكر الإخوان بخير، والدعاء لهم، وبذل النصيحة والوعظ، ولا يكلمهم بما يكرهون، ولا يغتب ولا ينم ولا يشتم ولا يخض فى ما لا يعنيه، وإذا كان فى جماعة تكلم معهم ما داموا يتكلمون فيما يعنيهم، فإذا أخذوا فيما لا يعنيهم تركهم، ويتكلم فى كل مكان بما يوافق الحال، فقد قيل لكل مقام مقال، وقيل: خلق الله اللسان ترجماناً للقلب ومفتاحاً للخير والشر، وقيل: إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك، والزم الصمت، فإنه ستر للجاهل وزين للعاقل، قال : (وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم).

2- آداب السمع: ألا يسمع الفحش والغيبة والنميمة والمناكر، بل يسمع الذكر والوعظ والحكمة وما يعود إليه بالفائدة ديناً ودنيا، ويحسن الإصغاء على مكلميه ومخاطبيه.

3- آداب البصر: الغض عن المحارم، وعن عيوب الإخوان، وعن المنكرات والمحرمات فإن الله تعالى - يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور - وقيل: من طاوع طرفه تابع حتفه (أى موته)، قال رسول الله لعلى : (إياك أن تتبع النظر فإن الأولى لك والثانية عليك).

4- آداب القلب: مراعاة الأحوال السنية المحمودة، ونفى الخواطر الرديئة المذمومة، والتفكر فى آلاء الله ونعم وعجائب خلقه، قال تعالى ﴿ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض﴾ آل عمران (191). وقال : (تفكر ساعة خير من عبادة سنة).

ومن آداب القلب: حسن الظن بالله وبجميع المسلمين وتطهيره من الغل والحسد والخيانة وسوء الظن وسوء المعتقد فإنها من خياناته، قال الله تعالى ﴿إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً﴾ الإسراء (26).

 قال : (إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح بصلاحها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لفسادها سائر الجسد، ألا وهى القلب) متفق عليه.

وقال سرى السقطى: القلوب ثلاثة: قلب كالجبل لا يحركه شيئ وقلب كالنخلة اصلها ثابت والريح يميل بها يميناً وشمالاً، وقلب كالريشة يذهب مع كل ريح ولا يثبت.

5- آداب اليدين: البسط بالبر والإحسان، وخدمة الإخوان، وألا يستعين بهما على معصية الله تعالى.

6- آداب الرجلين: السعى فى صلاح نفسه وإخوانه، وألا يمشى بهما مرحاً ولا مختالاً ولا يتبختر ولا يزهو، فإن ذلك مما يبغضه الله، وألا يستعين بهما على المعاصى.

سيد حسينى